23 ديسمبر، 2024 12:06 م

ايران والشيعة حالة سياسية لادينية

ايران والشيعة حالة سياسية لادينية

بداية سنركز في مقالنا هذا على المغالين العنصرين من الفرس بالشيعة ودورهم في البناء العقائدي الشيعي لأغراض سياسية وعنصرية حقداً على العرب والمسلمين من منطلق العزة بالاثم , وكيفية بنائه وتوجيهه الوجهة التي تخدمهم واهدافهم في استعادة مجد دولة الفرس بأسلوب اسلامي متطرف خارج عن الفكر الاسلامي والسياقات الدينية والتشريعية الطبيعية المتعارف عليها , واعادة سيطرتهم على العرب والمسلمين وامجاد المجوسية بأسلوب وشكل مختلف , نركز في كلامنا هذا على الجانب السياسي الباطني والعلني لا الديني , مخاطبين ذوي الفهم المدرك للمفاهيم السياسية والدينية والعقائدية السائدة والمتداولة تاريخاً وحاضراً  .

كانت الجزيرة العربية قبل الاسلام قبائل متعددة تتصارع فيما بينها عبادتها وثنية يسودها الجهل والشرك والباطل تقع تحت سيطرة الدولتين الفارسية والرومانية , دولتين وثنيتين مشركتين الفرس يعبدون النار والرومان يعبدون الاوثان قبل دخولهم المسيحية ؛ بعد سيطرة المسلمين على بلاد الشام ؛ الفرس المجوس معروفين بدهائهم وخبثهم وعنصريتهم . عند ظهور الاسلام في جزيرة العرب وأنتشاره شكل ذلك أمراً جللاً وغريباً مهولاً وعجب عجاب للعرب وما جاورهم أمر خارج التصور والسياقات المعمول بها قلب الموازين كل الموازين رأساً على عقب وشكّل منعطفاً رهيباً غيّر تاريخ البشرية , انتشر الاسلام بشكل سريع ومذهل . معروف كيف تصرف كسرى أبرويزملك الفرس  مع مبعوث الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم وأساء اليه لما قرأ الرسالة إنغاض وقطعها وقال ( يكتب لي بهذا وهو عبدي ) وطالب برأس الرسول بعث الى ( باذان بن ساسان ) نائبه في اليمن مطالباً برأس الرسول , ولما سمع الرسول بذلك قال مزق الله ملكه . بعدحرب مريرة سيطر المسلمين على دولة الفرس المجوس , فكان امامهم ثلاث خيارات إما عبادتهم النار والاوثان وجزائم القتل أو الدخول في الديانة اليهودية والمسيحية ودفعهم الجزية أو الدخول في الاسلام ويتجنبون القتل والجزية ويتساون مع المسلمين , فكّر دهاقنتهم دخلوا الاسلام مرغمين , كان ذلك في زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه تآمروا عليه وقتلوه كونه حولهم من عبادة النار لأعتناق الاسلام والتدين به وعبادة الواحد الاحد , كان الدافع لقتله سياسياً انتقام لتغيير دولتهم كدين وسياسة وكيان لا كدافع شخصي , ضلوا يسيئون لعمر وبحقد متواتر وتأليف قصص وروايات مزورة كاذبة معروفة للجميع , كان يعاني من ذلك حيث قال اللهم أجعل بيني وبينهم جبل من نار وقال ايظاً ما حن عَجمي على عربي قط لا ورب الكعبة . قاموا بأنشاء مقام لقاتله ( أبو لؤلؤة فيروز ) في اقليم كاشان منطقة باغي فين مكتوب عليه سلمت يداك يطلقون عليه ( بابا علاء الدين ) يزورونه ويتبركون به ,وهناك الكثير من الخرافات والاساطير الباطلة تغذي فكرة الحقد على الخليفة عمر بن الخطاب منها قصة كسر عمر بن الخطاب لضلع الزهرة ( فاطمة الزهراء )  و يسمون البامية ( سب عمر ) والباذنجان ( خصاوي بلال ) ولهم مثل متداول يهين العرب ( العربي في الصحراء يأكل الجراد والكلب في اصفهان يشرب الماء البارد ) يطعنون  ويشككون بالخليفة ابو بكر الصديق رضي الله عنه وطعنوا بالخليفة عثمان وتآمروا عليه ويطعنون بأمهات المسلمين ويسيؤن للرسول ( تفسير القرآن الجزء الثاني للقمي ~ سبب نزول الآية يا أيها الذين آمنوا إذا جائكم فاسق بنبأ ~ يقول إن عائشة هي سبب نزول هذه ألآية ) يعني ذلك طعن بعائشة وبمارية القبطية زوجات الرسول والأسائة للرسول نفسه  , كان ولا يزال التآمر على الاسلام والمسلمين من المغالين اليهود والفرس مستهدفين العرب بشكل خاص كونهم شرفهم الله بحمل ونشر رسالة الاسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم منهم . يلتقون في تآمرهم قديماً وحديثاً وطامعين بخيرات العرب , والفرس أخبث الجميع وأخطرهم لأنهم يتصفون بصفة الاسلام ويستضلون بضلاله ويخربونه بأسمه وبدلالاته وشخوصه ومعناه وجوهره . في زمن الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم لم تكن هناك شيعة ولا في زمن ابو بكر الصديق وبقية الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم , الشيعة ظهرت بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان , شيعة عثمان وشيعة علي فحواها سياسي وحربي , في زمن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ظهرت جماعة يألهون علياً يقودهم اليهودي الذي يدعي الاسلام عبدالله بن سبأ , عاقبهم الامام بحرقهم ونفي عبد الله بن سبأ , قال القمي في كتابه (المقالات والفرق): يقر بوجوده و يعتبره أول من قال بفرض إمامة علي و رجعته وأظهر الطعن على أبي بكر و عمر و عثمان و سائر الصحابة، كما قال به النوبختي في كتابه (فرق الشيعة) وكما قال به الكشي في كتابه المعروف (رجال الكشي) والاعتراف سيد الأدلة، وهؤلاء جميعهم من كبار شيوخ الشيعة.

