15 نوفمبر، 2024 12:52 م
Search
Close this search box.

ايران وضرورة الاستعداد للمواجهة الحتمية مع الغرب

ايران وضرورة الاستعداد للمواجهة الحتمية مع الغرب

منذ اليوم الاول لاندلاع الثورة الاسلامية وقيام الجمهورية في ايران والى هذه اللحظة ؛ وقفت الولايات المتحدة الامريكية موقفا معاديا لإيران ,و قادت الولايات المتحدة الجهود الدولية لاستعمال العقوبات في التأثير على سياسات إيران منذ عام1979 ؛ وبعد حادثة السفارة الامريكية في طهران عام 1979 ؛ فرضت الولايات المتحدة الامريكية أولى العقوبات على إيران , ثم فرضت حصارا اقتصاديا عليها , و رُفعت تلك العقوبات في يناير 1981 بعد التوقيع على اتفاقية الجزائر التي ساومت فيها الولايات المتحدة على تحرير رهائن السفارة , و في ذات الوقت الذي احتدمت فيه حرب العراق مع إيران التي اندلعت في سبتمر 1980، حظرت عقوبات الولايات المتحدة بيع الأسلحة ومساعدات الولايات المتحدة لإيران… ؛ ثم  فرضت الولايات المتحدة العقوبات الثانية على إيران في عهد الرئيس رونالد ريغان عام 1987 , واشتدت تلك العقوبات في عام 1995 لتشمل المؤسسات التي تتعامل مع الحكومة الإيرانية … ؛و فُرضت العقوبات الثالثة في ديسمبر 2006 بناءً على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1737 بعد أن رفضت إيران أن تمتثل لقرار المجلس رقم 1696 الذي طالبها بوقف برنامج تخصيب اليورانيوم … ؛ و استهدفت عقوبات الولايات المتحدة في بداية الأمر استثمارات النفط والغاز والبتروكيمياويات، وصادرات منتجات النفط المكرر، وصفقات العمل مع الحرس الثوري الإيراني … ؛ و شملت تلك العقوبات قيودًا على المعاملات البنكية والتأمينات (بما يشمل البنك المركزي الإيراني)، والشحن، وخدمات استضافة مواقع الويب للأغراض التجارية، وخدمات تسجيل اسم النطاق … ؛ ثم مددت قرارات المجلس اللاحقة تلك العقوبات... ؛ وفي سبتمبر 2019 أعلنت الولايات المتحدة عن نيتها فرض عقوبات على أي دولة تتعامل مع إيران أو تشتري منها نفطًا… ؛  وفي ذات الشهر أيضًا، قال ترامب :  أنه أمر وزارة الخزانة بتشديد العقوبات على إيران …  ،  و في 21 فبراير 2020، وُضعت إيران على القائمة السوداء الخاصة بمجموعة العمل المالي … ؛ وفي 14 أغسطس 2020 رفض مجلس الأمن قرار الولايات المتحدة المُقترح لتمديد حظر بيع الأسلحة لإيران …  واستمر مسلسل العقوبات ؛ حتى امتزج اسم إيران بالعقوبات .

ولم تقتصر اجراءات امريكا العدائية تجاه ايران على العقوبات الاقتصادية بل شملت الاعتداءات العسكرية والتحريض على ضرب ايران ؛ وقد شنت امريكا اول عملية عسكرية ضد ايران –  عملية مخلب النسر الأمريكية  – لتحرير رهائن السفارة الا انها باءت بالفشل , ثم طلبت الولايات المتحدة الامريكية من النظام السياسي في دولة الباكستان بشن حرب ضد ايران ؛ وقد رفضت باكستان الطلب , على الرغم من كثرة  الاغراءات والامتيازات المقدمة لها ؛ فأمرت امريكا عميلها الذليل صدام ؛ فذهب مهرولا للحرب , ورأى فيها فرصة ذهبية لإبادة الاغلبية العراقية الاصيلة والمجيء بالغرباء والدخلاء والاجانب الى العراق ؛ واحداث تغييرات ديموغرافية ؛  تغير خريطة وهوية العراق والامة العراقية ؛ واستمرت الحرب ثماني سنوات متتالية ؛  وأدت لمقتل مئات آلاف العسكريين من الجانبين ، فضلا عن التكلفة المادية الباهظة التي تكبدها البلدان ؛ علما ان 99 % من ضحايا الحرب هم من المسلمين الشيعة … ؛  ودعمت أمريكا وفرنسا صدام بالسلاح .

