23 ديسمبر، 2024 7:21 م

” ايلان ” .. شهيد البحر وماذا ؟

” ايلان ” .. شهيد البحر وماذا ؟

عدا ما رفضته مياه البحر في ابتلاع الفقيد – الشهيد , بل اندفعت الأمواج تحمله على اكُفّها الى اليابسة , سالما جسده من كلّ شيءٍ عدا الحياة ! , وبغضّ النظر عن أنّ كافة صنوف الكائنات البحرية المفترسة وغير المفترسة نأت بأنفسها للتعرّض والمشاركة في جريمة قتل ” ايلان ” والتزمتْ بعهدها بعدم  الدنوّ من الجسد الطاهر , وفي كلّ ذلك رسالةٌ سماوية وبحرية ومن الطبيعة لها ما لها من ابعادٍ انسانية تترجمت بعض رموزها بأستقبال شعوب اوربا وحكوماتها المسيحية للاجئين دون النظر لأديانهم ومعتقداتهم , لسنا هنا بصدد التعرّض للجانب ال POLITICAL PHILOSOPHIC  SIDE – الفلسفي السياسي لهذه الجريمة العالمية ولربما جريمة القرن , وخصوصاً انّ ما حدثَ قد حدثْ , لكنّ ما حدث ينبغي أن لا يذهب عبث .!
تقتضي الضرورة أن نؤرّخ ونوثّق هذا الحدث عبر تشييد مزار هندسي متميز للشهيد ليغدو مكاناً خاصا تؤمّه الناس من كلّ الأجناس , هذا المزار لابدّ ان يُؤخذ بالأعتبار في تصاميمه المعمارية عن طبيعة تدخل الدول الخارجية والاقليمية في الشؤون الداخلية لبلدٍ عربيٍ كسوريا , وما افرزه هذا التدخل المتمثل بدعم قوى التطرف والأرهاب بالمال والسلاح والذي ادّى الى هجرة مئات الآلاف او اكثر من المواطنين قاطعين البحر بتقلّباته وامواجه
  والى ذلك ايضا , فقد شاهدنا على شاشات التلفزة ووسائل التواصل الأجتماعي المئات من الرسوم التخطيطية المتنوعة والصور الكاريكاتيرية والرمزية التي تُظهر الدراما والميلودراما المؤلمة ” لأيلان ” من زواياً تعبيريةٍ مختلفة , وفي الواقع فأنّ هذه الصور والرسوم تشكّل بحدّ ذاتها معرضاً فنيّا رائعا , ممّا يتطلب جمعها وتوثيقها ومع ما سيصدر لاحقا من ابداعاتٍ اخرى تترجم الحدث , ثمّ ليتشكّل اثرها معرضٌ عالمي خاص ترعاه اليونسكو او المنظمات الأنسانية الأخرى , وليضمّ المعرض المفترض كلّ فصول وصور المأساة القائمة في سوريا بدءا من عمليات التخريب , وسقوط القنابل على بيوت اصحابها , ومرورا بالصور الشخصية لقادة المنظمات الأرهابية واسلحتهم , وانتقالاً بصور الزوارق المطاطية المحمّلة فوق طاقاتها الأستيعابية بالنازحين والفارّين من نيران السياسة , وليس انتهاءً بعرض الرسوم التعبيرية للشهيد واخيه غالب ” 5 سنوات ” ووالدتهما الغريقة .
ولا يمكن هنا تخمين مساحة اروقة وصالات هذا المعرض الأفتراضي , إذ الآتي قد يكون اعظم .! , والمهم هنا أن تنطلق عملية الأرشفة والتوثيق , فطالما المشاعر ساخنة فالأبداع قد يغدو اكثر حرارة .