المقدمة:
كثير ما يقال عن وجود علاقة بين ايران وتنظيم القاعدة بالرغم من حالة العداء العقائدي بينهما الا ان المتابع للشأن الايراني يلاحظ قدرة ايران على مد جسور العمل والتعاون مع اية جهة سياسية او عسكرية اينما تكون حيث مبدا تخادم المصالح.
هذه العلاقات مكنتها في القدرة على التاثير في الكثير من القضايا الاستراتيجية في المنطقة.
فنراها ذات تاثير كبير في العراق , سوريا , لبنان , اليمن ,البحرين , السعودية , افغانستان وفي اكثر من دولة افريقية وصولا الى امريكا اللاتينية.
حرص الباحث على التعمق بالموضوع لاهميته وتسنى له الحصول على بعض الوثائق باللغة الانكليزية ” الغير منشورة” العائدة لمكتب أحد المحامين في الولايات المتحدة الاميركية والذي اوكلت اليه مهمة استحصال حقوق ضحايا عملية السفارات الاميركية في افريقيا, حيث جمع هذا المكتب بعض الشواهد والتحقيقات التي اجرتها بعض الاجهزة الامنية الاوربية لتاكيد العلاقة بين ايران وتنظيم القاعدة.
البداية في السودان:
على ارض السودان تأسست اولى اواصر العلاقة بين ايران وتنظيم القاعدة بتنسيق ودعم واسناد السودان
كانت هناك علاقات متميزة بين اسامة بن لادن وحسن الترابي زعيم الجبهة الاسلامية القومية الحاكمة في السودان , في خريف عام 1989 حث حسن الترابي بن لادن، على نقل كامل منظمته من افغانستان إلى السودان والسماح له باستثمار الاموال ,وافق بن لادن على هذا العرض.
عرض اسامة بن لادن تقديم دعما لحكومة الخرطوم في قتالها ضد الجنوب الانفصالي” المسيحي” تجسدت بتقديم الاموال والخبرات وبعض المقاتلين .
ساهمت الحكومة السودانية في عقد لقائات بين مسؤولين سودانيين ورجال اسامة بن لادن مع المسؤولين الايرانيين ادت هذه اللقائات الى تطور وازدهار العلاقة بينهما . سعى حسن الترابي لاقناع ايران وابن لادن لوضع حد للخلافات والانقسامات بين “الشيعة والسنة” والعمل ضد عدو مشترك هوالغرب و الولايات المتحدة الاميركية
تم عقد عدة اجتماعات بين “ممدوح محمود سالم المكنى ابو هاجر العراقي” المدير المالي السابق لاسامة بن لادن مع شخصيات ايرانية وقد عقدت هذه الاجتماعات في اوقات مختلفة بين عامي 1992-1993
في خريف عام 1993 ذهب وفد من اعضاء تنظيم القاعدة الى وادي البقاع في لبنان لتلقي المزيد من التدريب على استخدام المتفجرات وكذلك على عمليات الامن والاستخبارات.
تم عقد اجتماع في السودان عام 1994 بين بن لادن وعماد مغنية , وتشير بعض المصادر ان هذه الاجتماعات ادت الى اتفاق غير رسمي على التعاون وتقديم الدعم حتى لو اقتصر ذلك على التدريب فقط
بعد فترة وجيزة سافر بعض من اعضاء تنظيم القاعدة الى ايران لتلقي التدريب على استخدام المتفجرات وعلى عمليات الامن والاستخبارات , حيث جرى التدريب على يد رجال الحرس الثوري الايراني
أبدى اسامة بن لادن اهتماما واضحا للتدريب على استخدام الشاحنات المفخخة وكان منبهرا بالعملية التي نفذت في لبنان والتي ادت الى قتل 241 من مشاة البحرية الاميركية عام 1983
أظهرت العلاقة بين تنظيم القاعدة وإيران ان الانقسامات بين السنة والشيعة لا تشكل بالضرورة عائقا لا يمكن التغلب عليها للتعاون العسكري
عام 1996 وبعد استيلاء حركة طالبان على السلطة، عاد أسامة بن لادن إلى أفغانستان بعد ان تعرض لمضايقات من الجانب السوداني , حيث أسس عدد من معسكرات التدريب لتنظيمه