 وفي عام 1987 دمرت السفن الحربية الأمريكية رصيفين بتروليين عائمين تابعين لإيران وعندما تعرضت لها السفن الإيرانية أغرقت البحرية الأمريكية 3 مدمرات وأصابت فرقاطتين إيرانيتين أخريين ، فضلا عن إسقاط أمريكا لطائرة ركاب مدنية إيرانية مما أدي لمقتل 300 راكب، كما غضت أمريكا الطرف عن تهديد صدام باستهداف طهران بصواريخ سكود ذات رؤوس كيميائية ، فاضطرت إيران لوقف إطلاق النار خوفا من هيروشيما أخرى تدمر طهران.

كما دعمت امريكا منظمة ( مجاهدي خلق ) الارهابية , ثم دعمت القوى الكردية الايرانية المعارضة ؛ فضلا عن سائر المعارضين الايرانيين الاخرين المناوئين للنظام الاسلامي في طهران , وحاولت امريكا محاصرة ايران والتضييق عليها من خلال احتلال العراق وأفغانستان , والتعاون مع اذربيجان ؛ بل وصل الامر بالأمريكان الى تسليم السلطة الى حركة طالبان الارهابية في كابل لتهديد ايران , وزعزعة الاستقرار على حدودها ,  ثم قام الامريكان بقتل الجنرال قاسم سليماني بضربة صاروخية , ودخلت اسرائيل على الخط ونفذت عدة عمليات ارهابية وعسكرية في ايران وخارجها , واخرها استهداف القنصلية الايرانية في دمشق وقتل مجموعة من القادة الايرانيين , وارسال طائرات مسيرة لضرب قاعدة عسكرية في اصفهان … الخ .

في المقابل قامت ايران بالاستيلاء على السفارة الامريكية وحجز الرهائن الامريكان , ونفذت عدة عمليات عسكرية بواسطة حلفائها واذرعها في المنطقة والعالم ؛ ومنها : التفجيرات التي استهدفت المصالح الأمريكية في الكويت، كما هز تفجيران إنتحاريان مبني قوات المارينز الأمريكية والمظلات الفرنسية عام 1983 في لبنان، وأسفرت عن مقتل 241 جندي أمريكي و58 جندي فرنسي، الأمر الذي دفع أمريكا وفرنسا لسحب قواتهم من لبنان عام 1984… ؛ كما زرع الإيرانيون الألغام في مضيق هرمز وأطلقوا قوارب هجومية ضد كل من الناقلات والسفن الحربية الأميركية، وبالفعل اصطدمت سادس أكبر سفينة في العالم، الناقلة الأميركية (إس إس بريدجستون)، في يوليو 1987 بلغم إيراني وغرقت… ؛ كما قامت جماعات قريبة من إيران بتفجير السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين عام 1992، ثم مركز الرابطة اليهودية عام 1994، كرد على اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله عباس الموسوي بجنوب لبنان عام 1992 … ؛ كما قدمت إيران الدعم اللوجيستي والعسكري لحركة حماس أثناء حروبها مع إسرائيل في 2008 و2012 و2014 و في 7 أكتوبر 2023 ؛ و عملت ايران على طرد امريكا من افغانستان بالتعاون مع الروس , وساعدت حزب الله اللبناني في حربه ضد اسرائيل , وكذلك فعلت مع قوى المقاومة العراقية ضد الامريكان , ودعمت الحوثيين  في اليمن والنظام السوري ضد الارهابيين والقوى المرتبطة بالأمريكان والغرب , وقد احتجز الحرس الثوري الايراني  مجموعة من الجنود البريطانيين في شط العرب  عام 2007 , واستمرت مواجهات ايران مع الغرب وامريكا واسرائيل الى هذه اللحظة ؛ فقد شنت ايران هجمة غير مسبوقة بمجموعة كبيرة من الصواريخ والطائرات المسيرة على اسرائيل بتاريخ 13 أبريل/نيسان الجاري … الخ .

