18 ديسمبر، 2024 11:14 م

ايران , وتحليلاتٌ سياسيّة تتطلّبُ تحليل .!

ايران , وتحليلاتٌ سياسيّة تتطلّبُ تحليل .!

  ضمنَ الإنعكاسات والإفرازات الإستباقية للإعلام , استضافت بعض القنوات الفضائية العربية البارزة في الفضاء الإعلامي العربي , عدداً محدداً لبعض المحللين السياسيين ” من المقيمين خارج العراق , وبعض الزملاء العرب , وايرانيين ” , كان التساؤل المشترك او شبه المشترك الذي وجّهته  تلكم الفضائية اليهم , يتمحور عن كيفية قراءتهم وتوقعاتهم لطبيعة وماهيّة الرّد الأيراني المرتقب بالضد من الضربة الأسرائيلية على ( المبنى المجاور للقنصلية الأيرانية في دمشق ) حيث قاد الى مقتل ضباط ايرانيين رفيعي المستوى من الحرس الثوري – كما معروف ومُوثّق .

من الملاحظ وربما من المفاجئ ” للبعض ” أنّ آراء ورؤى اولئك المحللين كانت تتناغم وتتواءم عن امكانيةٍ عالية المستوى لتخلّي ايران عن توجيه او تسديد الضربة الإنتقامية .! مقابل مرونة وامتيازات امريكية جديدة لتسهيلاتٍ ما محددة في التوسع في آليّة برنامجها النووي , ويرفق ذلك برفع غطاءٍ آخرٍ عن اموالها المجمّدة جرّاء العقوبات الأمريكية .

ما استندت اليه هذه التحليلات الأولية بالدرجة الأولى هو سرعة زيارة وزير الخارجية الإيراني ” امير عبد اللهيان ” الى عدد من دول الخليج , وخصوصاً أن كانت المحطّة الأولى فيها الى سلطنة عمان التي كانت ” وما انفكّت ” مقر المباحثات الأمريكية – الأيرانية” السريّة وغير المباشرة حسبما يقال عنها ! ولسنواتٍ طوال .

ما ارتكزت عليه تلكُنَّ القراءات التحليلية كحجرٍ أساسٍ شفّاف , وعمودٍ فقريٍ مجازيٍ يتمحور او يكمن ستراتيجياً بأنّ افضليات القيادة الإيرانية هو تحقيق مصالحها الذاتية – الستراتيجية حتى على حساب الإعتبارات ذات العلاقة بميليشياتها واذرعها ووكلائها ” المتعددي الجنسية ” في المنطقة , وهي الفصائل المرشّحة بقوةٍ واندفاعٍ لتولّي وتبنّي الرّد الصاروخي العارم – المفترض على الضربة الإسرائيلية الأخيرة

   لا ننضمّ او ننخرط كليّاً الى هذه الطروحات ومديات واقعيتها الموضوعية , ولا نبتعد عنها او نغادرها نهائياً , وحيث الأمر لم يصل بعد الى درجة الغليان السياسي , لكنّما نؤشّر وبالقلم العريض أنّ التصريحات الإيرانية المتشددة ” العسكرية والسياسية ” وخصوصاً من المرشد الأعلى , واعادة بثّها بصيغةٍ او صياغةٍ اعلامية مختارة , فإنها اولى التقاطعات المتضادة مع ما افرزت عنه افرازات تلكم التحليلات ” وربما هي ليست بتقاطعاتٍ حادّة ” لحدّ الآن .! ” فالضربة الأسرائيلية الموجعة الأخيرة تمسّ السيادة الأيرانية وكرامة دولتها , ولابدّ من ردّ الإعتبار < المجهول لغاية الآن ماهي ماهيّته وآليتّه > , والأمر بمجمله قد دخل دائرة الإتساع المفترضة عبر احدى بواباتها , بجانب أنّ عملية التخمّر العسكري – السياسي لازالت في حالة دورانٍ ليست بالسرعة القصوى .!