توطئة ..
هادي العامري .. رجل ايران القوي في العراق لاينكر ذلك احد بما فيهم العامري نفسه وعلى مدار السنوات الماضية عمل في مجلس النواب والحكومة وحارب داعش ضمن اجندة ايرانية وحقق نجاحات وانتصارات واخفاقات وتجاوزات سواء في الحكومة او في حرب العراق على داعش وفي الانتخابات الاخيرة كان احد فرسي رهان وجاءت قائمته خلف سائرون مباشرة مما جعله من مقرري مصير العراق في السنوات الاربعة القادمة وحمل طموح لايخفيه في ترأس الحكومة القادمة وفاوض الكتل الاخرى من موقع قوة رغم ان غبار اتفاقات الكتل لم ينجلي بعد عن الكتلة التي تشكل الحكومة .
خميس الخنجر .. بزغ فجره بشكل مباغت بعد سنوات من سقوط نظام صدام حسين وظهر للعلن اسما مؤثرا وقائدا وممولا لساحات الاعتصام وكان الجدول الذي تجري به اموال الخليج من منابعها في قطر والسعودية ودول اخرى لتصب في جيوب بعض الساسة من اجل تشكيل كارتل معارض ومقاوم لكل ماتقوم به ايران في العراق والرجل لايملك من الادوات غير المال لكنه بطموح رهيب يسعى للوصول الى سدة الرئاسة وقد نجح في كبح طموح باقي الساسة الاخرين من منافسته في هذا المسعى بعد ان اصبح البوابة الوحيدة للمال الخليجي وقاده حلمه ورغبة اصحاب المال مؤخر لالتقاء ممثل ايران وجها لوجه في بعداد من اجل ترتيب الامور وتقاسم الغنيمة بين ايران والسعودية .
والسؤال ماذا حمل الخنجر في جعبته من شروط للشراكة السعودية الايرانية وماكان رد العامري عليه ؟.. الجواب ليس بسيطا وليس مستحيلا خصوصا ونحن نعرف ان الرجلين ليس اصحاب قضية وطموحهم الشخصي في رئاسة الحكومة والبلد هو غطاء لاضفاء نوع من المشروعية الوطنية على اللقاء الذي هو بعيد عنها وخلال الخمسة عشر عام تحارب الطرفان بلا هوادة على اديم العراق ولم تفلح ايران في اقصاء السعودية كما لم تستطيع السعودية اخراج ايران من العراق رغم كل ماكنتها الحربية التي ادامت اشتغالها من ايام القاعدة حتى داعش وربما اوصل الطرفين فشلهم في اقصاء بعضهم الى القناعة بالجلوس الى طاولة المفاوضات لتقاسم الغنيمة من دون اللجوء الى استخدام ادواتهم القديمة (المليشات والدواعش ) وان يكون التقاسم دستوري وتحت قبة البرلمان وربما انستهم فرحتهم بالتوصل الى تفاهم افضى بالجلوس الى طاولة مفاوضات سيدهم او الشيطان الاكبر(امريكا ) وربما حصلوا على موافقتها او مباركتها ومن يظن ان ايران ذات موقف اضعف من السعودية بسبب العقوبات فهو واهم لان السعودية ايضا تعاني من جرح نازف في اليمن يثقل كاهلها ويرهق خزائنها لذا فالطرفان متساويان باغلب الاشياء و(مفيش حد احسن من حد ) حتى بالعلاقة مع الشيطان الاكبر وجلوسهم لطاولة المفاوضات ضرورة تقتضيها مصلحة امريكا اولا ومصلحتهم ثانيا لكن على ماذا يتفاوضان ؟ وهل تقبل ايران بحل المليشيات مقابل انهاء السعودية دعمها للمسلحين ؟ لااظن لان هذا يصب في مصلحة العراق وكلاهما لا يفكر الا بمصلحته .. اذا تبقى البندقية في الظل حتى وقت الحاجة لها ولاخوف على وضع المسلحين من كلا الطرفين في الوقت الحاضر لكنهم ينشغلون الان بشكل جدي في تقاسم البرلمان والحكومة بشكل يضمن للبلدين فأن افلح الرجلان برسم شراكة قد ينعم العراق بفترة هدوء نسبي من الاحتراب مع استمرار السيطرة الايرانية والسعودية على مقادير الامور في العراق والعمل الممنهج على تخريبه وان فشلا فسيتضاعف الهم بتناحرهم من جديد ومحاولة كل طرف طعن الطرف الاخر لكن تكون الطعنات في خاصرة العراق .