ورافقت هذه العقوبات الاقتصادية والصدامات والتوترات العسكرية ؛ حملات اعلامية شعواء ودراسات اجتماعية ودينية تستهدف ايران والايرانيين بل طالت كافة المسلمين الشيعة وفي اغلب انحاء العالم لاسيما في فترة الثمانينات من القرن المنصرم , اذ حشر الشيعة العرب وشيعة العالم مع شيعة ايران في زاوية حرجة واصبحوا هدفا سهلا لكل من هب ودب ؛ ولم تقتصر تلك الحملات على الغرب فقط بل شارك فيها العالم الاسلامي والعربي ايضا ؛ وبدأت اسطوانة  القادسية الثانية والفرس المجوس , والخمينية والصفوية والدجالة والملالي … الخ ؛ فضلا عن وسائل الاعلام العالمية والتي وصفت النظام الايراني بالنظام الرجعي والمتخلف والارهابي , ويعود للقرون الوسطى , والدولة المارقة , وصنفت ضمن محور الشر – ايران , العراق , كوريا الشمالية – … الخ … ؛ وطالما صرحت امريكا ودول الغرب بتصريحات قاسية وشديدة اللهجة  ضد ايران وحذرت من النظام الايراني ؛ اذ قالت الحكومة البريطانية  في اغسطس عام  2023 :  إن النظام الإيراني يشكل «خطراً كبيراً» على بريطانيا وحلفائها، مع «تهديدات مباشرة» للمعارضين الذين يقيمون على أراضيها… ؛ وجاءت تصريحات الحكومة البريطانية بعدما تأكد أن وزيرة الداخلية سويلا برافرمان تعتقد أن «الحرس الثوري» الإيراني يشكل أكبر خطر منفرد على الأمن الوطني البريطاني… الخ .

وللصراع الايراني الغربي المستمر اسباب عدة ؛  ومنها :

1-  سد الفراغ في المنطقة ؛ اذ رأى مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية محمد صالح صدقيان :  (( أن مصادر قوة طهران الخارجية تستند إلى تطلعاتها خارج الحدود التي ترمي إلى سد الفراغ السياسي والأمني والعسكري الذي خلفته الحرب الباردة في المنطقة ، مبينا أن طهران تعتقد بضرورة خروج القوات الأميركية من المنطقة عقب انهيار الاتحاد السوفياتي )) ؛ وبناء قوة اقليمية تزيح القوى الاجنبية الخارجية في المنطقة .

2-  التهديد الايراني المستمر بإغلاق مضيق هرمز ؛ وما يترتب على هذا الامر من تداعيات خطيرة تمس المصالح الدولية الكبرى والامن الدولي .

3-  عملت إيران منذ سنوات على إيجاد بدائل شرقية؛ فوقّعت تفاهمات استراتيجية طويلة المدى مع كل من الصين وروسيا -من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن- لإحباط ما تصفه طهران بالمشاريع الأممية ضدها…  ؛ لمواجهة التحديات الغربية، لا سيما في الأوساط الدولية .

4-   الصناعة العسكرية الايرانية ؛ أفاد تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال إن الصناعات العسكرية الإيرانية تشهد نموا، ما جعل ايران مصدرا واسعا للأسلحة المتقدمة الرخيصة التي تعتمد عليها فصائل المقاومة ( الميليشيات ) المسلحة في الشرق الأوسط وحتى بعض الدول… ؛و هذا الأمر يثير حفيظة الولايات المتحدة والحلفاء في الشرق الأوسط وخارجه، وحتى بما في ذلك في أوكرانيا … ؛ وتشير المعلومات إلى أن روسيا اشترت من إيران آلاف الطائرات المسيرة في 2022، والتي استخدمتها في حربها ضد أوكرانيا، في الوقت الذي زادت فيه طهران من دعمها لتسلح ( الميلشيات ) وقوى المقاومة في الشرق الأوسط … ؛ ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن أبرز صادرات الأسلحة الإيرانية، هي طائرة “شاهد” المسيرة، والتي تستطيع حمل متفجرات … ؛ وأشار التقرير إلى أن هذه الطائرة المسيرة استخدمت لقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن أواخر يناير الماضي، والذي ردت عليه الولايات المتحدة بمجموعة ضربات استهدفت فيها فصائل المقاومة الاسلامية  ( الميلشيات ) الموالية لإيران في العراق وسوريا.

5-  اصطفاف ايران ضمن محور الشرق  – الصين , روسيا – ضد المحور الامريكي والغربي , والتبشير بالعهد العالمي الجديد , ومحاولة اضعاف نظام القطب العالمي الواحد .

