لا نتجاوز الحقيقة عندما نقول ان النظام الايرني هو منبع التطرف والعنف والارهاب فتلك هي تركيبته والاسس التي قام عليها النظام وايديولوجيته وفكره ،وهو المفرخ الحقيقي على ذلك للتنظيمات الارهابية والتشدد الاسلامي المقابل ،وقادة ايران يعرفون هذه الحقيقة ويعترفون بها بل بعضهم يفخر بها ،وثمة من يقول ان داعش سرقت فكرة الانتحاريين من خميني كما قال اللواء سعيد قاسمي، القيادي السابق في الحرس الثوري، والقيادي الحالي في ميليشيات “أنصار حزب الله” أن “تنظيم داعش استلهم فكرة العمليات الانتحارية وإعداد الانتحاريين من فكر الإمام الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران”.
ووفقا لموقع “عطار نيوز” فقد أكد قاسمي في كلمة له بمدينة نيشابور – شمال شرق إيران – أن “قوة صنع القوى الاستشهادية (الانتحارية) كانت بيدنا ولكن بعض القيادات لم ينتبهوا لذلك ولهذا فإن داعش اليوم يتبع هذا النهج”.
وليست هذه المرة الأولى التي يعبر فيها قادة في الجمهورية الإسلامية في إيران عن خطابات تلتقي عقائديا مع خطاب تنظيم “داعش الإرهابي” حيث نقل مدير مؤسسة الشهداء في إيران نادر نصيري، تصريحات مشابهة عن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، الشهر الماضي، حول اعتبار قتلى الميليشيات الايرانية في سوريا بأنهم “مجاهدون وشهداء” مؤكدا أن من وصفهم “بمدافعي حرم أهل البيت” حسب الأدبيات الإيرانية” لهم أجران: الهجرة والجهاد”.
وقارن محللون تصريحات خامنئي حول أجور “الهجرة والجهاد” لمقاتلي الميليشيات الإيرانية في سوريا، بخطاب تنظيم “داعش” الإرهابي الذي يروجه لأنصاره الذين يهاجرون للقتال في صفوفه من كافة أنحاء العالم، حيث تنطلق هذه التصريحات من رؤية مشتركة حول “مباركة القتال” في الحرب السورية.
وبالعودة لتصريحات اللواء قاسمي، فإنه أكد على أن “داعش وباستلهام نهج الإمام خميني استطاعت أن تشكل “حشدا عالميا خبيثا” بدل ” الحشد العالمي الإسلامي” الذي كان يسعى إليه الخميني” على حد قوله.
يذكر أن قاسمي يشغل منصبا قياديا في ميليشيات “أنصار حزب الله” التي تأسست 1995 وهي مجموعة مكونة من منتسبي الباسيج أو المحاربين القدامي خلال الحرب الإيرانية – العراقية وتحظى بالتمويل والدعم من قبل بعض قادة الحرس الثوري ومسؤولين كبار في النظام الإيراني.
واشتهرت جماعة أنصار حزب الله بمهاجمة المحتجين في المظاهرات المناهضة للحكومة، خاصة قمع المظاهرات الطلابية في جامعة طهران وسائر جامعات إيران في يوليو 1999.
كما لعبت دورا أساسيا في قمع الانتفاضة الخضراء 2009 التي جاءت احتجاجا على ما قيل إنه تزوير في نتائج الانتخابات الرئاسية التي أدت إلى فوز الرئيس أحمدي نجاد لولاية ثانية.
ومهما كانت دوافع القادة الايرانيين من هذه التصريحات ،فانها تعكس الوجه المظلم للنظام الذي يروج للانتحار والموت بدلا من فتح نوافذ الحياة وخلق مجتمع تسوده روح السلام المجتمعي ،لذلك تتصاعد فيه وتيرة الاعدامات كحل لمشكلاته غير القادر على التصدي لها ،وهو على ذلك صنو داعش ولا يختلف عنه الا في بعض الرتوش الشكلية .