تناقلت وسائل الاعلام المصرية انباء مؤكدة منسوبة الى مسوؤلين في وزارة التربية المصرية تفيد بقيام الحكومة المصرية ايقاف تدريس ( التربية الاسلامية ) في المدارس المصرية واحلال مادة ( التربية الانسانية ) محلها قبل نهاية هذا العام 2014 ، كما افادت هذه الانباء عن صدور تشريع للحكومة المصرية يقضي بعدم جواز تحفيظ ( القرآن ) للاطفال او الشباب دون سن البلوغ في الثامنة عشر من العمر .
ووفقا لما نقل من احد المسوؤلين التربويين في مصر فان ( التربية الاسلامية ) لم تعد مناسبة لتهيئة جيل من الشباب المصري يؤمن بالحرية المطلقة للانسان في الفكر وفي اعتناق العقيدة التي يقتنع بها ، اضافة لكون ( التربية الاسلامية ) غير مناسبة في بث مباديء قبول الآخر وفق تساوي الجميع في الحقوق والواجبات دون التمييز بينهم وفقا لتنوع معتقداتهم الدينية اوالفكرية او المذهبية ، فيما اوضح مسوؤل مصري آخر ان ازدياد تدني مستوى الشارع المصري اخلاقيا وازدياد نسبة التحرش الجنسي بشكل لم يسبق له مثيل وخاصة في وقت حكم الاخوان المسلمين هو احد النتائج المرئية للتربية الاسلامية المبنية على اساليب الكبت وعدم تفهم العلاقة الانسانية المبنية على الانسجام والاحترام الكامل والتساوي في حقوق الجنسين .
ونقل عن مثقفين مصريين تأييدهم المطلق لاجراء الحكومة المصرية كما طالب اولئك المثقفين باعادة كتابة مواد التاريخ العربي والاسلامي للمناهج الدراسية وفق نظرة محايدة دقيقة وواقعية لا يتم فيها التعتيم بتعمد او بغيره على السلبيات الكبيرة للتاريخ الاسلامي ، مشيرين الى حقيقة كون ان افضل واقدم الحضارات في العالم والتي كانت في العراق ومصر واليمن واجزاء اخرى من العالم العربي والاسلامي خمدت وانطفأ نورها اعتبارا منذ ظهور الدعوة الاسلامية ولحد اليوم ، لا بل ان هذه البلدان اصبحت منذ ذلك التاريخ بؤرا لانتهاك حقوق المواطنين فيها اضافة الى انتهاك حقوق الاقليات الدينية والانثنية فيها وفقا للمعايير والقيم الحديثة لحقوق الانسان .
بعض المثقفين من الشباب المصريين أكدوا القول باستمرار التناحرات الدموية بين المذاهب الاسلامية منذ بداية ظهور الدعوة الاسلامية لحد اليوم ، بينما كان من المفترض ان تكون آخر الديانات مستوعبة لدروس وتجارب الديانات السابقة لتتمكن من اختصار المراحل وتقديم صورة بيضاء عن الارادة السماوية في بث روح قبول الآخر بالسلام والمساواة والمحبة والوئام .
أحد المصريين المقيين في احدى الدول الاوربية قال :
( كان من المفترض ان تقوم في مكة المكرمة او المدينة المنورة وبعد مرور اكثر من اربعة عشر قرنا من ظهور الدعوة الاسلامية حضارة تنافس بعضمتها وانجازاتها وعلمائها ومفكريها كل حضارات العالم ، حضارة عظيمة تتقوى بالدعوة الاسلامية وبمباديء الانسجام وقبول الآخر لتتفاعل فيها طاقات كل الاهالي الاصليين لهاتين المدينتين من مسلمين ومسيحيين ويهود وغيرهم بينما نرى ان الواقع يرينا الى خلو تام لاصحاب هذه الاديان في جزيرة العرب بسبب قتلهم او تهجيرهم ، وليكون المتبقي مجتمع عربي مسلم متعصب ومتخلف فكريا وحضاريا ، مجتمع مستهلك كبير لما تنتجه حضارات العالم الغير أسلامي بفضل واردات ثروة النفط في ارض الجزيرة العربية التي اكتشفها وانتجها واشتراها منهم العلماء والعقول والايادي الغير مسلمة ، مجتمع نصفه النسوي مهان ومشلول الى درجة انه ممنوع من قيادة السيارة لحد اليوم ، مجتمع يحكمه افراد بالوراثة العائلية وفقا للمعايير الدينية بغياب كل الاصول الديمقراطية من حرية الفكر والتعبير والانتخاب ، ولتصبح جزيرة العرب احدى اهم البؤر الاسلامية لتصدير اخطر انواع الارهاب المدمر ، فكرا وافراد ، الى المجتمع الانساني ) .
وكانت انباء مؤكدة افادت بان وزارة التربية في دولة المغرب قد اوقفت تدريس مادة ( التربية الاسلامية ) اعتبارا من منتصف العام الماضي 2013 لاسباب مماثلة ، حيث تم احلال بديلها مادة ( قيم واخلاق انسانية ) التي تثقف على الصدق والوفاء والامانة واحترام الوالدين والاحسان والكرم وحرية الفكر والاعتقاد وكذا العلم والعمل والابداع وقبول الاخرين باختلاف اديانهم ومذاهبهم دون تمييز بين واحد وآخر بسبب تلك الاختلافات ، والتثقيف العلماني او الليبرالي الذي يحترم الافكار والمعتقدات الدينية والمذهبية والغيبية لكل انسان باعتبارها امور خاصة به دون ان يفرضها او يفرض احكامها واصولها على الاخرين ، ويرى الكثير من المراقبين المهتمين باوضاع التربية وحقوق الانسان بان الخطوة الشجاعة التي اقدمت عليها حكومة المغرب عام 2013 مثلت احد الحوافز التي شجعت الحكومة المصرية لاتخاذ خطوة مماثلة ، في حين يأمل نفس المراقبين ان تقوم الدول العربية الاخرى بخطوات مماثلة وعلى رأس تلك الدول هي العراق الذي يعاني منذ قرون طويلة من مآسي تصارع دموي بين المذاهب الاسلامية فيما بينها مستعينة كل منها بدول وقوميات مجاورة لمحاربة المذهب الاخر ولحد اليوم ، اضافة الى وجود واقع محاربة وتهجير كل الاقليات الغير مسلمة من بلدها الاصلي العراق كثمرة متوقعة للتربية الاسلامية التي تمت بها تنشئة الاجيال العراقية المتعاقبة منذ بداية الغزو الاسلامي للعراق قبل 1400 عام والى اليوم حيث يقبع عموم العراق وحاله كبقية معظم الدول العربية والاسلامية في قعر اسوء الدول المتخلفة في مجال حقوق الانسان ، هذا الانسان الذي اصبح يعاني عموما من شلل فكري واقتصادي وانساني وحضاري نتيجة تعاطيه مخدرات التربية الاسلامية .