23 ديسمبر، 2024 3:47 م

اين العراق الذي كان .. ؟؟

اين العراق الذي كان .. ؟؟

سقط النظام البعثي , وبالطريقة التي لا نعلم , ان كان قد سقط فعلاً , ملفات العقاب الجماعي لا زالت بيد ذات اعضاء الفرق الذين افتتح فيها مظالمنا , ولا زال يتنفس بذات الرئة البعثية داخل مؤسسات الدولة .

ذهبنا خلف ( التحرير !!! ) حد ابواب منطقته الخضراء , فوجدنا انفسنا امام كذبة ذات ثلاثة جغرافيات , لا خيار لنا الا ان نتوزع عليها , وتحت سكراب عقائدها وايديولوجياتها واوهامها والمصنع من احزابها وقياداتها , فقدنا العراق الذي كان , مضغوطاً علينا ان ننساه وطناً وانتماء وهوية , وارتداء الأسماء والهويات المطرزة بأشكال وزخارف الكراهية والأحقاد والخوف من بعضنا , كل داخل مثلثه  .

المثلثات التي تشكلت منها حكومة الشراكة ( الوطنية !!! ) , رأسها المؤمم داخل جدران المنطقة الخضراء , استوظف مهام اشعال حرائق الفتن وتفريخ الأزمات والتأهب للأقتتال عند تماس حدودها المتنازع عليها .

المثلث الجنوبي , يريد التمدد طائفياً بأتجاه شماله , والمثلث الشمالي يتمدد قومياً بأتجاه غربه وجنوبه , مثلث الشمال الغربي , حالماً عنصرياً وطائفياً ان يعيد شماله وجنوبه الى حضيرته القطرية , الأحقاد والكراهية وسؤ الفهم الأستغبائي , ورغبة الأنتقام من الشقيق الذي كان شريكاً في المواطنة تجذرت كثقافة للهويات الفرعية , حاضر المواطن ومستقبل اجياله معلقة بمواد دستور المثلثات , وتحت رحمة رموز الأزمات وجنون التصعيد وتبريرات الموت اليومي , يبقى الأنسان العراقي مهمشاً مغيباً ذليلاً مستسلماً لقدره مستعداً للفداء والتضحية بالروح والدم والحاضر والمستقبل من اجل سلطة وثروة ووجاهة واجهزة الرؤساء والقيادات الضرورة , في جميع الحالات لا حاضر له ولا مستقبل لأجياله , رهينة في ذمـة الذين لا ذمة لهم .

العراق الذي تقاسمته المثلثات , وابتلعت فيه الهويات الفرعية كامل الهوية الوطنية المشتركة , فقد ماهيته الحضارية والتاريخية والجغرافية , فالمسيحي , اغتيل وفجر بيته واماكن عبادته ومراكزه الأجتماعية والثقافية , اوهجر وهاجر مضطراً لتكتمل عملية الأستيلاء على ارض اجداده , الصابئي المندائي , قد اكتملت عملية اجتثاثه من جغرافيته وبيئته الحياتية , الأزيدي ’ كفر وفجر وهجر عن ارض لا يأتمن بغيرها , وهكذا بالنسبة للمكونات الأخرى .

لقد انكمشت تلك المكونات الحضارية على نفسها , مذعورة بين المفتعل من ازمات وصراعات المثلثات الأكبر وغادرت العراق مفجوعة به , وتركته وطناً اعزلاً بين حيتان المثلثات المتوحشة .

بين هوس المثلثات ( الشيعية السنية الكوردية ) , اكتملت غيبة العراق هوية وجغرافية وبشر وسيادة وبقايا دولة تركها ( التحرير !!! ) علفاً للأقليم وبعض المحافظات التي تحاول التأقلم  .

نسأل طواويس العملية السياسية , هل رائيتم او سمعتم عن مسؤولين كبار مثلكم , خدعوا وسرقوا اهلهم, الى هذا الحد … او احتقروا دماء وارواح شهدائهم واستهانوا بكرامة وحقوق ضحاياهم الى هذا الحد … واشبعوا اوطانهم تأجيراً وبيعاً الى هذا الحد … واتخذوا من جلادي الأمس شركاء لهم الى هذا الحد .. ؟؟؟؟ , مثل هذا يحدث فقط اذا اتخذتم من المخصي صدام حسين مثالاً وقدوة .

نسألكم سرب الثقافة المدجن , الا تخجلون وانتم تعدون مقالة تجديد بيعة السطان كما هو امسكم القريب , حيث استوحيتم عناوين ومقدمات ومصادر طروحاتكم وبحوثكم ومؤلفاتكم وقصائدكم وهـز ارداف انتهازيتكم من تخريفات الجاهل المخصي … ؟؟؟؟ … والآن تتسكعون اسراباً حول موائد بعض المؤسسات الأعلامية المحلية والأقليمية والدولية , تلتقطون من حولها فضلات سحت قد تساقطت من بين انياب مفترسي العراق … ويذهب بكم التعري الى الرقض على اضلاع القضية العراقية … ؟؟؟ .

الا تعلمون : ان مصير اولادكم واحفادكم سيتقرر مع مصير وطنهم وشعبهم .. ؟؟ , الا تعتقدون انكم غير مؤهلين للأتعاض , بأن نهاية امسكم سوف لن تكون اقل عاراً من نهاية غدكم , وقد تتعفن فيكم بضائعكم وترفضها ذائقة الرأي العام .

واخيراً … تصرخ رئـة الناس سؤالاً :

اين العراق الذي كان قبل ان يتكون الذين غزوه واذلوه وزرعوا فيه وسلطوا عليه قردة الصدفة الذين لا يستحقوا الأنتماء اليه .

اين هو … اين … اين .. ؟؟؟؟؟؟؟؟ .