23 ديسمبر، 2024 10:09 ص

كانت دموع الماجدة النائبة فيان دخيل ذات وقع اكبر بكثير من الانسانية التي ولد الانسان عليها وولدت في دواخله العاطفة والاحساس بشعور ذاته عندما يقع اخيه الانسان في موقف وضيق محرج وهذا
اللذي جبل عليه بني البشر فيما بينهم حتى
انك تشعر بالاسى عندما تشاهد احدهم في موقف محرج كأنسان مهما كانت جنسيته او اصله وفصله ولايهم غير انه انسان لكن هذه الصورة والمشاعر تختلف اتجاه اي مخلوق اخر من مخلوقات الارض غير بني البشر ..
مثل هذه الصور تجدها اكثر وضوحا في التعبير في المجتمعات المتمدنة او المتحضرة وخاصة الاوربية لكن هذا لايعني انها غير موجودة في الشعوب الاخرى ولو بمستويات اقل ووردت التوجيهات والنصح في الكتب السماوية حول (حب لأخيك ماتحب لنفسك ) ..
بادرت امريكا لأستصدار قرار من مجلس الامن وسارعت بأرسال طائرتها لمطاردة داعش وحثت العالم والشركاء لأرسال المساعدات والمؤن للأيزيدين والنازحين وتجهيز السلاح للأكراد وتبعتها دول اخرى اعلنت صراحة انها على استعداد للمشاركة في دحر الابن العاق لها ,وبريطانيا ,,ايطاليا ,, فرنسا ,,ايران,, النمسا ,,المانيا ,,استراليا ,,روسيا,, اسبانيا ,,اليابان بعضهم من ارسل وزراءه للعراق وبعضهم من ارسل طائراته وبعضهم من ارسل المال وبعضهم من تصدى بالاعلام والعراقيين ينتظرون المزيد من المؤازرة لهم من قبل هذه الدول الاوربية والامريكية ..
وفي الوقت عينه العراقيين يترقبون ان يطرق بابهم بعض من الوزراء للدول العربية ليعبروا عن شجبهم وأستنكارهم او ارسال وزراء لهم للعراق او مساعدات عينية او مالية او تكليف دول اخرى للوساطة في المساهمة لكن للان لم نرى بوضوح هذه الدول العربية التي ترتبط بالعراق بالدين واللغة والقومية والتاريخ ومرت الان سنة ولم تطرق تلك الباب المفتوحة اصلا على مصراعيها ,,
لماذا واين هم هؤلاء العربان اصحاب الشيم وشاربي المنون وبول الببعير وسالي السيوف رجال النخوة والشعر وحمر العيون عند الوغى ولابسين الدروع على القلوب ناشدي الشهادة اصحاب الكروش ولابسي العقال الصيني والعباءة الحرير اين هم هؤلاء اصحاب الشوارب الغليضة ..
اين هم العربان مما يجري في العراق ولماذا لم يعبروا عن اسفهم وعن مقتهم لما يجري في العراق ؟؟ لماذا لم يرسلوا وزراءهم ومساعداتهم ؟؟
طبعا الاجوبة كثيرة على هذه الاسئلة البسيطة ولعل حتى المواطن العراقي البسيط يستطيع الاجابة عليها وبدون عناء يذكر وبدون بحث مضني وغير مضني ولا يعود الى التاريخ والى الجغرافية بمجرد ان يرى تلك الوجوه التي تتحدث العربية وبلكنات الدول العربية نفسها وجميع هؤلاء من العرب وهم يحملون المدي والسكاكين والاسلحلة الفتاكة ويحملون راية سوداء مكتوب عليها محمد رسول الله وهو يكبر بأن الله هو الاكبر وبأن الجالس تحته هو مرتد ويتشهد بالشهادتين ويقول الله اكبر تعرف لماذا العرب بعيدين عن الشجب والاستنكار تعرف من هؤلاء الداعيين اللذين يخرجون على
الشاشات من جنسيات عربية وهم يهددون ويذبحون تعطي الاجوبة وبسهولة ان العرب لايمكن ان تستنكر وتشجب وتساعد العراقيين ولا يمكن ان تعبر عن راي مخالف لقادة الدولة الاوربية
لعبت داعش ابنة القاعدة كما يحلوا لها في البلاد العربية بعض من تلك البلاد وسيقت برامجها بأجندات عربية ضد العربية وبأموال عربية لقتل العرب ولم يتعاطف من العرب في معسكر ما لما يحدث في معسكر اخر بعد ان عززت الفتاوي هذه المسافة والبون في ما بين تلك الامة الواحدة ..
الغريب ان داعش سخرت كل ادوات الرعب والقتل واخضاع الاخر لها بمباركة الدول العربية وبصناعة تفكيكية من امريكا كما يقال وبدأت بالعراق من العام 2003 واستمرت بمسميات عديدة قبل داعش كان مسمى القاعدة لكن ولادة الرضيعة داعش في سوريا فاق الام والمرضعة في الايغال بتصدير برامجها لسوريا فقط لأن النظام السوري وحسب بعض الدول انتهت ورقته من شجرة المنتهى ولابد له من الرحيل وهكذا ولدت داعش من هذه القمامة والدمن الاسن لتكمل مشوارها في العراق لتأسيس دولتها العتيدة دولة الخلافة الاسلامية وتخط لنفسها حدود واضحة المعالم وتبني لها حلم هذه الدولة في
العراق لاوالشام ..
الصور البشعة التي اظهرتها هذه الداعش على العالم من قتل وابادة جماعية وتنكيل وتصغير لبني البشر جعل العالم ينتبه من سباته ليعرف من هي داعش ومن هم ثوارها وقادتها ومن هم وراءها والى اين زحفها ..اغرب الغرائب ان ممولي هذه المنظمة الذين اوجدوها هالهم مايروه من مجازر لها في العراق وقتل ممكن ادراجه تحت جريمة الابادة البشرية بمجرد ان دخلت الى الموصل قتلت 670 مسجونا في سجن بادوش وقتلت اكثر 1700 طالب في قاعدة عسكرية ونشرت صورهم على الملأ وهي تتبجح وتكبر والذي جعل العالم على المحك هو سبي اليزيدين وبيع نساءهم في سوق الرق مما حدى بالنائبة فيان ان
تسمح لدموعها بمغادرة مآقيها لتقلب الطاولة رأس على عقب فوق رأس البغدادي الخليفة الاسلامي ولينتفج المجتمع المتمدن وبعد فيان استمرت داعش بالسير نحو اربيل التي يعول عليها الامريكيون كثيرا كقلعة لمصالحها ومصالح اسرائيل ليبدا الجزء الثاني من الوجه القبيح لهذه المهزلة السمجة ..

[email protected]