18 نوفمبر، 2024 12:41 ص
Search
Close this search box.

اين تريدون بالعراق ايها …..؟

اين تريدون بالعراق ايها …..؟

لم نكن نتصور ان الامور تسير من سيء الى اسوا خصوصا اذا ماعلمنا ان الشعب العراقي الجريح بات ينظر الى الوضع السياسي الراهن وهو يمني النفس بنهاية حقبة الاختلافات والتخندقات وان يعود الوطن كتلة واحدة متراصة منسجمة مع بعضها ليقطع الطريق امام المتربصين به وبابناءه ,وان يتعض الساسيين مما جرى على مر السنوات السابقة التي مرت وكان الدم العراقي هو عطرها وعبيرها ,لقد تمنينا ان يكون القادم خيرا وان تكون الانتخابات الاخيرة صفحة مشرقة في جبين العراق الصابر الجريح ,ولكن مالذي جرى وكيف سارت الامور حتى وصلت للذي وصلت اليه من تخبطات وفوضى ذهبت بالشارع ومن فيه الى ابعد نقطة من الاحباط والياس ,الم يكن من الممكن تجاوز كل الخلافات وتقديم المصلحة العليا التي تهم الجميع وهي مصلحة البلد وحشد الجهود وتظافرها للخروج من كل الازمات التي عصفت به ولاتزال تعصف به ,ثم الم يكن الاجدى بالمتصدين للعملية السياسية الاخذ بنظر الاعتبار ان الشعب العراقي يذهب الى ابعد مرحلة من التضحية والتعب في سبيل ان يرى في نهاية الافق نورا يستنير به لقادمات الايام ,الا يستحق الشعب نظرة رحمة واشفاق وتكريم معنوي لينهض من جديد ويقف على رجليه ليحاكي شعوب العالم المتمدن ويعمل معهم لبناء حياة انسانية كريمة يعيش الجميع فيها باحترام ومودة ووئام .
 
اننا نناشد من بيده الامر ان يكون راعيا ومسؤولا عن هذا الشعب بالقدر الذي يمكنه من تقديم الافضل له ,وان يجعل حدود العراق واهله في حدقات عيونه وان لايفرق بين احد واخر بحسب عرقه ولونه وطائفته ودينه لاننا جميعا نسمى عراقيين وان مشتركاتنا كبيرة وكثيرة اهمها اخوة التاريخ والدم والدين والارض التي ننجمع عليها ,الا يكفي هذا بعد كل الذي جرى .
 
لقد مرت شعوب وامم كثيرة قبلنا بمراحل صعبة كادت ان تفتك بها وعندما شعرت هذه الشعوب بالخطر المحدق بها تكاتفت جهودها ووحدوا هدفهم وهو حماية اوطانهم ونبذو خلافاتهم جانبا ولم يكن احد وصي على احد سوى بنوع الدور الذي يؤديه ونجحوا في البقاء ثم بدؤوا البناء المرحلي لبلدانهم وكانوا يربطون الليل بالنهار ولايوقفهم شيء عن تادية واجباتهم وكانت النتيجة الحتمية انهم تجاوزوا الصعاب وربحوا اهلهم واوطانهم .
 
نداء نوجهه للجميع بان التاريخ سيسجل باحرف من نور للذي يعمل للحفاظ على شعبه ووطنه وسيخلده كما خلد العظماء من قبله وقبل ذلك سيكون رضى الله تعالى حاضرا عنه وهو اهم من أي جائزة تعطى ,لذا على الجميع حث الخطى للخروج من عنق الزجاجة الخطير الذي نمر به وان يكون الثواب هو هو الولوج لساحة الظفر بالمعاني الانسانية الكريمة والانتساب الى قائمة الخير والصلاح .
 
يقول عمرو الخيام
 
ياعالم الاسرار علم اليقين
 
ياكاشف الضر عن البائسين
 
ياقابل الاعذار عدنا الى ظلك
 
فاقبل توبة التائبين

أحدث المقالات