23 ديسمبر، 2024 6:38 م

ايران وكذبة الدفاع المقدس      

ايران وكذبة الدفاع المقدس      

 تثير التصريحات الايرانية بكل مستوياتها، الرأي العام عندما تصف تدخلاتها العسكرية الوقحة في شئون الدول العربية ،بأنها( للدفاع المقدس)،وكان اخر التصريحات على لسان محمد علي جعفري القائد العام لما يسمى الحرس الثوري الايراني ،الذي وصف ارسال الحرس الثوري والجيش الايراني للعراق بأنه (للدفاع المقدس)، اسئلة كثيرة يطرحها الواقع العربي المتردي والضعيف امام الرأي العام ،ليؤشر واقعه المرير الذي يعاني من التشرذم والانفلات والتبعية والتخاذل امام الصلف والعنجهية الايرانية الصفوية ، وتهديدها حاضر ومستقبل الامة العربية ،في هذا المقال سنركز على المشروع الايراني الذي تصر على تصديره وفرضه على الامة العربية ،بقوة السلاح ،وتحالفاتها مع اعداء الامة لتمرير مصالحها وتنفيذ مشروعها الكوني الصفوي في التمدد والتوسع ، وهذا اصبح واقعا ملموسا ، بعد ان كنا نحذر منه وهو على الورق ، دون ان يصدقنا الحكام العرب ، وحرب الثماني سنوات مع ايران دليل واضح على ما ذهبنا اليه ، وحتى نزول امريكا الى ساحة المعركة مع العراق ،بعد هزيمة ايران وتجرعها كأس الم الزعاف معه ، وتم اسقاط العراق من قبل امريكا وتحالفها وإيران وحقدها التاريخي ،واعترافات قادتها يثبت هذا جيدا ولكن وبعد اخراج العراق من التوازن الاقليمي والدولي وتدميره ،وقتل شعبه وتهجيره ،وتحويله الى احتراب طائفي اهلي بين تطرف ميليشيات ايران الشيعية وتطرف تنظيم داعش السني ،يبقى العراقيون غاطسين في الحرب الاهلية شاءوا ام ابوا ،هنا ينبغي ان نستعرض التدخل الايراني (المقدس)، الذي بدأ في سوريا بإرسال الحرس الثوري وفيلق القدس الايراني ولواء ابو الفضل العباس ،للدفاع (المقدس) عن ضريح السيدة زيني عليها السلام ، ولكن الامر انفضح وصار التدخل لحماية نظام الاسد وصار قتال الحرس الثوري وفيلق القدس ولواء ابو الفضل العباس وميليشيات حزب الله اللبناني وميليشيات عراقية اخرى في ريف حمص وحماه وادلب وحلب والقلمون وبقية المدن السورية التي لا يتواجد فيها (مقدسات شيعية حسب تصنيف طهران)، وتحول الدفاع المقدس هناك دفاع مدنس في هذه المدن وانكشفت عورة حكام طهران في حربها ودفاعها عن المقدسات الى حرب مدنسة تقتل فيها الشعب السوري بحجة محاربة من يريد هدم قبر وضريح السيدة زينب ، وتحول المقدس هناك الى مدنس بكل معنى الكلمة ، وظهرت حقيقة حكام طهران في حربها في سوريا انها تكذب على الرأي العام لتبرر تدخلها وتصديرها لمشروعها الديني الكوني ، وهكذا تغلغل حزب الله والحرس الثوري وميليشيات عراقية اخرى ليصبحوا البديل عن الجيش السوري في حماية نظام الاسد من السقوط ،ليس من اجل سواد عيون بشار الاسد وإنما للمصلحة العليا لإيران ، والآن ايران بكل جيوشها الميليشياوية تقاتل تحت يافطة الدفاع المقدس زورا وبهتانا ،وهو في حقيقته الدفاع المدنس لتدخل وقح في شؤون دولة عربية مسببا هذا التدخل تعقيد الازمة هناك واستدعاء تحالف دولي اوسع للتدخل وهكذا تقود روسيا وحليفتها ايران والصين حربها على الارهاب كحجة جاهزة للتدخل ، اما في العراق ، فالتدخل الايراني ياخذ شكلا اخر ، فقد تم تشكيل حرس ثوري عراقي تحت عنوان –الحشد الشعبي –جاء تأسيسه بفتوى دينية من المرجع الاعلى في النجف وصار بديلا للجيش العراقي ، ووصيا عليه ، وقد سلحته ودربته ومولته ايران بأحدث الاسلحة والصواريخ والعتاد مما لا يملكه الجيش نفسه ، واوكل الاشراف عليه لجنرال في الحرس الثوري الايراني هو هادي العامري زعيم منظمة بدر ومهدي المهندس نائبا له ،هذا المعلن منه ولكن الغير معلن تماما ، هو ان قاسم سليماني هو المشرف العام ووكيل المرشد الايراني في العراق يديره ويشرف عليه ، وكانت فكرة هذا الحشد الذي كان تمهيدا للحرس الثوري العراقي يقف وراءها نوري المالكي باعترافه  في تصريح علني على الفضائيات منكرا على المرجع الاعلى في النجف ،تأسيسه ومنسبا له فكرة التأسيس  ،حتى اصبح الحشد الشعبي بميليشياته ومسمياته (ألميليشيا)، ابتداء من فيلق بدر وعصائب الحق وحركة حزب الله وكتائب الامام