نفت السفارة الاميركية في بغداد اصدارها تقريرا عن ثروات السادة المسؤولين العراقيين. السفارة ـ لافض فوها وفوه الخلفوني ـ قالت في بيان لها تلقت وكالة “حسنة ملص” نسخة منه انها ليس من مهامها متابعة ثروات السادة المسؤولين. ومن جهتي لا انوي كتابة مقال عن هذه الواقعة لانها يمكن ان تندرج في باب “حسد العيشة” وهو امر مذموم او ربما , ربما لو كنت انا من بين السادة المسؤولين لما اكتفيت بالمليار والمليارين بل لنافست كل من الاميركي بيل غيتس والبرازيلي لبناني الاصل كارلوس لويس الحلو الجلوس على عرش الثراء ضاربا عرض الحائط ما يملكه المسكين الوليد بن طلال من حطام الدنيا وقدره 18 مليار دولار (شلون مدبر حاله ما ادري .. شياشكل .. شيشرب .. ايجار ومولدة واطباء.. الله يعينه).
اذن لنترك هذه القضية جانبا طالما كلنا “في اللغف سوى” حين نصل سلم المسؤولية وسدتها ونتناول قضية اخرى هي اخت القضية الاولى بالرضاعة علما ان الرضاعة اشكال وانواع لاسيما حين يتصل الامر بنوع من الايفادات التي يمكن ان نطلق عليها (الايفادات الناعمة) والتي تقوم بها كل وزاراتنا بلا استثناء. وقبل ان اتناول جزئية ايفادية ناعمية لان تناول كل وزارة على حدة يحتاج الى مجلدات ساعيد التذكير بما قاله النائب صباح الساعدي في برنامج تلفزيوني من ان مجموع ما ننفقه سنويا من مجمل الميزانية على الكلينكس والقرطاسية هو 20 مليار دولار.
وهو ما يتجاوز ثروة الوليد بن طلال ولايبتعد كثيرا عن ثروتي لو امسكت سلم المسؤولية وسدتها لمدة خمس او ست سنوات حيثاجعل كل من غيتس وكارلوس يركضون والعشا (كباب شجر). وبافتراض اننا ننفق على القرطاسية 15 مليار دولار فان ماتبقى والبالغ 5 مليارات دولار هو مجموع ماننفقه على الكلينكس وبحسب شهادة شاهد من اهلها. علما ان المليارات الخمس يمكن ان تكون ميزانية دولة لديها “علم ودستور ومجلس امة”.
مع ذلك فان المبلغ قليل اذا ما قسناه بعدد وطبيعة الايفادات الناعمة التي تقوم بها مختلف وزارات الدولة العراقية. وعلى سبيل المثال لا الحصر فان احدى وزاراتنا اقامت فعاليتين في اربيل كل فعالية لمدة 5 ايام (فنادق ومطاعم واللذي منو) بينما كل الموفدين موظفات بمختلف التخصصات (هذا الكلام نقلته زميلة اثق بها) داخل الوزارة برفقة السيد الوكيل ومدير او مديران عامان مع ان الفعالية لاتحتاج ان يذهب اليها حتى موظف استعلامات الوزارة اوموزع كلينكسها على الفنادق اخر الليل.
نحن لدينا اكثر من 30 وزارة ولكل وزارة عشرات المديريات العامة وكلها تنسق مع اربيل والسليمانية ودهوك وعقرة وبدرة وجصان (لا يمعود بدرة وجصان محد بحالها) لكن ليس في قضايا النفط والغاز والاستثمارات .. بل ان التنسيق يشمل فقط نوعا جديدا من البنى التحتية وما تحتاجه هذه البنى من ..ورق كلينكس.
[email protected]