الشيعة.لغة:
أطلقت كلمة الشيعة مراداً بها الأتباع والأنصار والأعوان والخاصة.
قال الزبيدي: (كل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة، وكل من عاون إنساناً وتحزب له فهو شيعة له، وأصله من المشايعة وهي المطاوعة والمتابعة) تاج العروس 5/405

الشيعةاصطلاحا:
(غلب هذا الاسم على كل من يزعم أنه يتولى علياً رضي الله عنه وأهل بيته حتى صار لهم اسماً خاصاً, فإذا قيل من الشيعة عرف أنه منهم, وفي مذهب الشيعة كذا أي عندهم.) النهاية لابن الأثير 2/244

كل أئمة المذاهب الاسلامية لم يدعون الناس لإتّباعهم بل إعتماد القرآن والسنة النبوية وسيرة الخلفاء الراشدين كمرجع أساسي وفي حالة عدم معرفة شيء ما الرجوع اليهم .

في تاريخ الاسلام ظهرت فرق وحركات كثيرة ومتعددة معضمها سلبية مصدرها بلاد فارس ولحد اليوم قابلة للظهور . فرقة الشيعة والتشيّع عربية أستغلها الفرس لأمر ذكرناه وأدخلوا عليها وأضافوا لها أموراً في الشريعة والفقه وتفسير القرآن وطرق العبادة والفهم العام والعلاقة بين المسلمين , لم تكن موجودة في زمن الرسول ولا زمن الخلفاء الراشدين . بعد تخلّي الحسن بن علي سلام الله عليهما عن الخلافة ومقتل الحسين عليه السلام والصراع بين العلوين والأموين والعباسيين والاموين والعلوين والعباسيين طابعه العام سياسي يتحمله أشخاص معيينين لا عامة المسلمين . بشكل عام الثوابت والاصول الاسلامية المعمول بها ضلت ولاتزال . في القرن الثالث الهجري قام العديد من الفرس المغالين للعنصرية الداخلين في الاسلام بأستغلال حالة الشيعة والتشيع وصياغتها بما يخدم أهدافهم وهذا الصراع بدأ مبكراً من تاريخ امتنا وهو مستمر لحد ألآن . بسبب السعي الحثيث للقيادات الدينية والسياسية الشيعية ( ألأثني عشرية ) التي لا تعتبره أختلاف عقائدي أو فكري مبرر بل صراع دموي وتناقض رئيسي يبنون عليه . منذ بداية القرن الثالث الهجري مرحلة ضعف الدولة العباسية  وسيطرة البويهين على مقاليد ألأمور في بغداد عاصمة الخلافة العباسية في عهد المستكفي العباسي عام 333 هجرية دخل الصراع السني الشيعي مرحلة خطيرة ودموية  وتصاعدت وتيرة الغلو الشيعي مثل سب الصحابة واحياء ذكرى عاشوراء كان ذلك بتوجيه من بني بويه ودعمهم , المسيطرين انذاك , ذكر ذلك أبن كثير في البداية والنهاية والسيوطي في تاريخ الخلفاء والذهبي في تاريخ الاسلام , عن احداث سنة 340 هـ وما بعدها ثم تمكن السلاجقة الأتراك المناصرين للدولة العباسية ومذهبها السني عام 477 هجرية وقضوا على فتنتهم وقتلو شيخهم ( أبي عبدالله الجلاب ) غير ان ما بذروه  انبتَ في مناطق أخرى من دولة الاسلام مثل الموصل والشام ومصر والمغرب والحجاز , على يد الحمدانيين والقرامطة والعبيديين أو