والخرساني وووو جيشا جرارا يتبع المرشد الايراني الاعلى ويحمل صوره وصور خميني في كل المعارك التي يخوضها ،ضد تنظيم داعش ،بحجة محاربة الارهاب (والدفاع المقدس) عن مقدسات كربلاء والنجف وسامراء ، ولكن ما يفعله هذا الحشد من تدمير للبنية التحتية للمدن  والقصبات والبلدات والقرى التي يدخلها يفوق التصور من تفجير وحرق البيوت ونبش القبور وقتل الشباب البريء وغيرها ، ولا نعرف هل يوجد مقدسات وأضرحة في ديالى والانبار وصلاح الدين وكركوك وغيرها ، لكي يتم مثل هذا الخراب والتدمير والحرق والقتل بحجة داعش ، وهكذا تنفذ ايران (قوانتها المشروخة في الدفاع المقدس)، بقتل وتهجير وحرق بيوت الابرياء ونبش قبور الاموات بفرية الدفاع المقدس ، وهو في الحقيقة دفاعا مدنسا ممهورا بدماء العراقيين في المدن المقتولة على يد الميليشيات الايرانية الطائفية ، فأين المقدس منها وهي تنبش قبور الموتى في تكريت لضباط الجيش العراقي الذي جرعوا خميني المقبور السم ، او حرق البيوت والبساتين وتجريفها ، وتفجير الجوامع والمساجد وتهجير اهل المدن ،والانتقام من اهلها ، اليس هذا هو معنى الدفاع المدنس في هذه المدن ، وهذا يحصل ايضا في دفاعها المدنس في تدخلها في اليمن الشقيق وإشعال الحرب الاهلية فيه وتحويله الى خراب كما فعلته في سوريا والعراق تفعله الان في اليمن من خلال ميليشياتها الحوثية القذرة ، لإقامة جمهورية اليمن الاسلامية  ،وتنفيذ المشروع الديني هناك تمددا وتشيعا صفويا ، ان تدخلات ايران في الدول العربية لم تتوقف أبدا ومع كل ما ذكرنا عن الدفاع الايراني المقدس في الدول العربية لحماية الاضرحة الشيعية (كما يزعمون ) ،ما هو الا غطاء يستخدمه ويمرره النظام الايراني وحكام طهران على السذج ممن يصدقونها ،هذا النظام المارق الدعي الذي يستخدم المظلومية الشيعية كما تستخدمها الاحزاب الإيرانية التي تحكم العراق الان والتي اسست في طهران ،وتلقى الدعم الكبير منها، وهي من يتبع وليها الفقيه المرشد الايراني علي الخامنئي ، ان رفع شعار الدفاع المقدس على لسان القادة الايرانيين ،ماهو إل غطاء للوصول الى الدفاع ألمدنس وتحقيق احلام ايران الفارسية في تنفيذ مشروعها الكوني الفارسي في التمدد والتوسع ، على حساب الدول العربية وإقامة الامبراطورية الفارسية ،وعاصمتها بغداد وهذا حلمها التاريخي ،الذي لن يتحقق الى الابد ،وما حصل من مؤامرة لم تعلن المملكة العربية السعودية عن تفاصيلها في موسم الحج ،والتي راح ضحيتها آلاف القتلى والجرحى ،ماهي إلا تخطيط لمؤامرة ايرانية كان من المفترض تنفيذها من قبل الحرس الثوري الايراني وميليشيات عراقية تابعة لإيران فضحتهم عملية (التصادم بين الحجاج)  ، كما انفضحت ايران بظهور جثث قادة وسفراء وحرس ثوري ومسئولين عراقيين تابعين للحرس الثوري الايراني ورجال دين كبار ضمن قتلى التدافع في مكة ، وهي مؤامرة كبيرة جداااا  اطفأ الله شرها في موسم ألحج وكان هذا المخطط الشرير هو لزعزعة النظام السعودي وقلبه وإعلان الثورة عليه بمساعدة حجاج عراقيين ويمنيين وبحرينيين وكويتيين ولبنانيين تابعين لولي الفقيه ، وهو يقع ضمن( اكذوبة الدفاع المقدس)،الذي تنتهجه ايران في تنفيذ مخططاتها المشبوهة في الدول العربية ، وهو جزء من مخطط عالمي ودولي تستخدمه الدول الكبرى لتنفيذ مآربها العسكرية والسياسية لتحقيق مشاريع استراتيجية بعيدة المدى ، لتغيير الواقع الجغرافي للمنطقة ،فما الدفاع المقدس الشعار الذي ترفعه ايران إلا اكذوبة يرددها ببغاوات قاسم سليماني في العراق عندما يصفون الحشد المقدس والحشد المدني المقدس وغيرها،حتى فقد كلمة المقدس روحيتها الايمانية وصار كل شيء مقدسا في نظرهم ، وما هو في الحقيقة إلا مدنسا لأنه ارتبط بالقتل والتهجير والحرق ونبش القبور والانتقام من اصحابها انتقاما ثأريا جبانا وتاريخيا طائفيا مقيتا ، انها الفرية الايرانية ،ان تحول المقدس الى مدنس ،في حربها القذرة على شعب العراق وسوريا واليمن وغيره، بحجة محاربة داعش والدفاع عن المقدسات والتي اثبت كذبها الواقع على الارض ..ايران مازالت تمارس كذبتها الدفاع المقدس في تدخلها في الدول العربية …