23 ديسمبر، 2024 8:39 ص

اين العراق من خطاب اوباما في الامم المتحدة ؟ !

اين العراق من خطاب اوباما في الامم المتحدة ؟ !

القى الرئيس اوباما خطاباً على منبر الامم المتحدة تناول عدة محاور مهمة اهمها  التراجع عن الحرب على سوريا واعطاء الدبلوماسية دورها في حل الازمات المستعصية في العالم اهمها الصراع العربي الصهيوني وتأكيده على حل النزاع وفق مبدأ الدولتين واعتماد المرجعيات الدولية في مسألتي  اللاجئين والقدس ، فضلاً عن الاوضاع في سوريا ومصر ، وشخص الرئيس اوباما  الاوضاع بشكل موضوعي واعترافه لاول مرة بحق ايران بامتلاك الطاقة النووية واشاد بالفتوى التي اطلقها المرشد الايراني السيد علي خامئني بتحريم  امتلاك واستخدام الاسلحة النووية ، فضلاً عن تراجع البيت الابيض في دعم الاخوان المسلمون واعتبر الرئيس المخلوع مرسي ان حكمه كان اقصائياً . واستغرق خطابه  (40) دقيقة وهو من اطول الخطابات التي القاها . والمتابع للخطاب يجد ان اوباما قد اوضح السياسة الامريكية والتغيرات التكتيكية الجارية فيها لا سيما وقد سجلت على اوباما علامات التردد في مهاجمة سوريا قبل المبادرة الروسية وتحويل التفويض الى الكونغرس الامريكي مما شكك المتشددون والداعون للحرب على سوريا على نية اوباما لشن الضربات المحدودة التي اعلنها . ان الخطاب قد طمأن المجتمع الدولي ان امريكا لن تخوض حرب في الوقت الراهن على سوريا وان مؤتمر( جنيف – 2 ) لا بد ان يُعقد ، واشارة الى الاطراف الاقليمية مثل ايران وتركيا والسعودية ان تساهم في الحل السلمي واشاعة السلام في المنطقة . في المقابل لم نجد لفتة واحدة للرئيس اوباما عن العراق وكأنهم تركوه يعيش في جنتهم  وتناسوا ان المصائب والويلات التي تعصف كل يوم بالشعب العراقي هم مشكلتها ، وانسحبوا للحفاظ على ماء وجوههم ، بعدما خلفوا تنظيم القاعدة يبني قواعده وينظم عناصره لتكون اكثر قوة من ذي قبل . ينبغي على اوباما ان يفي بالتزاماته الدولية ويعلن امام العالم ان العراق يتعرض الى ابادة جماعية وعلى المجتمع الدولي الوقوف معه وادانة الدول الاقليمية الداعمة للارهاب وعلى العراق التحرك لاحالة بند بن سلطان ونائب وزير الدفاع السعودي الى المحكمة الجنائية الدولية لادارتهما الملف العراقي بالتسنيق مع القاعدة في اشاعة الحرب الطائفية  ، وان اوباما تحاشى  السعودية وقطر وتركيا  خوفاً على مصالح بلاده معها . وهو يعلم جيداً من خلال تقارير المخابرات الامريكية ان السعودية هي من ترعى الجماعات المسلحة في العراق وتقدم لهم الدعم المادي واللوجستي  وتاسيس مراكز عمليات رئيسية وفرعية في العراق ودول الجوار لادارة خططهم . أليست تلك انتقائية ومعاير مزدوجة في تنفيذ اتفاقية الاطار الاستراتيجي والامني المبرم معكم .