الفاطمين لفترة طويلة من الزمن وكانوا السبب في انتشار التشييع والسبب في سقوط بغداد سنة 1258م وبمساعدة أشخاص بارزين في الدولة معروفين بأنتمائهم لمذهب التشيع من امثال وزير المستعصم بالله آخر خلفاء بني العباس ( مؤيد الدين بن العلقمي ) و ( الشيخ نصير الدين الطوسي ) مؤسس الحوزة الدينية في النجف الأشرف ؛؛ والطوسي هذا يقول فيه صاحب روضات الجنان ج6 ص300 وفي جملة اموره المشهورة استيزاره للسلطان المحتشم هولاكو خان ومجيئه في موكب السلطان الى دار السلام بغداد لأرشاد العباد واصلاح البلاد بأبادة ملك بني العباس الى ان اسال من دمائهم الاقذار كأمثال الانهار ؛؛ ونحوهذا تحالفهم المتكرر مع الصليبين يقول شريعتي ( ان من القضايا الواضحة وجود ارتباط بين الصفوية والمسيحية حيث تضامن الاثنان لمواجهة الامبراطورية الاسلامية العظمى والتي كان لها حضور فاعل على الصعيد الدولي ابان الحكم العثماني  . وبعدها صار العراق محكوماً من اربع دويلات بدأة بالمغول حتى عام 1337م حيث الاحتلال الجلائري الى عام 1383م أذ وقع مجدداً تحت الاحتلال التيمورلنكي الذي دمر بغداد ومدن عدة حتى انهُ صنع ابراج لجنده من الجماجم البشرية وقد انتهى عهدهُ 1411م بوقوع العراق تحت احتلال دولة ( القرة قوينلو ) التي دخلت في صراع مع الصفويين وانتهى الامر بانتصار الصفويين في زمن الشاه اسماعيل ودخوله بغداد عام 1508م ليعود معه التشيع ودخل العراق مرحلة جديدة من الصراع بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية التي حكمت ايران من عام 1501م الى 1722م وكان الصراع في اوجّهُ بين العثماني السني والصفوي الشيعي , تم تحرير العراق على يد السلطان العثماني سليم الأول عام 1514م و من ثم اعيد احتلال العراق من قبل الشاه عباس حفيد الشاه اسماعيل الصفوي بعد حصار دام ثلاث أشهر وبدأت معه ُ قصة فرض التشييع بالقوة ودام هذا الأحتلال 15عاماً ثم حررت بغداد على يد السلطان العثماني مراد الرابع عام 1638م , وفي زمن نادر شاه حاول احتلال بغداد عدة مرات فأحتل كركوك والبصرة وحاصر الموصل اربعين يوماً واندحر وفشل في محاولاته . وأستقرت السيطرة على العراق  للعثمانيين  لحين الاحتلال البريطاني بعد خسارة الدولة العثمانية في الحرب العالمية ألأولى , تلا ذلك تأسيس أول حكومة عراقية سنة 1921م . و أثناء سيطرة القاجاريون على ايران عام 1796م  كان لهم دور بارز في نشر التشييع في العراق بين القبائل العربية في جنوبه وبالأتفاق مع البريطانيون من خلال الوفود الايرانية القادمة للزيارة أو لدفن الموتى مستغلين جهل الناس وثقتهم بشيوخ عشائرهم الذين تم استمالتهم وأغرائهم بشتى الوسائل ولا زالت هذه العشائر العربية تراوح بين التسنن والتشيع .

