23 ديسمبر، 2024 2:29 ص

ايقونة الاحزاب الاسلامية والمرجعية

ايقونة الاحزاب الاسلامية والمرجعية

اكثر من يكتب عن هذه الايقونة هم منظرو الاحزاب الاسلامية وخصوصا في ايران وبالاخص الاكثر الاستاذ عادل رؤوف والاستاذ مختار الاسدي ، وحسنا يفعلون عندما يكتبون لانهم يطلعونا على ما نعلم فنزداد يقينا بموقف المرجعية على مر السنين حيال هذه الازمات السياسية ، بل يطلعونا على امور حقيقة يؤسف لها .

كتب الاستاذ عادل رؤوف عن السيد محمد باقر الصدر بين دكتاتوريتين ، ونواة الكتاب بحث قدمه في مؤتمر الشهيد السيد الصدر الاول وفاز بالمركز الاول الا انه اثار حفيظة قيادات اسلامية من المجلس الاعلى وبقية الاحزاب الاسلامية بدواعي انه تهجم على المرجعية المتمثلة بالسيد محسن الحكيم والسيد الخوئي والسيد الخميني قدست اسرارهم جميعا ، ردة الفعل العنيفة التي اثارها السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله بهذا الخصوص ، وقد اخذ هذا البحث ردودا متشنجة خصوصا في الصحف والمجلات التي تصدر عن المجلس الاعلى ، وحقيقة اطلعت عليها من خلال كتاب رؤوف محمد باقر الصدر بين دكتاتوريتين ، فوجدت الحق تارة يجانب هذا الطرف وتارة الطرف الاخر ، ولكن حقيقة ظهرت حقائق  لابد للقارئ الكريم ان يطلع عليها ولا اعلم هل اذكر الاسماء صريحة ام بالاشارة .

بداية مهما يكتب وكتب السيد رؤوف فان العراق بعد سقوط الطاغية ودور مرجعية السيد السيستاني بالاوضاع التي مر بها العراق تجعله ان اراد الحق والحقيقة اعادة كتابة كل كتبه التي تحدث فيها عن العمل الحزبي او السياسي الاسلامي لان كل طروحاته اثبتت عدم مصداقيتها .

يحاول في شتى الوسائل ان يظهر افكار ودور السيد الصدر في النهوض بالمرجعية وما يحمل من افكار تخدم الاسلام ، وحقيقة كل ما كتبه قابل للرد والنقاش، والنقاش ليس على ما يحمل من عبقرية السيد الصدر من رؤية للاسلام ولكن النقاش على الكيفية .

في الكتاب المذكور يكتب احد المدافعين عن مرجعية الحكيم مقالا فيه الكثير من المغالاة وجعل المراجع بمنزلة الائمة بل حتى اصبح من يرد عليهم فكانه رد على الله عز وجل واتهم رؤوف بانه تهجم على الله عز وجل ، فتصدى شخص اخر للدفاع عن عادل رؤوف وذكر ان احد المعترضين على البحث لانه تهجم على السيد الخميني هو بعينه من مزق صور الخميني في النجف ، وتصدى السيد التسخيري رحمه الله لينتقد بحث رؤوف دون الاشارة الى الخلل في البحث ، فتصدى اخر للدفاع عن البحث وذكر ان المعترضين هم بعينهم اقاموا مجالس العزاء عند وفاة هادي العلوي الذي اعترف صراحة بانه ملحد فاين هذا من ذاك حتى انهم حجبوا صحفهم لتورطهم بما كتبوا .

واما ما ذكره الاستاذ رؤوف عن طبيعة العمل الاسلامي الحزبي واوضاع العراق في تلك الحقبة فانه غير موفق جملة وتفصيلا في نقده فلكل مرجع رؤيته في الحفاظ على الاسلام والمسلمين ، فانتقاده لنشاط المرجعية بخصوص التثقيف من خلال الكتب والمجلات والوعظ والتبليغ والمنتديات و المدارس ، هذا النشاط هو من يهيء ارضية سليمة للانتقال الى المرحلة الاخرى ، والا مدحك لاسلوب السيد الصدر في خطواته التي يريد استنهاض الامة وهي نفس غاية كل المراجع ولكن الاختلاف بالاسلوب ، ولكن اسلوب السيد الصدر الان الاجواء متاحة لهم فاين هي الثمار ؟ اين هم من كانوا يدعون انهم على خطى السيد الصدر الشهيد ؟

هنالك مؤاخذات كثيرة على كتابه هذا لا يسعنا ان نذكرها مع الرد عليها في مقالنا هذا ولكن غايتنا من هذا المقال هو الاطلاع على ما كانوا عليه ممن يحكمون اليوم كيف كانت اوضاعهم بالامس وعلاقتهم فيما بينهم .

ان شاء الله سيكون لنا مقال اخر على هذه المؤاخذات