اين هي ارادة الحياة التي كانت لصيقة بشعبنا التي هزت عروش المحتل البريطاني تلك الارادة التي اممت الثروات الاقتصادية وجعلت الايادي العراقية تضع البصمات الوطنيه عليها وكلنا يعرف كيف وقف الراحل عبدالكريم قاسم ندا للانكليز وهو يفاوضهم مباشرة دون وسيط او مترجم حتى توج ارادة الشعب بتأميم النفط لكن اذناب المحتل من المزايدين تارة بالقومية وطورا بالدين لم يروق لهم ان يحكم البلد من يريد ان ينية وينهض به ودلائل التطور والاعمار للزعيم لا زالت تعيش عليها الاف العوائل العراقيه وتترحم عليه
ان تلك القوى القومية والدينية هي نفسها تلك القوى التي لم تريد للعراق ان ينهض ويبني ويستقيم بعد حقبة الفاشية الصدامية حيث لا زرال انيين الضحايا يدوي
وفي الوقت الذي كنا نؤمل نفوسنا بواقع جديد يعيد لنا امجاد دولة مدنية يحكمها القانون والديمقراطية والعدالة والمساواة ويكون لنا عراق موحد
ففي المناطق الغربية وتحديدا لعبت القوى القومية والطائفية دورا بارزا في رفض الحياة الجديدة في الحكم حيث كانوا مجبوليين على العيش في ظل حكم دكتاتوري قمعي لم ينهض بالعراق ويطوره بل سخر كل وجودة بخلق دولة بوليسية قمعية جرت العراق لحروب يعلم الجميع كم هم ضحايايهاومع ان الاخوة في تلك المناطق كانوا يستسيغون حكم صدام لا لسبب فقط لالتقاءهم به مذهبيا في حين ان هذه المناطق لم تشهد اي نهضة وتطور وبقت متخلفة في كل المجالات
اما حال مدن الجنوب فلسنا بحاجة اى اضافة حيث الاف الضحايا راحوا تحت اعواد المشانق والاعدامات اذ كان الشعور بالتفرقة واضح ولا يحتاج الى دليل
اما قهر وظلم صدام فلم يقتصر على مجتمع الجنوب او الشمال والوسط فكان قهعة متساوي حيث ارفع النخب الواعية والمثقفة كانت في الصفوف الاولى التي قدمت نفسها قرابيين للوطن
وامام هذا الحال كان منتظرا من الشعب بعد طرد حكم صدام ان يتوحد ويعيد بناء الدولة لكن سرعان ما انكشفت الاعيب القيادات التي جاءت مع الاحتلال على اعتبارها تمثل المعارضة لتعيث في الارض فساد ودمار وتخلف
ففي الشمال وضع الكرد شماعة الحكم الذاتي والاقليم الكردي كبوصلة يسيرون عليها غير مباليين بوحدة العراق وكأن عموم الشعب العراقي هو الذي قمع الكرد في حين ان الشعب كان ينظر بعين المحبة والاخوة للكرد وهذه محنة الوعي
اما الذين كانوا يتشدقون بصدام خاصة المناطق الغربية بالتأكيد فان مرادهم قد ضاع رغم من انهم يشعرون ان صدام لم يرعى مصالحهم بدليل هذة ان حال مدنهم وتخلفها دليل على ذلك
وعودة للجنوب ومع ان الظلم الذي وقع عليهم كبير جدا الا انهم نزلوا الجبل بعد المعركة راكضيين وراء الغنائم وهذا حال مدن الجنوب احزاب شيعية متنافرة القوام تتصارع على المناصب والاموال في حين الملاحظ مدن بائسة متخلفة لا توجد حياة مدنيه او معالم للثقافة والنهوض والغالبية تتوحد في مشروع هو ان تبقى متخلفة ليس هناك جامع يجمعها ونقول الدليل لا يوجد مجلس محافظة في كل مناطق الجنوب والوسط استقر على برنامج عمل او قدم مشروعا صار صرحا علما ان تلك الافعال لا تليق بقيادات هذه الاحزاب كونها تدعي التدين والتشيع الذي هو عنوان للعدل والحق ولكن غلبة المصالح والمنافع قد ضيع عليم فرصة المهوض والبناء
اذن نحن في مفترق طريق علينا ان نبحث عن بديل وانا شخصيا اقول ان اي بديل لا تحكمه ارادة القوة والبطش والمشانق لكل الفاسدين والمتشبثين بالخطاب القومي والرجعي والعنصري والمغلف بغطاء الدين لن نجد لنا عراق ابدا وهذا هو المبعوث المنتظر.