 

 أن هذا الصراع يظهر للعلن وبشدة وتتصاعد قوّته كلما ارتبط بدولة أو بقوة تدعم او تتبنى التشييع .

 وهذه الدولة أو القوة تحرضهم ضد اهل السنة وتدعمهم مادياً ومعنويناً وحتى عسكرياً . وتكون ملاذاً لأصحاب هذه المجاميع الشيعية المغالية . وتتحالف مع اعداء الأمة للغرض اعلاه , والتاريخ والحاضر شاهدين على ذلك مثل تحالف ابن العلقمي والطوسي مع المغول ضد الدولة الأسلامية والحاضر ايظاً مثل تحالف حكام العراق الحالين الذين أتوا مع المحتل . وراحوا ينفذون برنامج أبادة جماعية ضد أهل السنة بأبشع صوره من قتل واعدامات وتهجير واعتقالات . وبدون اي مبرر معقول لا نريد ان نذهب بعيداً ونتذكر الصراع بين الصفوين والعثمانيين وكيف ان الشاه اسماعيل الصفوي حوّل اهل ايران من الشيعة الذين كانوا قلة قليلة يتركزون في ( قم وكاشان وسبسوار ) وكانوا يدينون بمذاهب أهل السنة ( الشافعية و الحنفية ) حوّلهم بقوة السيف والحيلة الى شيعة وكيف كان يضطهد السنة ويرسل البعثات الى عشائر العراق ليحولهم الى شيعة وايظاً الدولة الفاطمية وما فعلته . نتيجة هذا الصراع الصفوي العثماني عاش العراقيون فترات عصيبة من الزمن تدل الامثال على معاناتهم المريرة تلك ومنها ( بين العجم والروم بلوة ابتلينا ) والمقصود بالروم الاتراك وكذلك المثل العراقي المعروف ( أكسر عظم العجمي يطلع خـــــر …. ) . لنبدأ من تاريخ العراق الحديث وتأسيس اول حكومة مالذي فعلته الحكومات العراقية السنية المتعاقبة او اهل السنة من أذى للشيعة في العراق لم تكن هناك اية أذية تذكر أو اي اجراء غير مبرر ضدهم . مع ذلك كانوا يروّجون بمظلوميتهم الكاذبة . فما الذي حدث لينقلبو هكذا ضد اهل السنة ويمارسون الأبادة الجماعية ضدهم . بذرائع شتى آخرها أخترعوا داعش والقاعدة لأعطاء المشروعية لقتل الأبرياء من اهل السنة وأن لم يكونوا قد اخترعوها فهم السبب في ظهورها مثل ما يحدث في سوريا والعراق واليمن وحتى مصر تحتَ هذا الغطاء . ومثل أدعاء المجرم بوش الصغير أمام الشعب الأميركي و الشعوب الأوربية من ان القاعدة أذا لم نقاتلها  في اماكنها ستقاتلنا في اوطاننا . لتبرير جرائمه في العراق وافغانستان .

في تصريح للشيخ عبد الملك السعدي : يقول الحكومة تنفذ رغبات ايران بأبادة اهل السنة وأميركا راضية لأبادة من قاومهم وكسر شوكتهم في العراق .

