23 ديسمبر، 2024 7:01 ص

اين تكمن مشكلة المسلمين؟

اين تكمن مشكلة المسلمين؟

الفرق شاسع بين الغرب والعرب من حيث التطور بكل ميادينه وحتى في بعض الاجتماعيات عند الغرب اما العرب فان الامورتختلف جذريا عنهم ودائما نتذكرالمقولة المشهورة : في الغرب الاسلام موجود والمسلمون غير موجودين وفي العرب العكس ولكن هنالك من يتهجم على الاسلام باعتباره دين لا يلائم العصر ، اين تكمن المشكلة ؟

الدين عبادات ومعاملات، فالعبادات هي حرية الفرد ولكن المعاملات هي الحقوق والواجبات وهذه الحقوق والواجبات تتاثر بكيفة معيشة الانسان اقتصاديا بكل جوانبها، زراعة، صناعة، تجارة، وسياسيا التي تتحكم بالقانون .

هذه المجالات الاقتصادية اخذت بعدا واسعا في تطورها بحيث لا وجود لها في التشريعات الاسلامية التي صدرت عن القران والسنة في حينها، وهنا لنقف عند هذه النقطة ونسال اين الخلل؟

البعض كما ذكرت يعيب على الاسلام والمسلمين وهذا راي مدحوض لان الاسلام اصلا نهض بالواقع الجاهلي عند البعثة من حاله المزري الى حال تشهد له كل كتب التاريخ ، وكان في القرون الوسطى في عصره الذهبي بكل مجالات الحياة وكان الغرب يعيش العصورالمظلمة . وحتى نعطي هذا الامر حقه بالتوضيح فلابد لنا من الاستشهاد بادلة وشواهد تثبت علو كعب الاسلام .

الاسلام بنى لنا اساس متين وقوي يتحمل اعلى عمارة واعلى ناطحة سحاب الا اننا نصبنا خيمة على الاساس خوفا عليه من الهدم ، بينما الغرب استخدموا نفس الاساس ببناء ناطحة سحاب ، ونحن حتى في عباداتنا علوم ،هل تعلمون ماذا يقول كارلو ألفونسو نَلِّينُو (1288 – 1357 هـ / 1872 – 1938 م) هو مستشرق إيطالي. طبعت محاضراته بالعبرية عن «تاريخ علم الفلك عند العرب» في كتابه هذا يقول ان الصلاة هي اساس علم الفلك ، فالصلاة تختلف بمواقيتها من بلد الى بلد وهذا يرتبط بحركة الشمس ودوران الارض في فلك البروج ومعرفة احوال الشفق الاساسية ،كما وتختلف في معرفة القبلة والتي تتطلب حل مسالة من مسائل علم الهيئة الكروية مبينة على حساب المثلثات ، وكذلك صلاة الخسوف والكسوف ، اما غوستاف لوبن المؤرخ الاجتماعي يقول في كتابه تطور الامم “ان الطوسي اسبق من اينشتاين في فهم الزمن” ، نحن توقفنا بمدح الطوسي ونعمل له مرقد ونطوف حوله تاركين علمه، والغرب استمروا بمدح اينشتاين علميا باستمرار التجارب ، هذا في اساس الاسلام الذي بنينا عليه خيمة اما الغرب فقد تقدم تقدما رائعا في هذا العلم ، اليوم تنظر الى السيارات الحديثة التي فيها من التقنيات العجيبة وتثني على صانعها ولكن الاساس الذي وضع اساس السيارات هو الألماني “كارل بنز”، مؤسس شركة مرسيدس بينز الشهيرة حيث يعتبر هو من صنع أول مركبة تعمل باستخدام النفط فى محركات الاحتراق الداخلي،

هذه العلوم يقوم بها الانسان الذي تكون روحه طاهرة خاشعة لخالقها تعرف ما عليها وما لها ، هذا الانسان الذي يضمن لها الاسلام نقاء نسبه يكون قد وضع الخطوة الاولى لان يرتقي الانسان بحاله ، وهنا تبدا محنتنا حيث اننا اعتبرنا ان العلم لا يدخلنا الجنة ولا يجنبنا النار ، وهذه هي الطامة الكبرى فالعلم من اولويات الاسلام ولكل ظرف يكون للعلم حكم معين فالعلم عندما يخدم الانسان فهو واجب على البشر ولكن عندما يساء استخدامه يكون حرام على المستخدم لانه لم يستخدمه بشكل شرعي .

وحتى يبقى الانسان في دوامته هذه نجد ان الاستعمار الاوربي والامريكي عمل جاهدا على بقاء هذا التخلف بين المسلمين من خلال تسخير حكام عملاء خاضعين لهم ومن ثم تطورت اساليبهم في هدم قيم الانسان التي بناها الاسلام لتكون اساسا لرقيه من خلال تقنية وسائل الاعلام الحديثة التي نشرت الفحشاء والمنكر وتحت عدة مسميات فاستغفلت ابتداء الكثير من الشباب الذين هم عمود البلد ساعده على ذلك عدم تمكن المسلمين من صناعة القرار بسبب العملاء في البلد ، لاحظوا ايران عندما جعلت قرارها بيدها كيف تطور بلدها وفي نفس الوقت تصاعدت مؤامرات امريكا والصهاينة من غير سبب بل السبب لا يريدون للمسلمين الرقي والتطور.

فالذي يفتخر على المسلمين بصناعات الغرب ويعتقد اننا لا نستطيع ان نستغني عنها او صناعة مثلها او بديلها اقول له فليستغن الغرب عن عملائه وجواسيسه بين المسلمين ويعوض المسلمين ماخلفته حروبهم التي شنوها عليهم ويعوضون الذين تفشى بينهم مرض السرطان بسبب اسلحتهم التدميرية فيكون للمسلمين رايا اخر .

اما الحديث عن تطور علوم اهل البيت عليهم السلام فلا يسعنا الحديث عنها في هذه العجالة ويكفي كتاب الامام الصادق في نظر اهل الغرب