اذا كان الانسان لا ينطلق للحصول على الحقيقة ولا يبحث الامور بموضوعية فانه الى شطط دائما ولا تكون النتائج صحيحة وان انخدع بها البعض الى وقت لان الشمس ستبزغ ويولي الظلام ، ولان الجليد لا يصمد امامها ولا يعتقد الذي يذهب هذا المذهب ان الناس لا تحلل ولا تتامل ولا تعرض الامور على الواقع ، بالاخص في الوقت الراهن الذي اصبح فيه المتلقي للخبر محللا لكثرة وانتشار الاوساط الاعلامية بكافة صنوفها ، فاذا كان الكاتب والباحث في نفسه شئ من غل او حقد او تحامل فان الموضوع يخرج متاثرا بهذا المرض فلابد للوليد ان ياخذ من صفات امه قبحا او حسنا ولا بد للموضوع ان ياخذ من الكاتب خبثا او موضوعية .
يحلو للبعض ان يرى الامور بعين واحدة وان يفكر بعقلية النصف وان يغلق باب الضمير ويقلب الصورة راسا على عقب ليخدع السذج والبسطاء وليكتب ويصرح ما يحلو له فيكون النتاج سمجا غثا مثيرا للغثيان من كثرة الدوران والالتفاف على الحقيقة والتزوير والتشويه واللعب والكذب بالاخص اذا كان الموضوع يتصل بايران فان الطاقات تظهر وتهب كل مواهب الكاتب وقابلياته من اجل النيل منها ولربما يلصق بها تهما لم تخطر على بال كتعطل المسبار سكيابارلي على المريخ او ذوبان الجليد في القطب الشمالي وانفلونزا الطيور كل هذا سببه ايران منطلقين بذلك من كذب وكذب وكذب حتى يصدقك الناس ان هؤلاء يعانون من انحراف في البصر والبصيرة يحتاجون الى تصحيحها.
ولابد من كلمة حق وان كانت ثقيلة على هؤلاء لماذا هذا التحامل على ايران والانتقاص منها بل كان من الاجدر بهم ان يقولوا الحقيقة والصدق من ساعد العراق في محنته غير ايران في صد هذه الهجمة البربرية الظلامية من خوارج العصر المتخلفين دواعش القتل والذبح والاغتصاب والخراب الذين كادوا ان يسقطوا بغداد بتواطئ الاكراد وال النجيفي بالتنسيق مع تركيا ( الاردوغانية ) وتحت الضوء الاخضر الاميركي لولا هذه اللفته الالهية التي جاءت على لسان المؤسسة الدينية في النجف الاشرف وانقذت الامة في اللحظات الاخيرة .
هل من قدم الشهداء حتى من كبار الضباط ومنتسبي الجيش في سبيل الدفاع عن المقدسات جنبا الى جنب مع الجيش والحشد الشعبي وهذا حسن حتى اذا كان الجواب لكي يدفعوا عنهم وعن حدودهم خطر الدواعش ، اليس هذا افضل من العرب الذين اكتفوا بالتفرج والسكوت بل شمتوا على ما يمر به العراق وياليتهم اكرمونا بسكوتهم بل ابوا الا ان يزيدوا في احتراقه فلم يقصر الاخوة في العروبة بارسال ” حيواناتهم ” المفخخة ومدوا هذه الموجة الظلامية التي اجتاحت البلد بالمال والسلاح والاعلام الذي كان من الاجدر بهم ان يوجهوه ضد من احتل القدس ودنس المقدسات الاسلامية واهان حرمة البشر واعراضهم وعمل كل ما يخطر ببال من جرائم وانتهاكات وتجويع واذلال بحقهم .
هل شاهدنا ايرانيا مفخخا همّ ان يفجر الابرياء مُسك وعُرض على شاشات التلفزيون وهل راينا سلاحا ايرانيا يستعمل ضد الشعب او سيارة مفخخة صنعت في داخل ايران وادخلت العراق وهل راينا الحدود الايرانية العراقية مسرحا لخروج ودخول الارهاب وهل سمعنا وزير خارجية ايران يصرح ضد الحشد الشعبي والجيش العراقي كما يفعل الجبير اذ لم ينفك هذا التافه عن تصريحاته الطائفية الكريهة هل تطاولت ايران على اعراض العراقيات كما فعلت جريدة الشرق الاوسط السعودية ضد اعراضنا وشرفنا هل استقبلت ايران وآوت البعثيين كما فعلت الاردن وقطر والسعودية هل هجرت ايران وابعدت العراقيين لانهم شيعة عن اراضيها كما فعلت الامارات .
