الدولة الجامبو مصطلح ابتكرته للتعبير عن مفهوم الدولة العظمى وكانت تمثله في القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين روسيا القيصرية وبريطانيا العظمى وفرنسا واليابان والدولة العثمانية ،وحين غابت شموس هذه الدول برز القطبان الشرقي – الاتحاد السوفيتي – والغربي اميركا – التي ورثت عن فرنسا وبريطانيا مستعمراتهما ولقب الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس لتكون الدولة الجامبو المعاصرة وان بدت هي الاخرى تراقب شمسها الايلة للغروب والتي يحاول ترامب ابقاءها في الافق ومنافسة روسيا بوتين التي تسعى بوضوح لوراثة مكانة الاتحاد السوفيتي.
لكن الدولة التي تلفت الانتباه نحوها بشدة ،هي ايران ،فالملالي يعيشون حلم الدولة الجامبو عبر اعادة هيكلة الخلافة الاسلامية وبسط نقوذهم على الجغرافيا العربية المتاحة على وفق نظرة الاقرب فالاقرب .
تبدى ذلك واضحا ابتداءا من رفع المقبور خميني شعار تصدير الثورة الذي ارتد عليه وبالا حين حاول اقتحام العراق فجرعه العراقيون كاس السم الذي اعترف انه انما تجرعه مخذولا ومجبرا بعد هزيمته في حرب السنوات الثمان .
لكن حلم الدولة الايرانية الجامبو الذي يعيشه اليوم ملالي طهران ما زال يتنفس هواءه العفن محاولين فرضه على شعوب الشرق الاوسط العربية – العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين – فلطالما سمعنا قادة الجيش والحرس الايراني والساسة والنواب الايرانيين وائمة صلاة الجمعة يتبجحون بهيمنتهم على القرار في اربعة عواصم عربية – بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء – وملالي الدولة الوهم الجامبو ،ينفقون المليارات على حلمهم الوهم هذا ويضحون بالالاف من ابناء شعوب المنطقة لادامته على حساب دماء ومقدرات هذه الشعوب والشعب الايراني الذي اثقلت كاهله النفقات المهدورة على هذا الوهم ،فلم يجن سوى البطالة ونقص الخدمات والجهل والفقر والجوع والعقوبات الدولية والعزلة والبغضاء العالمية ، الدولة الجامبو حلم الملالي هي من يقف وراء شهوة التوسع وتجنيد الالاف يقول احد قادة حرس خميني لدينا 200 الف محارب في خمس دول عربية ، وهؤلاء يعدونهم ادوات بناء الدولة الجامبو الايرانية او دولة الخلافة الاسلامية الطائفية التي ستستعيد امجاد الامبراطورية الساسانية وان كانوا لا يمتون لا للاسلام ولا للساسانيين بصلة ،تكشف ذلك ميليشياتهم الارهابية في العراق التي نافت على 100 ميليشيا مسلحة على وفق تصريح لرئيس وزراء العراق حيدر العبادي ، وايران تدفع رواتب وتجهيزات 86 الف مقاتل محلي في سوريا جمعتهم من العراق وسوريا وافغانستان وباكستان ،اما في اليمن فعصابة الحوثيين تدين بالولاء للملالي الذين يمدونها بالمال والسلاح والذخيرة وشتى انواع الدعم لضمان الهيمنة على باب المندب واكمال كماشة الدولة الجامبو في طرفيها مضيق هرمز وباب المندب ومحاصرة الجزيرة العربية ودول البحر الاحمر السودان ومصر وارتيريا ،ولا ننسى سعي الملالي الى شحذ اسلحتهم وتزويد دولتهم الوهم الجامبو بالناب النووي الذي اجبروا على قلعه ،ويحاولون الان الاستعاضة عنه بالصواريخ البالستية .
كما ان علينا الا ننسى سعيهم الى شق طريقهم البري لتثبيت خارطة ما يسمونه الهلال الشيعي ما بين طهران وبغداد ودمشق وبيروت ،والحديث يطول عن هذا الحلم الوهم الذي سياتي اليوم الذي يجد فيه الملالي ان ليلته البيضاء قد كسف هلالها وقمرها .