ان القرار الذي اصدره السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي بايقاف قصف المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش الارهابي لوجود المدنيين وخشية على ارواح المدنيين جاء قرار السيد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العباي ، ويعتبر القرار هو الثاني بعد قرار رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ، وهذا يحتاج الى وقفة قصيرة ، فعندما قرر الاستاذ نوري المالكي ايقاف قصف المناطق التي يتواجد فيها مدنيين بحجة انه قصف عشوائي ، اعتبرنا قراره من اجل المكاسب السياسية لبقاءه في السلطة ، اما قرار الدكتور حيدر العبادي بانه قصف عشوائي يشكل خطر على سلامة المدنيين فما هو تفسيره .
ان وقف القصف كونه يشكل خطر على ارواح المدنيين قرار سليم لانه يحافظ على الارواح ونحن نؤيد الحفاظ على سلامة المدنيين ، لكن ما هي الضمانات التي حصل عليها السيد رئيس الوزراء كي يتخذ هذا القرار ، هل ضمن من بعض السياسيين خروج الدواعش من المناطق التي فيها مدنيين ، هل حصل على ضمان من جهة خارجية لها القدرة على اخراج داعش ، وهل ضمن سلامة المدنيين من بطش داعش وهو اخطر على المدنيين من القصف ، ثم من هم المدنيين ولماذا يقبلون البقاء مع تنظيم ارهابي هل هم مجبورون ام من المرحبين بداعش ، وكيف يكون التمييز بين المدني والداعشي والجميع ملتحي ويرتدون الملابس المدنية الا النساء والاطفال ، وأسئلة كثيرة لا يسع المقام لذكرها ، وكيف سيكون التعامل اذا تطلب الامر حاجة القوات الامنية لغطاء جوي او قصف مدفعي وصاروخي حسب متطلبات المعركة ، بسبب التحصينات التي يمتلكها تنظيم داعش ، كما انهم يتخذون البيوت مواقعا يحتمون بها ، فهل ستقدم قواتنا الامنية الباسلة خسائر وتخسر المعركة بسبب منع القصف لوجود مدنيين ، كما ان المدنيين سيكونون دروعا بشرية يستخدمها الارهابيين ، فكيف ستحرر المناطق من داعش وقد منع استخدام السلاح الذي يدمر داعش .
اننا نرى اتخاذ هكذا قرار يخدم تنظيم داعش الارهابي بالدرجة الاولى ويخدم حواضنه والسياسيين الذين يتخذون داعش ورقة للضغط السياسي ، نتمنى من الحكومة ان تطالب المدنيين بالخروج من المناطق التي يحتلها الارهاب ومن لم يغادر المنطقة لا عذر له ، كي يتسنى للقوات الامنية والطيران الحربي تحرير المناطق باقصر وقت ، اما عدم السماح بقصف المناطق بحجة وجود المدنيين فهذا يعني عدم استقرار الوضع الامني وبقاء داعش الى ابد الابدين .