الضاهرة الخمينية . عاش الخميني اربعة عشر سنة في العراق ضيافة وحماية بعدها استلم السلطة في ايران رداً لجميل العراق عليه رفع شعار تصدير الثورة وشعار طريق تحرير القدس يمر عبر كربلاء , أعتداء متكرر على مخافر الحدود العراقية . أعلن الخميني صراحة ان الثورة الايرانية ثورة شيعية وإمامة تقوم على خلافة المهدي الغائب من الف عام , فكانت ثورته بعد ان نافق الناس بفتاوى وتصريحات ابراز للهوية الشيعية الجديدة المرتبطة بالتاريخ الشيعي المريب والسعي لنشر التشيع بأسم فكرة تصدير الثورة ونصرة المظلومين في الارض ومحاربة الاستكبار , وهذا ما دونه في كتبه ( كشف الاسرار) و ( الحكومة الاسلامية ) والتي جمع فيها تراث اسلافه وشيوخه منذ القرنين الاول والثاني والثالث مروراً بالصفوين والقاجارين وغيرهم , يقول الخميني في كتابه الحكومة الاسلامية ص128 (نصير الدين الطوسي قدم خدمات جليلة للاسلام ) أن اعتزاز الشيعة الخمينية بكل ذلك التاريخ يعني انهم مهيئون مبدئياً واخلاقياً لتكرار تلك المواقف نفسها . ان الثقافة الشيعية بطبيعتها لا يمكن الا ان تشكل مجتمعاً متمايزاً ومنفصلاً عن ثقافة الامة بكل مذاهبها و مدارسها وتوجهاتها , فالتشيع ليس مجرد اجتهادات دينية قابلة للنقاش كما هو الحال بالنسبة للمذاهب الاخرى عقدية او فقهية . ان حقيقة التشيّع هو بناء هوية متمايزة تماماً عن هوية الامة بكل مفاصلها في ادق الامور واجلّها من النظرة الى النبوة والامامة ومصادر التشريع الى المناسبات والطقوس والرموز والفنون , وان الاجتهاد الديني والمعرفي عقدياً او فقهياً لا يمثل سوى جانب محدود لكل مايمت بصلة لهذه الامة وتاريخها ومقدساتها ورموزها ؛؛ يقول بعضهم ان انقلاباً فكرياً قد حصل على مفهوم الاسلام منذ وجود الرسول محمد(ص) ؛؛ ويقول أغلب فقهاء الشيعة بأن هناك قرآن غير المتداول حالياً يسمى { قرآن فاطمة } يخالفون امر الله ” إنّا نحن نزلنا الذكرَ وإنا لهُ لحافظون ” ما جاء في حديث فيلسوف الثورة الاسلامية الخمينية ( علي شريعتي ) الطواف بقبر الحسين هو إذاً الطواف حول الكعبة الحقيقية ــ المصدر التشيع مسؤولية ص86 . وتعتمد الحركة الشيعية على شعار( يا لثارات الحسين ) وهذه الجملة يرددها الكبار والصغار المثقفون والسياسيون وطلاب المدارس , وهي لاشك تحدد جهة العدو المستهدف وقد بررت لدى الشيعة قديماً تحالفهم مع السفاح الوثني هولاكو ونظام الملالي اليوم في ايران يمجدون ( الطوسي وابن العلقمي ) المتحالفين مع هولاكو , واليوم المقصودين بالعداوة هم السنة بشكل عام , يقول المالكي رئيس وزراء العراق السابق على اهل الانبار أنهم ( جماعة يزيد ) ليثير الضغينة والطائفية  بين الشيعة ضد اهل السنة . أن الشيعة وحدهم من بين كل الديانات والطوائف قد منحوا انفسهم صلاحية سن الطقوس والشعائر التي ترسخ مبدأ الثأر والانتقام والخصوصية عن محيطهم وشعارهم ( ماكو ولي الا علي ونريد قائد جعفري ) يقول ابن القيم الجوزية ” ان الشريعة مبناها واساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد وهي عدل كلها ورحمة كلها و مصالح كلها وحكمة كلها فكل مسألة خرجت عن العدل الى الجور وعن الرحمة الى ضدها وعن المصلحة الى المفسدة وعن الحكمة الى العبث فليست من الشريعة وان ادخلت فيها بالتأويل فالشريعة عدل الله بين عباده ورحمته بين خلقه وضله في ارضه وحكمته الدالة عليه وعلى صدق رسوله صلى الله عليه وسلّم أتم الدلا واصدقها “