6-    تمدد ايران في المنطقة ؛ وسيطرة حلفائها والجماعات الموالية لها على الممرات البحرية الحيوية .

7-  بعض الانظمة العربية والاقليمية تدفع الغرب والامريكان للاصطدام بالإيرانيين واعلان الحرب عليهم ؛ كما فعلوها سابقا مع صدام ,  لدوافع طائفية واخرى تتعلق بتصدير الثورة الاسلامية او مخافة التأثير الأيديولوجي الايراني .  

8-    سعي ايران الدؤوب لامتلاك السلاح النووي , وتطوير ابحاث وصناعات الفضاء الايرانية .

9-  الارث التاريخي ؛ فقد ذهب الكاتب سليم مطر الى ان الصراع الايراني الغربي الحالي ؛ ما هو الا امتدادا تاريخيا للصراع القديم المتجدد بين الفرس الايرانيين والغرب اليونانيين والبيزنطيين والرومانيين ؛ فهو اشبه بالمواجهة الحتمية بين العدو وضده.

وسوف تلقي الاحداث الاخيرة بظلالها  على ايران بصورة خاصة , والمنطقة والعالم بصورة عامة ؛ في ظل المخاوف من توسع رقعة الصراع الذي بدأ بين حركة حماس وإسرائيل، ووصل إلى المواجهة المباشرة بين الأخيرة وإيران … ؛ لاسيما وان الضربة الايرانية  الاخيرة لا تشبه الصواريخ ال 39 الصدامية عام 1991 ؛ وتختلف عنها من حيث الكم والكيف والنوع ؛ فالضربة الصدامية يتيمة  ؛ اذ لم يتجرأ صدام او غيره على اعادة الكرة مرة اخرى , وضرب اسرائيل من جديد ,  بينما الامر بالنسبة للإيرانيين يعني بداية مشوار الالف ميل , فالشخصية الايرانية العنيدة  عندما تبدأ بشيء تعمل على اتمامه والاستمرار به ,  لذا يعد ضرب اسرائيل مرة اخرى من قبل ايران وبصورة اشد فتكا واكثر قصفا ؛ من الممكنات بنظر الساسة الايرانيين , والامور المتوقع صدورها منهم ؛ وجل اهتمام اسرائيل منصب  على ما بعد الضربة وليس عليها فحسب ؛ لأنها تعتبر بداية الغيث كما يقولون  … , الا ان الحكمة الايرانية  والحنكة السياسية قد تقتضي  تغيير التكتيكات العسكرية  , وتبديل خطط الهجوم والدفاع , او اعادة بلورة السياسة الخارجية بما يتماهى والتحديات والتطورات الدولية , ولعل مرونة السياسة الايرانية و واقعيتها وبرجماتيتها ؛ تعد من اهم عناصر قوتها ومفاجآتها ؛ لذا يعاني الغرب كثيرا في التعامل مع الملف الايراني المعقد والشائك  .

و من المعلوم ان اسرائيل  تعتبر الوجه الاخر للسياسة الامريكية في المنطقة ,  ولديها مشروع سياسي وتوسعي مرتبط بالمصالح والاطماع الغربية , فهي تهدف الى اعادة صياغة خريطة دول الشرق الاوسط , ولعل مجازر غزة وترحيل سكانها , اولى مراحل المخطط الصهيوني الامريكي , وبما ان العقبة الرئيسية امام  تنفيذ هذا المخطط ؛ ايران ودول محور المقاومة وفصائل المقاومة المسلحة الفلسطينية وغيرها , لذا استعرت المواجهات والاغتيالات والغارات والعمليات العسكرية بين محور المقاومة والمحور الامريكي الاسرائيلي الغربي ؛ ولم تتوقف  الهجمات العسكرية  والعمليات الارهابية والهجوم  السيبراني  على ايران ودول محور المقاومة وغيرها , فضلا عن فصائل المقاومة , بل ارتفعت وتيرتها في الفترة الماضية القريبة ؛ فقد استهدفت تلك الهجمات ساسة وقادة ومجاهدين ومقاومين  من الطراز الاول في ايران والعراق وسوريا ولبنان واليمن , بالإضافة الى قصف معسكرات الحشد الشعبي وقواعد الفصائل المسلحة والعمل على تدمير البنى التحتية العسكرية و كذلك الاسلحة والمعدات … الخ .

