6 أبريل، 2024 7:57 م
Search
Close this search box.

اين دور المثقفين العرب عما يجري في المنطقة

Facebook
Twitter
LinkedIn

المثقف من حمل الحقيقة في وجه القوة : نعوم تشومسكي ( يهودي كاتب وأكاديمي وسياسي امريكي مفكر مناهض لسياسة أميركا )
من هو المثقف ؟ افضل تعريف للمثقف هو من يكتسب نصيبا من العلوم والمعرفة وغيرها من المعارف الانسانية وتؤثر على سلوكه ايجابيا والمثقف هو من يفهم الحياة الاجتماعية والسياسية ومعرفة التاريخ والقانون لكي يستطيع التعامل مع المجتمع تعاملا سليما ويضع نهجا للحياة ويوضح موقفه من الأحداث ومن الاّخرين أذن الثقافة هي معرفة وسلوك .. بدون التفاعل مع المجتمع يصبح الة حاسبة او كتاب مثل كتاب الانسكلوبيديا .. افضل من فصل هذه الأمور هو المفكر الايطالي انطونيو غرامشي وهو مفكر ماركسي ولد عام 1891 ويعتبر أحد قادة ومنظري الحركة الثورية الايطالية .. غرامشي فرق بين المثقف التقليدي وهو المرتبط بطبقات زائلة او في طريقها الى الزوال وبين المثقفين العضويين هكذا اسماهم الذين يرتبطون بطبقة من المجتمع ويكون هناك تجانس فكري معهم وظيفة المثقف العضوي حسب غرامشي هي تحقيق تصور للعالم او تحقيق أيديولوجيا خاصة بالفئة او الطبقة التي يرتبط بها وان يجعل هذا التصور يطابق الوظيفة الموضوعية لتلك الطبقة فالمثقفين هم ليسوا انعكاسا للطبقة الاجتماعية بل هم المربين والمنظمين للوعي الحقيقي بمعنى هم من يقود تلك الفئة من المجتمع وهو يعتبر كل المثقفين الآخرين الذين لايتفاعلوا مع المجتمع هم مثقفين تقليدين