في يوليو1996, التقى اسامة بن لادن مع مسؤول الاستخبارات الايرانية في افغانستان . وفي اوائل اكتوبر 1996 زاراسامة بن لادن طهران للاجراء مباحثات مع المسؤولين الايرانيين كان احد اهم القضايا التي تم تناولها , السعي على توحيد المنظمات الجهادية المصرية مع تنظيمه
تراس وزير الاستخبارات الايراني علي فلاحيان عام1997 اجتماعا حضرفيه ممثلين عن وزارة الداخلية الايرانية ووزارة الارشاد الاسلامي ووزارة الخارجية فيما حضر من جانب المنظمات الجهادية المصرية , مساعد ايمن الظواهري و مصطفى حمزة واخرون, وقد اكد الجانب الايراني على ان الدعم المطلوب يتوقف على مدى وحدتهم, وان يتم وضع خطط عمل طويلة الامد وقد اتفق المجتمعون على تشكيل قيادة موحدة مع اسامة بن لادن لاغراض العمليات
اجتماع قيادات المنظمات الاسلامية في الشرق الاوسط
في شهرسبتمبر وللفترة ( 20-23 ) 1997، نظمت المخابرات الإيرانية قمة قادة المنظمات الاسلامية الرئيسية في الشرق الاوسط. كان من بين المشاركين” عماد مغنية وعبد الهادي حمادي (حزب الله)؛ أيمن الظواهري (الجهاد الإسلامي المصري) واحمد جبريل (رئيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة ) ؛ أسامة ابو حمدان والمهندس عماد العلمي الملقب , ابو همام (حماس)؛ رمضان عبد الله شلح (رئيس لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية)، وثلاثة قادة يمثلون فروع حزب الله في دول الخليج العربي , بحث المشاركون في القمة قدرة الاسلاميين على تصعيد العمليات ضد الولايات المتحدة الامريكية والغرب , وقد صدرت الاوامر لقادة المنظمات لتكون جاهزة لاطلاق حملة غير مسبوقة من العمليات النوعية على صعيد الساحة الدولية
في أواخر سبتمبر عام 1997، التقت القيادة الإيرانية مرة أخرى مع تلكم القيادات لمناقشة سير العمليات المسلحة المقترحة في ضوء القرارات والنتائج التي توصلت إليها القمة الأخيرة
في اوائل اكتوبر عام 1997، بدأت الاستعدادات الرئيسية في أفغانستان وباكستان لتصعيد العمليات المسلحة
عقد أسامة بن لادن “مجلس حرب” في أواخر عام 1997 في قندهار مع كبار قادة المنظمات الاسلامية المتشددة على صعيد الساحة الدولية لمناقشة العمليات المقبلة والعمل على تقويض النفوذ والوجود الأميركي في الشرق الأوسط. شارك أيمن الظواهري في هذا المؤتمر حيث دعا المشاركون في المؤتمر إلى التركيز على ضرب أهداف أمريكية أينما تكون
علاقة ايران بالهجمات ضد ابراج الخبر عام 1996 وتفجير السفارة الامريكية في نايروبي 1998
في يونيو 1996، انفجرت شاحنة ضخمة في أبراج الخبر وهي مجمع سكني في المملكة العربية السعودية، الذي يضم أفراد القوة الجوية الأمريكية. قتل تسعة عشر امريكيا وجرح 372. نفذت العملية من قبل حزب الله السعودي وهي المنظمة التي تاسست وتتلقى الدعم من إيران
من متابعة سجلات الهاتف التي حصل عليها المحققون الامريكيون تبين ان تفجيرات عام 1998 والتي استهدفت السفارات الامريكية في كينيا وتنزانيا تكشف عن أن 10 في المائة من المكالمات التي تتمت من هواتف تعمل بالاقمار الصناعية والمستخدمة من قبل اسامة بن لادن وكبار مساعديه كانت صادرة من إيران. وفي لائحة الاتهام لعام 1998، قالت وزارة العدل الامريكية ان بن لادن، يعمل من خلال تنظيم القاعدة وتحالفاته مع المسؤولين الحكوميين في إيران من جهة و الجبهة الإسلامية القومية في السودان وحزب الله من جهة اخرى