سلوك الشيعة الخمينية والابادة الجماعية ضد اهل السنة نهج غير صحيح وغير مبرر ولا مقبول بالمرّة . اذا كان الصراع بين الصفوين والعثمانين له ما يبرره فالصراع الذي تقوده ايران اليوم ضد الدول العربية غير مقبول . تدخلها في العراق وسيطرتها عليه من خلال اتباعها , حزب الدعوة والتيار الصدري والمجلس الاعلى وحزب الفضيلة . وهذه كلها ترتبط بأيديولجية مشتركة ومرتبطة بالمؤسسات والمرجعيات الدينية وارتباط هذه الاحزاب مباشرة بالنظام الايراني . وتدخلها في الشأن اللبناني من خلال سيطرتها على شيعة لبنان بواسطة حسن نصر الله الذي يعتبر من ابرز واقوى الجهات الفاعلة في السياسة  البنانية . وكذلك تدخلها في شأن دولة البحرين وتحريض الشيعة فيها بالخروج والعصيان على قوانين الدولة ومحاولة السيطرة على مقاليد الحكم فيها . وتدخلها في اليمن وتحريضها ودعمها للحوثين بالتمرد المستمر واستيلائهم على السلطة فيها . نسبة الشيعة في اليمن 26% من السكان 24% زيدية و 2% أثني عشرية عملت ايران وتعمل على تحويل جميع الشيعة في اليمن الى أثني عشرية وكذلك تدخلها وتحريكها للشيعة في السعودية والباكستان وكل الدول التي فيها شيعة وتعمل على نشر التشيع في كل العالم الاسلامي بغية السيطرة على حكوماتها وشعوبها كما حدث ويحدث في سوريا والعراق ولبنان واليمن . وقتلهم الآلاف من اهل السنة وتخريب بنيتهم التحتية وحرق وتدمير مساجدهم وبيوتهم واعتقالهم وتغيير طوبوغرافية مناطقهم , وبالتعاون وموافقة الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وفرنسا , وان اعترضت هذه الدول فأعتراضاتها اعلامية فقط .

حكومة ايران الخمينية تسعى للسيطرة على الدول العربية من خلال الشيعة نفس النهج الفارسي الصفوي . وابادة اهل السنة واتهامهم ومناصبتهم العداء بدون مبرر . أهل السنة والجماعة يوميا خمس مرات بعد آذانهم يقولون ( الهم صلي على محمد وآل محمد ) وملتزمين بأسس الاسلام الاساسية التوحيد والقرآن والسنة النبوية . بعد هذه الثوابت تعد فروع وليس أصول ومن يتناقض مع ماذكرناه يعد خارج على الملّة ومن ساهم بمعاداة اهل البيت صلواة الله عليهم وقتل الحسين عليه السلام يتحملون وزر افعالهم المشينة وهم معروفون بأثمهم وعدوانيتهم وأسلافهم تشيّعوا ويعرفهم الجميع . قاتل الحسين معروف من اي قبيلة والقبائل التي قاتلت الحسين معروفة ومن احداها ( الحر الرياحي ) الذي ترك قيادتها وانظم للحسين في قتاله وقاتل أولاد مسلم والذي قتله يزيد أعتراضاً على جريمته في قتلهم معروف من أي قبيلة . هي نفسها هذه القبائل اليوم تقاتل اهل السنة والجماعة بأسم الشيعة .