اذن خلاصة الامر ان المثقف يجب أن يتفاعل مع المجتمع ويتفاعل مع الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويتفاعل معها ايجابيا . ولقد شهد الوطن العربي ( برز)منذ بداية الاربعينات ومن القرن الماضي افواج كبيرة من المثقفين خصوصا بعد نشاط الحركة الوطنية في الوطن العربي وانتشار الوعي القومي والماركسي خصوصا بعد تنامي الثورة الجزائرية والعدوان الثلاثي على مصر ونكبة فلسطين في عام 1948 واحداث كثيرة مرت على العراق وسوريا .. يمكن القول ان ارتباط المثقفين العرب بالاحزاب والحركات السياسية مثل ارتباطهم بالحزب الشيوعي وحزب البعث العربي الاشتراكي وحركة القوميين العرب والقوميين السوريين هو كان سببا لتنامي طبقة المثقفين وازدياد اعدادهم وتوزع المثقفون العرب العضويون ( على تصنيف غرامشي )على الدول العربية ( من المهم تعداد هذه الدول ) مصر والعراق وسوريا ولبنان والاردن وفلسطين ( كان بودي ان اتحدث عن مثقفي المغرب العربي ربما في فرصة اخرى ) ولم يكن هناك كتاب ومثقفين من قطر او الامارات او السعودية نسبيا الكويت سبقت هذه الدول في هذه المسالة بسبب وجود اعداد كبيرة من الفلسطينيين ولم تكن هناك لا قناة الجزيرة ولا العربية .. وكان مقال واحد في صحيفة لبنانية كفيل بان يحرك التظاهرات في عواصم عربية .. كان المثقفون ( العضويون) يتفاعلون مع المجتمع لا بل كان لهم دور في تحريك المجتمع ورسم الاستراتيجيات والخطط والبرامج كانوا قادة في المجتمع .. لم نكن نسمع في تلك الفترة عن المال المحرك للاعلام ..ربما كانت هناك اقلام تشترى لكنها كانت قليلة وكان من المعيب على المثقف ان يبيع قلمه لجهة ما .. ازداد دور المفكرين والمثقفين والصحفيين مع انبثاق الثورة الفلسطينيية اواسط الستينات بل انضمت اعداد كبيرة من المثقفين الى العمل الفدائي وكان من الصعوبة الفصل بين الشعراء والمثقفين والفدائيين روح واحدة وجسد واحد .. وصولا الى عام 1991 بعد دخول العراق الى الكويت وظهور اعلام جديد لم يألفه شعبنا العربي وهو التضليل والخداع والمال …. يقول تشومسكي ( أن وسائل الإعلام الامريكية لعبت دورا كبيرا في تعبئة الرأي العام من أجل اختيار الحل العسكري لا الدبلوماسي في العراق ) صدق الناس أكاذيب وسائل الاعلام الامريكية من على محطة CNN والخليجية قناة الجزيرة .. انقسم المثقفون العرب الى قسمين وازداد دور المال الخليجي في شراء ذمم الكتاب والصحفيون والمثقفون .. وحتى عندما تعرض العراق ( والعراق هو العراق ) الى ابشع حصار ظالم بحجة وجود اسلحة محرمة لاحظنا انحسار واضح وضعف للكاتب العربي في الدفاع عن الشعب العراقي لماذا لأن المال الخليجي كان هناك وحتى عندما احتل العراق في ابشع واقعة كان هناك من يهلل ويصفق للعدوان ( هم يتحججوا بانهم ضد الرئيس صدام حسين وواقع الحال هم كانوا ضد العراق غيرة وحسدا واسباب اخرى ) ! انحسار كامل للمثقف الشريف ! لقد اصبح المثقف (ضد المجتمع مع الاسف وضد تطلعات الجماهير العربية في العيش بعز وكرامة ) على ان اغرب ما شاهدناه هو التصفيق والتهليل على قنوات العربية والجزيرة للطائرات الاسرائيلية عندما تقصف مواقع عسكرية او مدنية سورية بحجة انها تابعة لبشار الاسد ونسوا انها تابعة لسوريا ولشعب سوريا وبالتالي هي من حصة الامة العربية .. هكذا لعب المال الخليجي دورا بخطة مدروسة بابعاد المثقفين عن التفاعل مع قضايا الشعب العربي والانحياز الكامل لما تصدره دوائر الاعلام الخليجي .. نأتي الى السؤال المهم أين دور المثقف العربي من اتفاق الذل الذي وقعته الامارات والبحرين … لاشك ان احد الاسباب هو انشغال المثقفين بهمومهم القطرية فالمثقف العراقي مشغول بهموم بلده مما ابعده عن التفاعل مع الاحداث الاخرى .. والكتاب والصحفيون والمثقفون السوريون لهم من المشاكل ما يكفي لابعادهم عن مشاكل الوطن الاخرى ونفس الامر مع اللبنانيين ( وهم اكثر من كان يتفاعل مع القضايا الفلسطينية لم نسمع لهم صوت ..) وكذلك الامر مع الفلسطينيين والمصريين .. هذه الخطة في ابعاد المثقف عن القضايا العربية كانت بتخطيط ودراسة وعناية من اسرائيل وبالتعاون مع الامارات وقطر والسعودية ( يمكن استبعاد الكويت رغم وجود اصوات نكرة لعملاء مثل الاعلامي الكويتي عبد الله الهدلق وان انكر الاصوات لصوت الحمير ) .. لقد كان المال دوما عامل اغراء في اهتزاز المثقف ولا نذهب بعيدا اذا ما راقبنا صحف ومجلات وبرامج الدول الخليجية الان وكيف يتم تغطية ( الاسرله ) الجديدة بدءا بالدين وصولا الى المنافع الاقتصادية والامنية والعسكرية التي يقدمها هؤلاء تبريرا للمواقف .. ان الامارات العربية وهي خليق مسخ بريطاني كانت ومنذ ثلاثة عقود قد اتبعت سياسة ظاهرها ان تكون خيمة للمثقفين العرب من شعراء وقصصيين وكتاب وصحفيين وممثلين وتقديم الجوائز والهبات وفي تقديري ان تلك السياسة لم تكن بريئة بل ورائها ما ورائها واتضحت الصورة بعد التطبيع مع اسرائيل !!

لدي بعض الاسئلة تخطر على البال اولهما هل سيرفع المثقفون العرب اقلامهم ضد التطبيع ؟ هذا يتطلب دورا كبيرا المثقف الملتزم ويجب ان يقود سلطة الثقافة والثقافة سلطة غير مرئية ولكنها التشكيل الابرز في وجه حضاري لاية امة نعم يقود سلطة الثقافة ولا يكون مثقفا تقوده سلطة الحاكم ( كثيرا من هؤلاء كتابا واعلاميين ومسرحيين هم ابواق للحاكم …السؤال الاخر هل المثقف يشكل احيانا خطرا في مجتمعات دول العالم الثالث ؟ نعم لان المثقف لديه القابلية والقدرة على تبرير اخطاء الحاكم وتقديمها بما يخدم مصالحه وغالبا مايكون بعض المثقفين في العديد من الانظمة اداة بيد سلطة القمع او كما سماهم علي الوردي وعاظ السلاطين….وفي الختام ان افضل من رسم دور المثقف هو ما كتبناه في بداية المقال ((ان من يحمل الحقيقة ويقف بوجه القوة هو هذا المثقف الحقيقي ..)) ان المثقف لايتحرك في فضاء بل لابد ان يكون واقفا على ارض صلبة والارض الصلبة هي المجتمعات التي تراكمت فيها المعرفة والعلم والثقافة فواعظ السلطان لايتمكن من يعظ في مجتمع راسخ وعلى العكس في المجتمعات الخليجية عندما لاتكون الارض صلبة يسهل الوعظ فيها بلا تجني وعلى ذكر العراق نحتاج الى مثقفين وكتاب وصحفيين يحملوا هموم الشعب العراقي ويقفوا بقوة ضد الظلم والمباشرة بدعم الثورة ثورة تشرين المباركة وقول كلمة الحق .. وليس هناك ابلغ من كلام الله بسم الله الرحمن الرحيم ( الحق من ربك فلا تكن من الممترين)) صدق الله العظيم

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب