17 نوفمبر، 2024 10:47 م
Search
Close this search box.

اين انا … في بغداد، ام في الضفة الغربية !!

اين انا … في بغداد، ام في الضفة الغربية !!

في مقطع لشريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي حيث الترسانات الخراسانية العالية، والسيارات العسكرية مع بعض التخبط في الشارع.
اعتقدت بداية ان الخبر متعلق بالقضية الفلسطينية، وان الجنود الاسرائيليين وكالعادة يمنعون دخول الفلسطينيين الى الاراضي المحتلة.
لكن وبمجرد سماعي للهجة العراقية الدافئة التي تخللت ثنايا الشريط المسجل، دفعني الفضول للتاكد من مكان التصوير.
فاذا بالتعليق اسفل الشريط مكتوب : 
إشرد !!
فلتوا بريشهم !!!
عاش الشعب العراقي العظيم
عندها تاكدت ان القضية عراقية عراقية، وان الخبر متعلق بالمتظاهرين والبرلمانيين في بغداد، وتحديدا المنطقة الخضراء.
فاختلطت حينها مشاعر الحزن والفرح في داخلي.
هل افرح واضحك يا ترى، ولكن لماذا !!…
هل تحررت اراضينا من قبضة داعش الارهابي !!….
هل تحقق حلم العراقيين بالعيش بامان وكرامة، بعد كل هذه السنين العجاف، منذ مجيء الدكتاتور صدام المقبور والى اليوم !!…
هل وهل وهل و …… 
لا شئ من هذا القبيل قد حصل ابدا.

اذن، لو كان هنالك مجال للضحك، فلا شك انه سيكون من باب ( شر البلية ما يضحك ).
حقا انه البلاء، والبلاء بعينه.
فاي بلاء اكبر من ان يهرب العراقي من اخيه العراقي.
واي موقف اصعب من ان يحتمي العراقي بالسواتر الكونكريتية، والسيارات المصفحة وجيش من رجال الحماية، وذلك خوفا من اخيه العراقي.
وهل هنالك خيانة اكبر، وشعورا اكثر مرارة من ان يطعن العراقي بظهر اخيه العراقي ويسرقه، ذلك الذي ائتمنه وانتخبه ومنحه ثقته.
واخيرا، فالذي يحز في النفس اكثر من كل ما تقدم، هو اننا سمحنا للغريب بان يدخل بيننا، ويفرق شملنا، حتى وصلنا الى هذه الحال التي يرثى لها.
انه حقا الكفر والظلم والذل بعينه.
انه حقا الضياع الذي ليس بعده ضياع.
فهل عرفت الان عزيزي القارئ سر ضحكتي على فرض تحققها !!…
اتمنى من كل قلبي ان لا تفارق الضحكة والفرحة الحقيقيتان بعد اليوم، وجوه كل العراقيين من زاخو الى الفاو.
حقا، فلقد عانى الشعب العراقي الامرين، ولقد حان الان الوقت لكي يودع الحزن والدموع والى الابد.
كلي امل، ان ياتي ذلك اليوم، يوم الفرح الاكبر، يوم صفاء القلوب والنيات. 
يوم يصبح كل العراقيين كالعائلة الواحدة، بكل الاطياف والمكونات.
فلقد قيل : 
( تفاءلوا بالخير تجدوه ).

أحدث المقالات