التوترات بين السعودية وايران اجهضت اجتماع اوبك في قطر لتجميد الانتاج النفطي ستة اشهر كي تتم المحافظة على سعر برميل النفط وزيادته.
العلاقات السياسية السيئة بين قطبي الانتاج جعلت مصداقية اوبك في الحضيض وانهارت آمال الحكومات الاخرى على الخروج بنتائج ايجابية تسهم في تحقيق سعر مقبول للنفط.
وفوراً انحى بالائمة المنتجون الاخرون والخبراء على البلدين اللذين يبددان ثروتهما في صراع لا طائل منه وينعكس سلباً على الاحوال المعيشية في كليهما وفي البلدان الاخرى، ويستنفد مدخراتهما، ويشكل دلالة على ان هذه الحكومات التي لا تراعي مصالح شعوبها وتعظم ثرواتها ولا تأخذ بنظر الاعتبار الاثار السيئة على بقية الدول، هي دول لا ديمقراطية وصناعة القرار فردية وليست هناك مشاركة وطنية فيه.
وحال انفض اجتماع منتجي النفط تدهورت اسعار النفط وانخفضت، واكثر من هذا يتوقع في اطار التنافس السياسي غير المشروع ستلحق اضراراً اكبر بالمنتجين، حيث تسعى كل من السعودية وايران الى الحصول على حصة اكبر في السوق العالمية التي لا يمكن تخطيها الا بالمزيد من الحسومات الكبيرة على سعر برميل النفط.
منذ الاعلان عن نية اوبك تجميد الانتاج او تخفيضه اذا سارت الامور بالصورة الصحيحة والحرص على المصالح الوطنية للمنتجين من دون جعل السياسية العامل الاول في تحديد السعر ارتفعت اسعار النفط شيئاً فشيئاً مع قرب موعد الاجتماع ، الى جانب ان روسيا والعراق ،اذ كان يتحجج بعض المنتجين انهما لن يلتزما بالتجميد او التخفيض، اعلن كلا البلدين صراحة انهما مع التجميد وتخفيض الانتاج بين (2-5)% وبذلك سقطت الحجة الايرانية، ولكنها لم تلتفت الى هذين الموقفين واستمرت بالاعلان انها سوف تنتج المزيد من البراميل النفطية في صراع مفضوح مع السعودية التي لا تقل تعنتا عن الموقف الايراني، وترى فيه لي ذراع ومحاولة لفرض سياسات غير واقعية لا ينفع معها الا اغراق السوق وتقليص الفائدة من الانتاج الزائد الى ادنى حد ممكن .
ايران تعتمد على حالة رفع العقوبات عنها واطلاق الارصدة المجمدة، ولم يعد يهمها انخفاض اسعار النفط كثيراً،لاسيما انها استطاعت ان تجد موارد اخرى، بما فيها تنشيط التبادل التجاري مع العراق لصالحها الذي يدر عليها مليارات الدولارات الى جانب تحسنه مع بلدان اخرى وتطور سوقها الداخلي، ومع ذلك هذه الموارد ستصل الى حد الكفاية الذي لا يلبي حاجتها،ولا فائدة من عناد لا يخفف ما يعانيه الشعب الايراني من تدهور في احواله المعيشية حتى انه لم يلمس تحسناً كبيراً من رفع العقوبات المفروضة على حكومته.
اما السعودية فقد ازدادت اعباؤها وتعاني ميزانيتها من عجز وفاتورة الحرب في اليمن والتدخل في سوريا في ارتفاع مستمر وباتت باهظة، واقتصادها مضطرب والاحتياطي النقدي تقلص بشكل ملحوظ منذ العام الماضي، وربما يتكبد خسائر اكبر فيما لو حملتها الولايات المتحدة مسؤولية احداث 11 ايلول الارهابية، كما بدأت بعض بلدان الخليج العربي تتملل من السياسة السعودية التي تنعكس سلباً على اقتصاداتها.
ليس امام المنتجين من اوبك وخارجها الا تشديد الضغوط على البلدين ايران والسعودية لانهاء التوتر فيما بينهما وبناء سياسات نفطية بناءة لا تؤثر على بقية البلدان وتسهم في ارتفاع اسعار النفط ، طبعا هذه الضغوط بحاجة الى اجراءات ملموسة مؤثرة تجعلهما يعيدان التفكير فيما ينتهجان من سياسات ضارة.