في الايام الاخيرة التي مضت خرج وزير الخارجية الايراني معلنا عن تقديم استقالته من منصبه بعد لقاء رئيس النظام السوري بشار الاسد بالمرشد الايراني علي خامنئي على انفراد دون حضور وزير الخارجية وكذلك تبعه اجتماع بين الاسد وروحاني وقاسم سليماني وهذا ان دل على شئ فإنه يدل على عدم وجود توافق ايراني كامل حول ما يجري من السياسة الايرانية في سوريا او البلدان العربية الاخرى التي تتدخل ايران في امورها جليا وتصدر ما تسميه هي الثورة الاسلامية فبخروج ” محمد جواد ظريف ” من الحكومة الايرانية يعني ضربة قوية للنظام الايراني فـ ” الشيطان الاكبر ” اي ظريف وهو اللقب الذي يلقب به من قبل منافسيه في الغرب كان الميزان السياسي لايران الذي كان ينقذ ايران من ازمات سياسية كبيرة اولها هي الاتفاق الايراني حول البرنامج النووي في عهد اوباما الذي ظلوا يماطلون فيه بفعل دهاء ظريف وقدرته على السياسية الفذة. لم يكن ظريف سياسي وليد اللحظة فهو سياسي محنك وعنصر حزبي من الطراز القديم او الرعيل الاول فعندما كان شابا ارسلوه اهله الى الولايات المتحدة لكي لا يلقى القبض عليه من قبل حكومة الشاه انذاك لانتمائه للقوى الاسلامية في ايران منذ ريعان شبابه الامر الذي جعله مطلوبا في ذلك الوقت ,وهناك في الولايات المتحدة اكمل دراسته في العلوم السياسية وحصل على الدكتوراه ولقد كان له دور مهم في اعادة هندسة العلاقة بين ايران والعراق في تسعينيات القرن الماضي ومن هناك ظهرت قدرته السياسية الفذة في السياسة الدبلوماسية . ومن الجدير بالذكر ان روحاني سيكون الخاسر الاكبر او الحكومة الايرانية وسيعود الحكم الايراني “دكتاتوريا ” بعدما كان يحمل شيئا من الديمقراطبة ولو كان قليلا فظريف لا يريد لايران ان تتدخل بشؤون الدول العربية كونها ستجلب المضرة لايران اكثر مما تستفيد والحصار الاقتصادي على ايران الذي لازال قائما هو اكبر دليل على ذلك , ولا ننسى المظاهرات الايرانية التي خرجت في مدة ليست ببعيدة والشعارات التي طالب بها الايرانيون بعدم تدخل ايران في سوريا …
ان ايران الان دخلت المرحلة الاخيرة من الانهيار السياسي والاقتصادي وسيؤدي ذلك الى قيادة ايران من قبل الحرس الثوري الايراني مع الولايات المتحدة في مواجهة عسكرية قد يطول امدها لمدة ليست بالقصيرة , وان هذه الاساقالة تعني عزل روحاني ولاريجاني عن السلطة الفعلية كما نوهنا سابقا وبدأ العد التنازلي لحرب جديدة قد تصبح عالمية مستقبلا فأيران لديها حلفائها وفي رأس القائمة روسيا والتي بدورها لن تقبل ان تقاتل ايران وحدها على الرغم من تخليها عن حلفائها السابقين كالعراق ولكنها لن تتخلى عن اي حليف بعد العراق , فسوريا لم تتخلى عنها الى حد الان كونها الحليف الاخير لها على البحر الابيض المتوسظ وايران من الدول الكبرى وموقعها الاستراتيجي القريب عليها فاذا تغير النظام اليراني اي ان الحديقة الخلفية لروسيا اصبحت مكشوفة استرتيجيا تحت يد الولايات المتحدة الاميركية العدو السياسي اللدود لروسيا الذي دمرتها في تسعينيات القرن الماضي ولا تزال تعاني من تلك الضربة بعد اعقاب الحر ب الباردة .
ومن الجدير بالذكر ان العراق سيكون هو ساحة الحرب المستقبلبة على المستوى الحربي والسياسي ولقد صرح اليستر بيرت وزير الخارجية البريطاني لشؤون الشرق الاوسط بعدما اعلن الرئيس الاميركي ترامب عن سحب قواته من سوريا انه ” على العراق ان لا يعتمد على ايران اقتصاديا وعليه ان يستغل موارده النفطية وان يصبح لديه الاكتفاء الذاتي الخاص به ” في اشاره الى انه سيدفع العواقب الوخيمة مستقبلا اذا ما استمر في التعامل مع ايران اقتصاديا ليساهم في انعاش اقتصادها المنهار وسنشهد تطورات سياسية سريعة بناتئج سلبية لايران بعد هذه الخسارة الدبلوماسية الكبيرة التي لا تقدر بثمن وخاصة بهذه الظروف السياسية الحرجة التي تشهدها ايران والله اعلم …