ويعمل الامريكان والصهاينة والغرب الان على اضعاف دول المقاومة واستنزافها , والسيطرة عليها , الا انهم اصطدموا بالنفوذ  والحراك الصيني والروسي الذي يعمل على عرقلة مساعي الغرب والامريكان في ابتلاع المنطقة ونهب ثرواتها , وعليه المعارك والمناوشات الدائرة الان بين الايرانيين وفصائل المقاومة وبين الصهاينة والامريكان والغرب ؛ من الاهمية بمكان , اذ قد تتسبب باندلاع الحرب العالمية الثالثة او لا اقل توسع من دائرة الحرب لتشمل منطقة الشرق الاوسط الاستراتيجية ؛ والكل يتعامل مع هذا الملف الحساس بحذر شديد ؛ وعليه لا تستغرب من بساطة الرد الاسرائيلي او عدم اصابة الضربات الايرانية لأهداف حيوية اسرائيلية بالغة الاهمية ؛ فالأمر لا يتعلق بهما بل العالم بأسره .

والخطط الاسرائيلية والامريكية حاليا تقتضي ؛ طرد وترحيل الفلسطينيين من فلسطين اولا , وايجاد بدائل لهم في مصر او الاردن او محافظة الانبار في العراق ثانيا , وتمدد اسرائيل على حساب دول المنطقة , وبسط نفوذها على حكومات دول المنطقة , وهذا الامر يتطلب القضاء على دول محور المقاومة واسقاط انظمتها السياسية , و محو فصائل المقاومة من الخريطة العسكرية , والمجيء بحكومات عميلة وعاجزة وتابعة ؛ وهذا الامر لا يتحقق الا بإسقاط النظام الاسلامي في ايران , ثم ابادة الجماعات والقوى المرتبطة بإيران او البدء بمحاربة حلفاء و( وكلاء)  ايران ؛ ثم التفرد بإيران فيما بعد … ؛  الا ان دول محور المقاومة  والفصائل المسلحة لا اعتقد انها  ستقف مكتوفة الايدي امام هذه التحديات والاعتداءات , لذا قد ترتفع وتيرة هجمات فصائل المقاومة ضد الامريكان والصهاينة ,  وقد تستمر المناوشات بين اسرائيل وايران وحزب الله اللبناني وفصائل المقاومة الفلسطينية والعراقية واليمنية ؛ وقد ترتفع معدلات التدخل الصيني والروسي في المنطقة , و يعمل الروس على تزويد ايران ودول محور المقاومة بأحدث الاسلحة المتطورة , من اجل توازن القوى في المنطقة .

اسرائيل تعلم بمدى خطورة الاوضاع الحالية , وتعقيد المعادلات الدولية وموازين القوى العالمية , لذا هرولت اسرائيل لطلب النجدة من الغرب , والدعوة الى انشاء تحالف  إقليمي بقيادة الولايات المتحدة والغرب ،  لان اسرائيل تعرف  أن إيران لم تعد دولة منعزلة في العالم … ؛  فهي تتمتع بتعاون مع روسيا، والصين … ؛ و إسرائيل من دون معونة داعمة من التحالف سيصعب عليها التصدي بنجاح في معركة إقليمية متعددة الاطراف ؛  فمن دون مساعدة من الخارج لن تتمكن وحدها من منع تحول إيران إلى دولة نووية او تحول دون تمددها في المنطقة .

ولعل هذا التحالف يتطور ويشمل عدة دول غربية وعربية كما حصل مع حرب الخليج الثانية , وحرب اسقاط صدام عام 2003 ؛ من اجل ضرب ايران , وسيعمل الغرب الان على دفع اسرائيل لتكون في الواجهة , ودعمها ماديا ومعنويا وعسكريا كما فعلوا مع اوكرانيا ؛ لإلحاق الضرر بالبنى التحتية الايرانية وتعطيل قواها وشل حركتها , واذا تطور الامر قد تتدخل الولايات المتحدة الامريكية ؛ وفي هذه الحالة لا يوجد امام ايران الا هذا السيناريو , من باب مكرها اخاك لا بطل , او من باب بعض الشر اهون ؛ الاتفاق مع الصينيين والروس على الدفاع المشترك , وانشاء قواعد عسكرية روسية في جنوب ايران , وقواعد صينية عسكرية في شمال ايران  ؛ فلولا وجود القواعد الروسية في سوريا لما تمكن النظام السوري من الصمود والبقاء في الحكم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات