لايخفى على الجميع الدور الايراني الغير الطبيعي بالعراق من خلال تدخلاتها المباشرة وغير المباشرة بالوضع السياسي العراقي .
اذ وصلت تدخلاتها الى مراحل النفوذ في السلطة من خلال دعمها لشخصيات واحزاب سياسية معروفة وبقت بصمتها واضحة في بناء العملية السياسية العراقية
واصبحت منافسة وتراهن كل دول العالم في بسط سيطرتها على الوضع العراقي المعقد ولم تتوقف عند حد دعمها لاطراف وشخصيات سياسية فقط بل تدعم حتى جماعات مسلحة خارج سرب العملية السياسية وتستخدمهم اداة لغرض تصفية حساباتها مع من لايتفق مع سياستها والرؤية التي تحددها الادارة الايرانية في طهران .
وهنا بدا هاجس وخوف الشارع العراقي بشان هذه التدخلات الايرانية للوضع الداخلي العراقي .
والنظام الايراني تناسى كل الاعراف والبروتكولات الدولية بعدم احترامه لحسن الجيرة مع العراق من خلال تدخلاته العسكرية وقصفها المتكرر لاراضي اقليم كردستان العراق واحتلاله لبئر الفكة في جنوب العراق في وقت سابق . والتدخل الايراني المشؤوم بالوضع العراقي واضح من خلال تصريحات المتكررة السافرة لسفير النظام الايراني في بغداد وقبيل تشكيل الحكومة العراقية الحالية كانت لها بصمة واضحة في التدخل بها من خلال وضعها فيتو على بعض الشخصيات السياسية وعدم رضاءها بتولي رئاسة الحكومة .
والقاصي والداني بات يعرف جيدا كيف بعض الاحزاب العراقية كانت تتسابق لزيارة قم وطهران لغرض حصولها على مباركة من قبل الخامني لتولي مناصب حكومية في البلاد .
وبعد حدوث الازمة السياسية الحالية بدات تطفو على السطح من جديد تدخلات ايران من خلال تصريحاتهم وتاييدهم لبعض الشخصيات واجراء اتصالات مكثفة مع بعض سياسين البلاد لحل الازمة على حد قولهم ؟
والجانب الامريكي اعطى اشارات واضحة في العديد من المناسبات من خلال تصريحات بعض المسؤولين في البيت الابيض والسفارة الامريكية في بغداد بشان التدخلات الايرانية المتكررة في الوضع العراقي مع ايضاحها بالادلة على تورط النظام الايراني في تمويل جماعات مسلحة بالعراق واثارة الفتن الطائفية وجر البلاد الى حرب اهلية .
والعراق سوف يبقى غير مستقر وامن بوجود تدخل ايراني سافر بالشان العراقي والى وقت قريب النظام الايراني حول الساحة العراقية الى مسرح للعمليات العسكرية ضد الجانب الامريكي لغرض تصفية حسابها مع امريكا على حساب العراق والعراقيين واليوم بعدما شاهدنا الانسحاب الامريكي بدات ايران تلمح الى كيفية انتصارها على الجانب الامريكي من خلال ضغطها عسكريا عليها لغرض ترك العراق لهم وامريكا قد خسرت المعركة مقابل ايران في العراق على حد قول مسؤولين في طهران ولم تنتهي طهران عند هذا الحد بل بدات الان تراهن مع الدول العربية والخلجية على مدى بسط نفوذها بالعراق واصبح معلوم لدى الجميع بان ايران احتلت العراق ليس بشكل علني بل بشكل مخفي من خلال بسط سيطرتها الاقتصادية ودعمها لبعض الشخصيات المتنفذة بالعراق ودعمها لجماعات مسلحة بالبلاد .
[email protected]