وفقا للائحة الاتهام الصادرة بتاريخ 4 نوفمبر 1998 عن مكتب المدعي العام الامريكي للمنطقة الجنوبية في نيويورك والتي تظمنت توجيه الاتهام لاسامة بن لادن في التخطيط لمهاجمة منشات وزارة الدفاع الاميركية وكذلك التحالف مع السودان وايران وحزب الله والعمل مشتركا ضد الولايات المتحدة والغرب, اشارة الائحة انه في أوقات مختلفة بين عامي 1992 و 1996 ، التقى المتهم ممدوح محمود سالم , كنيته ابو هاجر العراقي سوداني المولد من ابوين عراقيين والمسجون حاليا في اميركا مع مسؤول ديني ايراني كبير في الخرطوم كجزء من الجهود الشاملة لترتيب اتفاق ثلاثي بين القاعدة والجبهة الإسلامية القومية في السودان، وعناصر الحرس الثوري الايراني للعمل معا ضد الولايات المتحدة والدول الغربية
شهد محمدعودة المتهم بتفجير سفارتي الولايات المتحدة في أفريقيا عام 1998، في جلسة التحقيق المنعقدة في 20 أكتوبر 2000، على النحو التالي
“كنت على بينة من ان بعض الاتصالات تجري بين تنظيم القاعدة و جماعة الجهاد المصري من جهة، وإيران وحزب الله “عماد مغنية” من الجانب الآخر. رتبت لعقد اجتماع في السودان بين بن لادن وعماد مغنية . وقد تمخض هذا الاجتماع عن موافقة حزب الله على تدريب عناصر تنظيم القاعدة وتزويد اسلحة الى جماعة الجهاد المصرية
الهجمات الارهابية في 11 سبتمبر
تشيرالمعلومات الاستخبارية إلى استمرار الاتصالات بين المسؤولين الأمنيين الإيرانيين وكبار الشخصيات في تنظيم القاعدة بعد عودة بن لادن إلى أفغانستان. وكان خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11سبتمبر ,قد كشف ان ايران تبذل جهودا منسقة لتعزيز العلاقة مع تنظيم القاعدة بعد هجوم أكتوبر 2000 على المدمرة الامريكية كول، جوبه ذلك بتريث بن لادن لانه لا يريد التفريط بمؤيديه في المملكة العربية السعودية والذين يعادون ايران والشيعة .
ذكر خالد الشيخ وبعض المعتقلين , عن رغبة المسؤولين الايرانيين تسهيل سفر أعضاء تنظيم القاعدة عبر إيران في طريقهم من وإلى أفغانستان .
حيث ابلغت السلطات الايرانية مفتشي الحدود الإيرانية بعدم ختم جوازات سفر هؤلاء المسافرين ( وخصوصا السعوديون) وكانت هذه الترتيبات مفيدة بشكل خاص لأعضاء تنظيم القاعدة من السعودية.
ووفقا لتقرير لجنة تحقيق 11 سبتمبر, فانه سافرمن ( 8 إلى 10 )من المشتركين ال (14) في هجوم 11 سبتمبر من السعودية الى داخل و خارج إيران للفترة بين أكتوبر 2000 وفبراير 2001.
في أكتوبر 2000، زار مسؤول كبير في حزب الله المملكة العربية السعودية ( المنطقة الشرقية) لتنسيق الأنشطة هناك. وانه يعتزم أيضا مساعدة بعض الأفراد في المملكة العربية السعودية في السفر إلى إيران خلال شهر نوفمبر 2000. حيث قام القيادي في حزب الله اللبناني باجراء اتصلات وتنسيق مع حزب الله السعودي.
في أكتوبر 2000، توجهة رحلتان تحمل بعض منفذي هجوم 11 سبتمبر من ايران الى الكويت.
في نوفمبر 2000 سافراثنان من منفذي هجمات 11 سبتمبر الى بيروت قادمين من طهران
في منتصف نوفمبر توجه 3 من منفذي هجوم 11 سبتمبر من السعودية الى بيروت ومن ثم إلى إيران.
في أواخر شهر نوفمبر عام 2000 سافر اثنان من الخاطفين مرة اخرى من البحرين الى ايران.
في فبراير 2001 سافر احد الخاطفين برحلة من سوريا الى ايران ثم سافر من داخل ايران الى الحدود الافغانية.
أكد خالد الشيخ محمد , أن العديد من خاطفي الطائرات 11 سبتمبر عبروا إيران في طريقهم إلى أفغانستان.