هل ان الشيعة الأثني عشرية يحبون سيدنا الرسول محمد صل الله عليه وسلم ويقتدون به إسائتهم لزوجته عائشة عليها السلام إسائة لهُ حاشاه . ” ياسر الحبيب شيعي كويتي ألف كتاب عنها عنوانه ( الفاحشة الوجه الآخر لعائشة ) الذي ظم الف صفحة ويحتوي على سبعة فصول صدر عام 2011م يتداوله الكثير من متطوعي الحشد الشيعي في العراق ويتباهون به . ويزعم هذا الدعي المنافق ان عائشة هي من قتل الرسول محمد , وينظم احتفالات تسيئ لها بذكرى وفاتها مثل ما يقوم الايرانيون بالاحتفال فرحاً وسروراً بذكرى وفاة عمر بن الخطاب والاسائة اليه رضي الله عنه , ألم يعرفوا ويفهموا كيف كان الرسول يتعامل مع المسلمين وغيرهم بالحسنى والخلق العالي . أولم يعرفوا قصة اليهودي جار الرسول وكيف كان يرمي النفايات امام باب دار سيدنا الرسول عليه افظل السلام , ولما مرض هذا اليهودي زاره الرسول ألم يسمعوا بهذه الحادثة التي تدل على هذا الخلق العظيم الذي من الواجب على كل مسلم الأقتداء بهِ . وكذلك سيدنا  ألأمام علي كرّمَ الله وجههُ وأبنائهُ عليهم السلام .؟ أذا كان مايدعونه فلماذا لا يسلكون سلوكهم ويتصرفون كما تصرفوا وتعاملوا مع الناس . لنأخذ مثالاً على ذلك . يقول سيدنا علي ( ألأنسان أذا لم يكن أخاك في الدين فهو شبيهك في الخلق ) ما معنى هذا الكلام ـ ـ ! معناه التعامل الجيد بالحسنى والحق والعدل في ما بين الناس على مختلف اشكالهم والوانهم ومختلف دياناتهم ومعتقداتهم وقومياتهم وانتمآتهم ومشاربهم . أذاً من اين للشيعة الأثني عشرية الحق في القتل والتهجير واخراج الناس من بيوتهم والتنكيل بهم ونهب ممتلكاتهم لأنهم مسلمين سنة . مثال آخر ايران تضطهد السنة في ايران والعراق وسوريا ولبنان واليمن بل وفي كل العالم الأسلامي بما تستطيعهُ وتقدر علية . بالمقابل تتعامل معَ غيرهم بالحسنى بل وصل بها الحال حتى مع الوثنيين الكفرة ( عبّادين النار ) فهناك حوالي نصف مليون وثني كافر في ايران ولهم مكان للعبادة يسمى ( بيت النار) بالمقابل تأمر اتباعها في العراق وغيره بقتل المسلمين السنة في المساجد وتفجيرها وحرقها وحرق مصاحفها وقتل ألأئمة والخطباء من رجال الدين السنة فمنذ الأحتلال الى اليوم تم اغتيال اكثر من 400 رجل دين أو داعية اسلامي وبدون مسوّغ ألا لأنهم سنة . كم مسجداً للسنة احرق وأغلق وتم تفجيره وقتل المصلين فيه . بينما حسينياتهم ورجال دينهم في أمان تام مثال آخر في معركة الجمل بين المسلمين . كيف تصرفَ الأمام علي كرمَ الله وجههُ ..؟ دعى المسلمين من أتباعهِ للصلاة على المسلمين من غير اتباعهِ . . تسائل اتباع الأمام .. قائلين يا أمام كيف نصلي على من قاتلوك وقاتلونا ..؟ قال الأمام هؤلاء مسلمين أجتهدوا فأخطأُوا . فسألوه ايظاً كيفَ تحلل علينا دمائهم وتمنع عنا أموالهم ..؟ رد الأمام هذه عائشة زوجة النبي محمد صل الله عليه وسلّم من يتزوجها منكم ..؟ قالوا وكيف ذلك يا امير المؤمنين ..! . لايجوز لأنها أمنا قال الأمام فقيسوا أذاً على ذلك . سألوه ايظاً من سيدخل الجنة والنار نحن ام هم رد عليهم ” من خرج لله ولرسوله منا او منهم يدخلون الجنة ومن خرج للقتال لغير ذلك يدخلون النار ”  طه حسين الفتنة الكبرى . مثال آخر القصة المعروفة بين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه واليهودي وكيف وقفا سويةً أمام القضاء .

ومثال قوي آخر : تنازل سيدنا الحسن بن علي بن ابي طالب سلام الله عليهما عندما سئل عن سبب تنازله عن الخلافة لمعاوية بن ابي سفيان ـ قال ـ تنازلتُ عنها حقناً لدماء المسلمين ولم يخص بقوله هذا اتباعه فقط بل كان يقصد كافة المسلمين من اتبعهُ أو أتَّبَعَ معاوية . لماذا لاتعتبر به المرجعيات الدينية الشيعية وتثقف عليه وهو ثاني أئمتهم . يالروعته وإيمانه وصدقه إيثار سلامة المسلمين على كل شيء

أذاً لماذا غلاة الشيعة الأثني عشرية لا يتّبعون أمامهم في أقوالهِ وأفعالهِ . ولماذا يتخذون من لغة القتل والتهجير والتنكيل بأهل السنةِ دون غيرهم في الماضي والحاضر منهجاً منتظماً لهم وألى متى يبقى هذا الحال الخطئ هل يبقى الى أبد الآبدين . ؟

الجواب ماقالهُ الشيخ الجليل المرحوم صبحي الهيتي .

قال في مقابلة تلفزيونية أن الفرس دخلوا الأسلام مجبرين تحتَ ثلاث خيارات . أن بقوا على عبادة النار فهم كفرة وسيقتلون أو يدخلوا في ديانات اليهود او المسيحيين ويدفعون الجزية أو يدخلون دين الاسلام ويتخلصون من القتل والجزية . فأختار دهاقنتهم الدخول في الاسلام للتخلص من القتل ودفع الجزية وتخريب الاسلام من الداخل وفعلاً عملوا ويعملون بهذا المبدأ . ومن شعاراتهم وأمثالهم التي يعملون بها ( أذبح عدوك بالقطنة ) وهذا مايحصل اليوم في العراق وغير العراق تجاه اهل السنة .