هل امتنعت ايران من الاعتراف بالعملية السياسية في العراق واعرضت عن ارسال سفيرها الى بغداد كما فعلت السعودية هل انتشرت صور صدام في شوارع طهران كما انتشرت صوره جنبا الى جنب مع ملك البحرين في المنامة بدراية الحكومة هل شكر العرب الشعب العراقي كما فعلت ايران بعد انقضاء مراسيم الاربعين عرفانا منها بكرم العراقيين ومحبتهم لاهل البيت ” العرب ” وكتبت كل محافظة ايرانية وفي ساحتها الرئيسية عبارة ( نشكر الشعب العراقي ) هل صرح السفير الايراني في العراق تصريحات طائفية سمجة رعناء كما صرح وتدخل السفير السعودي السابق في بغداد السبهان حتى طرد من العراق متاخرا هل مسك العرب حدود العراق وامنوها من دخول الارهاب كما فعل الايرانيون هل اصدر عالم دين ايراني الفتاوى بقتل الشرطة العراقية والجيش كما فعل شيخ الفتنة وشيطانها القرضاوي ، هل حطمت ايران تاريخ العراق واثاره وتاريخه ام اولئك الاغبياء الجهلة الذين دفعتهم اميركا والعرب .
من هو الذي ابقى على تماسكك الدولتين سوريا والعراق ودفع عنها خطر السقوط في الهاوية غير ايران وحفظتها من دمار شامل لا تقوم منه لقرون ولاصبح البلدان اثرا بعد عين واذا كان المتقولون يتمترسون بسليماني الذي ما انفك قائما على ألسنتهم واقلامهم ذما وتجريحا وتعنيفا لدخوله العراق وتجوله في الموصل والفلوجة فهو بطلب ودعوة الحكومة الذي ما جاء الا لمد يد العون والمساعدة بالمشورة والاسناد والنصح هذا الرجل الذي اصبح عقدتهم والغول الذي يؤرقهم .
ان وجوده افضل واشرف من وجود ابو بكر البغدادي البعثي المتصهين الذي اشبع الشعب قتلا وذبحا وتدميرا واغتصابا ، البغدادي الذي هو احد افراد فدائيي صدام موت يمشي بين الناس وينشر الرعب واشرف من اولئك الذين باعوا الوطن بالرخيص وارتموا باحضان اعدائه ليخرجوا علينا بكلام زور وكذب وافتراء على الحقيقة والدفاع عن اعداء الوطن وقاتليه بكل صلف وغرور . سليماني على الرغم من الذين في قلوبهم مرض جاء ليحيي العراق الذي تخلى عنه اخوانه في احلك الظروف واصعبها ويحميه من هؤلاء (الجرابيع ) التافهين الوسخين ليدافع عن اطفاله ونسائه وحضارته منطلقا من منطلق اسلامي بعيد عن الطائفية والقومية التي يكرهها دينه وعقيدته .
لا اريد ان ادافع عن ايران او سليماني بقدر ما اريد ان اثبت هذه الحقائق التي لا بد منها وان ثقلت على الضعفاء امام ( الدولار) والذين داسوا شرفهم وضمائرهم من اجل حفنة من
الدنيا تنقضي سريعا وينتظرهم حساب عسير وكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها من الذين يظهرون على شاشات الفتنة والهبوط والظلام ليتمشدقوا بلسان الشيطان ليزوروا ويشوهوا الحقائق وليطعنوا بالحشد والجيش ويتطاولوا على رموز مذهب اهل البيت ( ليقبضوا بعد ان يختفوا ) كبرت كلمة تخرج من افواههم كونوا منصفين واحرارا ولو لمرة واحدة وانى لكم ذلك وقد سقطت قطرة الحياء منكم واشتدت لحومكم من الحرام فكل من يصرح ضد الحشد الشعبي الذي ملأ بالشهداء المقابر فانه عدو لهذا الشعب لانه يعرف حقيقة في قرارة نفسه وهي لولاه لكان العراق اثرا بعد عين ولديست اعراضكم بفتوى جهاد النكاح ولكنه دعس على ضميره بحذاءه ليصرح ضدها فكل من يتجاوز هذه الحقيقة فهو عدو لها نعم ان جريمة ايران الكبرى انها اتخذت التشيع لاهل البيت مذهبا .
لا امان للعراق الا بالوحدة والاندماج مع ايران التي تربطنا بها روابط الدين والعقيدة والجيرة والتاريخ والمصير نندمج ونتحد معها لا اتحاد التابع للمتبوع بل اتباع مصلحة البلدين جيشا واقتصادا لا يخيف اسرائيل ولا اعداء الاسلام مثل هذه الخطوة التي ستزلزل وجود الكيان الصهيوني والذي سيقلب الحسابات في المنطقة والعالم ويحدث تغيرات لصالح البلدين فان منعوا مصر من الاقتراب من ايران فلا يمنعونا منه معها نعم لهذه الوحدة التي سترجع الحق والكرامة المهدورة منذ سنين .