افادات رمزي بن الشيبة
بتاريخ 20 ديسمبر، 2000 , قبل ثمانية أشهر من هجمات 11 سبتمبر, حصل بن الشيبة على تأشيرة سفر سياحية لمدة أربعة أسابيع إلى إيران، مشيرا في نموذج الطلب , إلى أن الأسباب التي دعته لزيارة ايران كانت “السياحة والحج .
سافربن الشيبة إلى طهران في طريقه للاجتماع مع زعماء تنظيم القاعدة في افغانستان حسب وثائق سلطات التحقيق الالمانية.
من خلال افادة رمزي بن الشيبة المقدمة الى مكتب التحقيقات الجنائية الالمانية ، في التحقيق “خلية هامبورغ” ان احد أعضائها المدعو محمد عطا، الذي أصبح قائد عملية 11 سبتمبر قد شارك السكن مع بن الشيبة، في هامبورغ وعندما لم يتمكن بن الشيبة من الحصول على فيزا للدخول الى الولايات المتحدة الامريكية , أصبح المنسق الرئيسية لنقل التعليمات بين محمد عطا و العقل المدبر خالد الشيخ.
وفقا للاوراق التحقيقية للجنة 11 سبتمبر . فان عضوا آخر في خلية هامبورغ , منير المتصدق , قد ادين من قبل محكمة ألمانية بأنه متواطئ في الهجمات وحكم عليه بالسجن 15 عاما.
أظهرت الوثائق الألمانية التي سعى المحققون الالمان بعد أسابيع قليلة من هجمات 11 سبتمبر من الحصول عليها من السفارة الايرانية في برلين حول رحلات رمزي بن الشيبة الى ايران. حيث ابدى الايرانيون تعاون مع لجنة التحقيق الالمانية عندما سلموا اللجنة نسخة من نموذج طلب التأشيرة من صفحتين ملء بخط يد بن الشيبة ومرفق بها نسخة مصورة من جواز سفره.
واكدت لجنة التحقيق الالمانية ان بن الشيبة غادر يوم 31 يناير 2001 إلى إيران، وهبط في مطار طهران الدولي. وقال التقرير انه من المحتمل طار من أمستردام من خلال الوثائق المصرفية التي تبين قيامه بسحب كمية من المال من هناك قبل سفره ببضعة أيام .
وخلص التقرير إلى أن الألمان لم يتمكنوا من معرفة معلومات اضافية من الإيرانيين حول انشطة بن الشيبة في إيران وعما إذا كان قد عبرالحدود في طريقه إلى أفغانستان للقاء قادة تنظيم القاعدة في أفغانستان .
في إطار التحقيق عن دور بن الشيبة في احداث 11 سبتمبر، توصلت اللجنة الى أن زيارة بن الشيبة الأولى الى افغانستان كانت في اواخر عام 1999 والتي زار فيها مخيم تدريب تنظيم القاعدة في قندهار. ، أي حوالي نفس وقت زيارة محمد عطا واثنين آخرين من منفذي هجوم 11 سبتمبر من خلية هامبورغ وهم، مروان الشحي وزياد الجراح. وفي ذلك الوقت تعهد بن الشيبة الولاء لأسامة بن لادن في لقاء خاص جمع بينهما .
وخلال هذه الرحلة التي قام بها رجال خلية هامبورج تم مناقشة تنفيذ عملية 11 سبتمبر وأن بن الشيبة مع عطا والشحي قد اجتمعا في وقت لاحق مع خالد شيخ في كراتشي لمناقشة التفاصيل بما في ذلك “كيفية قراءة جداول شركات الطيران.
بقي بن الشيبة على اتصال مستمر مع محمد عطا في الولايات المتحدة ، وفقا لتقرير لجنة التحقيق . كما كلف بن الشيبة للقيام بواجب المسؤل المالي للعملية ، اذ قام بتحويل مبلغ 10،000 دولار إلى الخاطفين من ألمانيا، فضلا عن تحويل مبلغ 14،000 دولار في وقت مبكر من شهر اغسطس 2001 إلى موسوي زكريا، وهو مواطن فرنسي كان في ذلك الوقت يتلقى دروس طيران في ولاية أوكلاهوما.
وقد ذكربن الشيبة للمحققين في الولايات المتحدة , ” كان من المفترض ان يكون موسوي جزء من هجوم 11 سبتمبر ، ولكن خالد الشيخ أصر على ان يكون موسوي مشاركا في “الموجة الثانية” من الهجمات على الساحل الغربي للولايات المتحدة الاميركية “.