ويقول الشيخ الجليل المرحوم صبحي الهيتي . أن الأقوام التي دخلت الاسلام كانت كمن كان يعاني من عطش شديد وأرتوى بالأسلام . ألا الفرس شربو كأس الأسلام مجبرين  وعلى مضض , ولذلك كانوا مناوئين لهُ . أذ كيف لهذا العربي أن يحمل هذه الرسالة العظيمة ويحطم أكبر دولتين للشرك في ذلك الوقت الدولة الرومانية والفارسية . هم لايستسيغون ذلك . فبدأوا بأشعال الفتن والتخريب بالأسلام من الداخل وأتخذوا من فرقة الشيعة المدخل المناسب لأعمالهم الأجرامية تجاه أهل السنة والجماعة متناسين أو متغافلين عما قالهُ الله عز جلالهُ وما قالهُ سيدنا الرسول صل الله عليه وسلم وما قاله الأمام علي كرمَ الله وجههُ وبقية الصحابة الأطهار في أصول العلاقة فيما بين المسلمين  وغير المسلمين من البشر  .

الحكومات تمتلك قدرات قانونية ومالية واقتصادية وسياسية وعسكرية هائلة . ما يجعلها مسؤولة عن تحقيق العدالة الاجتماعية . لكن الحكومة العراقية كونها طائفية فهي اليوم اجساد فارغة من العقول , قادرة على القمع فقط لكن غير قادرة على تحقيق العدالة الأجتماعية أو تغيير مجرى الأنهيار الكبير الذي يعيشه العراق . حكم القانون الذي يتشدقون به ِ يفترض ان يكون التعبير الاسمى للسياسة , وهو ضمانة لحقوق الأنسان . لكن المشكلة هو فقط بنود على الورق لا تظمن شيئاً ولا تمنع حالة الأنهيار التي يعيشها العراق  . في الأنظمة الديمقراطية الحقيقية وليست الديمقراطية المزيفة التي ينتهجها النظام العراقي الحالي . يمكن تغيير السياسات العامة عن طريق ( الوسائل السياسية التقليدية ) كالضغط السياسي مثل الاعلام والانتخابات والتظاهرات والعصيان المدني . المشكلة هذه الوسائل تعجز اليوم على اجبار الحكومة من تغير أي شيئ أو العدول عن اي اجراء خاطئ تريد اتخاذهُ .الحكومة عاجزة عن معالجة معظم معظلاتنا البيئية والاقتصادية وفي مجال الطاقة والوضع الامني المتردي . واضحى المجتمع المدني تحت ظل هذه الأعتبارات كائن متهلهل هزيل لامعنى لهُ تم استبداله بكيانات متردية , كالمذاهب . العائلات . الأثنيات . العصابات . المجموعات المالية المغلقة . العشائر . المناطق . نحن اليوم لسنا مجتمع بالمفهوم الصحيح لهذا المصطلح . بل شبكات ضخمة كبيرة من الافراد يشكل فيها الأكتئاب والامبالات واليئس والبؤس الظواهر السياسية الأكثر شيوعا . ما يعزز قولنا هذا تصريح لأياد علاوي رئيس وزراء عراقي سابق من على احدى الفظائيات العراقية يوم 13/ 4 / 2014 أن ايران تآمرت على العراق ومنعت تداول السلطة بشكلها الصحيح في سنة 2010 حيت من المتعارف عليه أن الاستحقاق للفائز بالانتخابات وليس الى الكتلة الأكبر . على ايران ان تتعايش بسلام مع المحيط الاسلامي والعربي ماتفعله من سياسة عدوانية يصب في مصلحة أعداء العرب . أسرائيل والدول الاستعمارية وعلى رئسها اميركا . على رجال الدين الشيعة والسنة في ايران وغيرها ان يعملوا ويتعاملوا بـــ المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه قال الله تعالى: (وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ )(الحج:30) وقال تعالى:(وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج:32)، (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ)(الحجر:88)، وقال تعالى: (مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً )(المائدة:32).