لو عددنا منظمات المجتمع المدني في العراق ، سنجد ان العدد يفوق الحاجة ، بل يدعو الى الغرابة والدهشة ، لأنه رقم ينافس دول كبرى ، فالرقم الذي هو امامي يؤكد وجود ( 2717 ) في عموم العراق ، مجازة من دائرة المنظمات غير الحكومية في الامانة العامة لمجلس الوزراء ، وفي بغداد وحدها 1221 منظمة .. وحين نلاحظ نشاطات معظمها ، سنجد ان عملها لا يتعدى يافطة وشقة او دار بسيطة وماكنة لكبس الهويات ..!لستً ضد تأسيس منظمات مجتمع مدني ، لكني ضد التضخم الذي يدعو الى التخبط وعدم الانضباط ، ويجعل مراقبتها ، من الجهة المانحة للإجازة ، تسير في نفق من الصعوبة .. فكم عدد الموظفين الذين يمكن لهم مراقبة نشاطات ( 2717 ) منظمة اسبوعيا او شهريا او حتى سنويا ؟؟لهذا الموضوع ، عودة لاحقة ، تتضمن تحليلا ضافيا .. لكن الذي لفت نظري ، وجود منظمات يحمل بعضها اسما انسانيا ، لكن فعالياتها بعيدة عن النشاطات الانسانية ، وبالمقابل لاحظتً وجود منظمات ، جعلت الهم الانساني ضمن اجندة نشاطاتها ، فتوافق اسمها مع كلمة ( منظمة مجتمع مدني ) وهذا نبع انساني ، على المنصف ان يتوقف عنده ، ويشير اليه بقوة .ولعل في مقدمة تلك المنظمات ( رابطة المصارف الخاصة ) التي يشيئ اسمها الى نشاط محدد هو العمل المصرفي ، غير اننا نجدها تسعى الى توطيد نشاطات انسانية ومجتمعية جديرة بالانتباه .. فمن اداركها المبكر الى البطالة التي يعانيها الشباب ، ودأبها التنسيق مع البنك المركزي العراقي في توفير القروض المناسبة والميسرة لهم ، ومكاتباتها مع البنوك العالمية الرصينة للتوأمة مع البنوك العراقية وتشجيعها على الاستثمار في بناء البنى التحتية في العراق .. ولم تقف عند هذا الحد ، فالتفتت الى الجانب الانساني ، وها هي تنتخي الى المعاناة المجتمعية ، المتمثلة بافتتاح مخيمات للنازحين الذين تركوا بيوتهم وأراضيهم وأموالهم ، تحت عنوان ( مخيم اهلنا) .. وهناك مساهمات انسانية ، نعرفها ، ويرفض الاعلان عنها رئيس الرابطة الاستاذ وديع الحنظل ، تعففاً..ان منظمات المجتمع ، هي العين الراعية للمجتمع ، واحدى المجسات التي تمهد الطريق الى الدولة ومؤسساتها في وضع اسس البناء الرصين .. لنأخذ ورابطة المصارف العراقية الخاصة مثالاً .. z_ [email protected]