أثناء محاكمة عضو خلية هامبورغ، عبد الغني مزودي، قدم ممثلو الادعاء العام شاهدا آخر هو ، حميد رضا زكري، الذي قال انه كان ضابط سابق في وزارة الاستخبارات الإيرانية. شهد زكاري عن اجتماع عقد في قاعدة جوية بالقرب من طهران يوم 4 مايو 2001، بين قادة ايرانيين كبار مع أحد أبناء أسامة بن لادن ” سعد” وقد تم مناقشة خطة عملية 11 سبتمبر.
كما صرح زكري انه قام في وقت سابق بوضع الترتيبات الامنية لعقد اجتماع بين سعد بن لادن وايمن الظواهري في يناير 2001.
كما ادعى ايضا انه التقى مع ضابط استخبارات امريكي في السفارة الاميركية في باكو- في يوليو 2001 وقدم له معلومات تحذيرية عن هجمات 11 سبتمبر.
ايران الملاذ الامن لاعضاء تنظيم القاعدة
واصلت ايران تقديم دعمها لتنظيم القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر, حيث صرح وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد في 3 فبراير 2002, لدينا عدد من التقارير تؤكد ان ايران تقدم التسهيلات من خلال السماح لاعضاء تنظيم القاعدة بالمرور عبر ايران , واضاف ان ايران اصبحت ملاذا امنا لرجال طالبان والقاعدة وان لا دليل لدينا على عزم ايران منعهم من القيام بذلك , لقد قدمت اجهزت الامن الايرانية الامن والحماية في طهران لابو مصعب الزرقاوي احد كبار قادة القاعدة والذي غادر مع مجموعته مدينة هيرات التي تقع غرب افغانستان بعد الحملة العسكرية الاميركية.
كما تشير المعلومات الاستخبارية الامريكية , ان ابو مصعب الزرقاوي غادر افغانستان في اكتوبر 2001 متوجها الى طهران حيث قدمت له الاجهزة الامنية الايرانية الامن والحماية, وقد تلقى ابو مصعب العلاج لاحدى ساقيه في طهران قبل ان يغادرها الى العراق ومن ثم الى سوريا.
في فبراير 2003 , أفادت وكالة المخابرات المركزية الاميركية بوجود سعد الابن الاكبر لاسامة بن لادن في ايران مع بعض قيادات تنظيم القاعدة, ووفقا لمسؤولين اميركيين, ان سعد بن لادن سيكون احد قادة تنظيم القاعدة بعد ان اسقطت اميركا وحلفائها نظام طالبان.
وفي جلست استماع لمجلس الشيوخ الاميركي عقدت في فبراير 2003, قال مدير الاستخبارات المركزية الاميركية” جورج تنت” ان هناك معلومات مثيرة للقلق من ان تنظيم القاعدة قد اسس وجودا له في ايران .
الخاتمة
1. قامت ايران بتنفيذ دور اساسي في بناء القدرة العسكرية لتنظيم القاعدة بمساعدة السودان في المراحل الاولى حيث تم استخدام هذه القدرة من قبل تنظيم القاعدة في تنفيذ الهجمات ضد اهداف امريكية, مثل الهجوم على السفارة الامريكية في نايروبي وهجوم مدينة الخبرفي المملكة العربية السعودية , لقد استخدم منفذوا هجوم 11 سبتمبر 2001 ايران كمحطة تنقل رئيسية من والى افغانستان.
2. من خلال لجان التحقيق الالمانية والاميركية , تيسرت ادلة قوية على ان ايران سهلت لعبور عدد من اعضاء تنظيم القاعدة الى داخل افغانستان وخارجها قبل هجمات 11 سبتمبر وان هذه التسهيلات قدمت لبعض منفذي هجوم 11 سبتمبر, وان هناك ادلة جمعتها اللجان التحقيقية على ان عناصر حزب الله كانت تتابع عن كثب سفر وتنقل كبار المنفذين الى ايران خصوصا في نوفمبر 2000.
3. يمكن ملاحظة ان محاور تنقل عناصر تنظيم القاعدة وخصوصا منفذي هجوم 11 سبتمبر تركزت على , ايران, الكويت, البحرين, لبنان, سوريا, المملكة العربية السعودية, حيث تستطيع ايران ان تقدم الاسناد المطلوب عبر أذرعها المعلومة في هذه الدول وهي حزب الله.
* باحث في شؤون تنظيم القاعدة