23 ديسمبر، 2024 10:33 ص

ايران والسعودية ..

ايران والسعودية ..

الموت والفقدان في (شعاب ) مكة وتصفية الحساب في مضيق هرمز !!
اعتدنا على مر السنين على وقوع احداث في مكة خلال موسم الحج لاتخرج من نطاق الفردية يتوفي عدد لايتجاوز اصابع اليد في مكان نتيجة خلل ما او حالة قدرية لكن هذا العام خرج برمته عن الاعتياد في كل شي فقد تجاوز عدد الحوادث المعقول وفاق رقم الموتى كل التوقعات والحادثة الاكثر غرابة هي وجود (مفقودين ) خلف الاحداث حتى بدا عرفات كأنه جبل يحتمي به خارجون على القانون او عصاة وبين عرفات ومنى والمقام الرمزي للـ (شيطان ) جرى سجال بين الموت والحجيج وسط عجز تام للدولة المسؤولة عن ادارة اماكن الحج ( السعودية ) وكان العدد الاكبر من الحجاج الموتى والمفقودين من ايران الدولة التي تخالف السعودية في المذهب وتناصبها السعودية العداء المذهبي ويشتد بينهما التنازع حول السيطرة على الخليج الذي يحمل في ضفته الشرقية اسم (خليج فارس ) وعلى الضفة الاخرى ( الخليج العربي ) ويتناقضان حتى في علاقتهما مع امريكا اذ تسميها ايران بـ( الشيطان الاكبر) في حين تصفها السعودية بالصديق والحليف الاكبر , من هذه الاختلافات ترسب العداء بين الدولتين ومن قضية الحجاج وخصوصا المفقودين وتقصير السعودية في توفير حج آمن تصاعد الاختلاف واستحضر كل طرف مافي صدره من احن وبغضاء وحقد على الاخر .( انعكس الخلاف السعودي الايراني على شكل جدل وتلاسن اعلامي وسياسي متصاعد على ارضية الكارثة التي وقعت في منى، حيث مات ما يقرب من 800 حاج اثر تدافع امام مشعر رمي الجمرات، من بينهم 136 ايرانيا، وما زال هناك 344 مفقودا.ايران اخذت موقع الهجوم، واستخدمت كل ما في حوزتها من قذائف من العيار الثقيل، ابتداء من السيد علي خامنئي، المرشد الاعلى، الذي طالب المملكة العربية السعودية باعتذار رسمي للامة الاسلامية والاسر المفجوعة، وتحمل المسؤولية كاملة عن هذه المأساة، وانتهاء بالسيد حسن روحاني، رئيس الدولة الايرانية، الذي استغل خطابه يوم السبت امام الجمعية العامة للامم المتحدة للمطالبة باجراء تحقيق شفاف. وعلى الجانب الاخر اتخذت السعودية موقفا دفاعيا من خلال (تصريحات ادلى بها الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي البلاد، الذي برأ القيادة السعودية من اي مسؤولية عن هذه الكارثة، عندما قال “ان التدافع كان امرا لا يمكن للبشرالسيطرة عليه، واضاف مخاطبا الامير محمد بن نايف ولي العهد ورئيس اللجنة العليا للحج انتم غير مسؤولين عما حصل لانكم بذلتم الاسباب النافعة المتاحة لكم.ولكن السيد عبد الله آل الشيخ رئيس مجلس الشورى السعودي ذهب الى ما هو ابعد من ذلك، عندما حمل الحجاج بطريقة غير مباشرة بالمسؤولية عما لحق بهم، عندما شدد على اهمية التزام الحجاج الانضمة والتعليمات التي تتخذها الاجهزة الامنية المعنية لخدمتهم والسهر على راحتهم ) .
والنزاع الاخير بين الدولتين مرشح للتصاعد في الايام القادمة واقتراب الخصمين من بعضهم بعد حرق المسافات بينهما في ظل معطيات ومتغيرات على الساحة الدولية عموما والاقليم خصوص فأيران التي اصبح وجودها العسكري في سوريا والاستخباري في العراق معلن ومشرعن من خلال عضويتها في التحالف الرباعي الذي يضمها الى جانب روسيا وسوريا والعراق وسط صمت مريب لامريكا حليف السعودية ولو الى حين تجد انها تحارب السعودية على جبهتين في سوريا والعراق ولاضير ان فتحت جبهة ثالثة تكون الاراضي السعودية ساحتها بعد جس نبض امريكا من خلال وجود فعلي للتحالف الذي هي عضو فيه على الاراضي السورية ومحاربة الجماعات المعارضة للاسد والتي تمولها السعودية وقد تتخلى سريعا عن العراق وايران لو تمكنت من فتح الجبهة الجديدة على الاراضي السعودية والتي هي اقرب لصواريخها وطائراتها من سوريا ومحاربتها على ارضها احب لها من محاربتها على مكان اخر وقد تكون بدأت بأخذ عدتها لحرب ربما رسمت خرائطها واهدافها قبل (30 ) عاما في حين ترى السعودية ان دول الخليج الاخرى هي عمقها وبعدها الاستراتيجي هو حليفتها ( امريكا ) وخلفها العالم واضعة في حساباتها ان نظرة العالم الى ايران قد تغيرت بعد الاتفاق النووي  متخوفة في نفس الوقت من موقف امريكا وابتزازها الذي تستحضره في كل مناسبة تتعرض بها السعودية ودول الخليج الى خطر معين .
وهناك رغبة ملحة لكلا الطرفين في توجيه ضربة قاصمة لظهر الاخر لكن كل طرف منهما يشترط لتوجيه هذه الضربة امرا مخالف للاخر متطابق في جهة الاختلاف اذا تحتاج ايران سكوت امريكا وعدم تدخلها في النزاع لصالح السعودية لكي تنفرد بها وتصفي معها حساب تراه ايران ابتدأ من واقعة ( السقيفة ) في حين ترغب السعودية ان تكون امريكا بعدها وسندها وذراعها الطويل وحليفها الحامي لها مثلما حصل في الكويت عام 1991 حتى تستطيع توجيه ضربة مدمرة لايران وتصفية حساب ابتدأ منذ ان غرز ( ابو لؤلؤة ) الفارسي خنجره في جسد الخليفة الثاتي . لكن امريكا التي خبرت كلا الطرفين وعرفت مكامن الضعف والقوة فيهما تحتفظ بغموض موقفها حتى اللحظات الاخيرة ليس لترتب اوضاعها لكن لترى بوضوح هم . الطريق الموصل يدها لكتف يؤكل بدون حرب وان اضطرت لغمس يدها في حرب جديدة فهي تحتاج الى اعداد الفاتورة قبل اقلاع طائراتها وفي كلا الحالين هي الرابحة والخاسران