16 أبريل، 2024 3:24 ص
Search
Close this search box.

ايران: ملاعبة الفأر للقط الوحشي بين ممرات ملعب قيد الانشاء

Facebook
Twitter
LinkedIn

تناقلت الاخبار في الآونة الاخيرة من أن الرئيس الامريكي المنتهية ولايته استشار مستشاريه حول امكانية توجيه ضربة امريكية لموقع نووي ايراني جديد، وقد نصحه مستشاريه او اشاروا له بالتخلي عن توجيه ضربة لايران في الظروف الحالية. هذه لم تكن المرة الاولى ولن تكون المرة الاخيرة التي فيها يجري الحديث عن نية الولايات المتحدة الامريكية بتوجيه ضربة او ضربات من هذا النوع الى ايران؛ بكل تأكيد من ان انها لا تتعدى رسائل التأثير النفسي، وهذه الرسائل يدركها المسؤولون الايرانيون قبل غيرهم، ويعلمون ويعرفون ايضا من ان امريكا لم ولن تقدم على عمل من هذا النوع، ليس لرد ايران الساحق كما يقولون وانما لأسباب اخرى وسنأتي عليها لاحقا في هذه السطور. على الرغم من هذه المعرفة والعلم المسبق، ألا أنهم سرعان ما يتناوبون على الرد الحاد لهذه التهديدات او التسريبات التي تشير لهذه النوايا والتهديدات. الجنرال حسين سلامي هدد امريكا بالرد الساحق اذا ما قامت باي فعل او باي ضربة او اعتداء على الاراضي الايرانية، واعتبرها اي الضربة الامريكية المفترضة بانها تدخل في قياس الحرب. وفي التصريح ذاته اشار السيد سلامي من ان ايران سوف لن تحدد وتحد من حركتها العسكرية جغرافيا ولا توجد قوة بقادرة على تحديد هذه الحركة والحد منها، وهي اشارة الى شروط امريكا في اعادة التفاوض على الضفقة النووية بين ايران والقوى الدولية الستة؛ التي تريد امريكا من ايران الالتزام بها كشرط من بين ثلاث شروط؛ لأحياء العمل او اعادة العمل بالصفقة النووية، والمقصود هنا هو المجال الحيوي الايراني في المحيط العربي.. وقد اكد الجنرال الايراني في التصريح عينه المشار له في اعلاه؛ لا توجد قوة في الارض تمنع ايران من التحرك بحرية وقوة في مجالها الحيوي.. في الجانب الثاني وفي تصريح لرئيس الدبلوماسية الايرانية، السيد ظريف، وفي تزامن مع تصريح الجنرال الايراني، حسين سلامي، قال الاول: انه قد تعرف على السيد بايدن عن قرب في جلسات جمعتهما معا، يآمل من وجود بايدن على رأس الادارة الامريكية الجديدة في اعطاء فرص للحل. ان لعبة القط والفأر بين ايران وامريكا في عالم يتغير لصالح ايران، مما يمنحها؛ فرص كثيرة للمناورة والقفز هنا وهناك، هذه اللعبة، استمرت لما يقارب من عقد، وسوف تستمر على ذات النهج من غير ان ينتج على ارض الواقع عمل فعال وباي شكل كان ومن اي نوع الا التهديدات والتهديدات المقابلة في انتظار احداث تغير ما او كسر ارادة الطرف المقابل من جهة ومن الجهة الثانية هذه اللعبة تستفيد منها امريكا والكيان الصهيوني في ابتزاز دول الخليج العربي. يبقى هنا السؤال المهم؛ هل امريكا عندما يصر الجانب الايراني على رفض شروط امريكا لأعادة العمل بالصفقة النووية من الجانب الامريكي؛ تقوم بعمل عسكري لإجبار ايران على الموافقة على شروط امريكا المعروفة لكل متابع ولا حاجة لنا في هذه السطور لذكرها، أم انها سوف تواصل الضغط الاقتصادي عليها في انتظار او على آمل ان يحدث تغيير ما في ايران. نعتقد ان امريكا سوف تستمر في لعبة القط والفأر مع ايران بلا اي استخدام للقوة العسكرية إلا حروب الوكلاء من الجانبين، للسببين التالين:
– امريكا لم ولن تضرب ايران لا الآن ولا في المستقبل ولا في هذا الرئيس ولا في الذي يليه. هذا ليس تنبؤ بل هو قراءة عميقة لحركة الخصمين المتخادمين على ارض الواقع
– امريكا تريد وتسعى الى اسقاط النظام في ايران باي ثمن، خارج استخدام القوة العسكرية، سواء في امريكا ترامب او امريكا بايدن وأن اختلف الطريق بينهما، في بلوغ هذا الهدف… وليس تحطيم كيان الدولة، هذا خط احمر في السياسة الامريكية تحت ادارة اي رئس كان…لحسابات الاستراتيجية الامريكية في المنطقة للأمد البعيد..
هذا لا يعني باي حال من الاحوال؛ ان امريكا ترامب لم تقم بعمل ما خلال الشهرين القادمين ضد ايران، لكن، ان هذا العمل ان حدث وقام به ترامب سوف لن يكون داخل الجغرافية الايرانية فهذا امر بعيد الاحتمال كليا من وجهة نظر كاتب هذه السطور. ان التحرك الذي، سوف تقوم به او تقدم عليه امريكا ترامب في هذاين الشهرين، ان اقدمت عليه وهذا احتمال وارد، سوف يطال الحشد الشعبي في العراق او يطال اخرين من الذين يحسبون على ايران او كما تصفهم هكذا، امريكا. في الحالة الاخيرة سوف تستخدم امريكا الكيان الصهيوني الذي سيرقص طربا في التنفيذ لهذه المهمة المغطاة امريكيا اي تنفيذها هذه المرة لصالح سياسة ترامب ولو انها جزء حيوي من مهام هذا الكيان في دول الطوق وعموم الدول العربية، في لبنان وفي الجنوب السوري وفي شمال سوريا وعلى حدود العراق مع سوريا؛ حفاظا لأمن كيانه وأمان مواطنيه كما يزعم ويبرر. كما أن هذه المهام تقع ضمن حالة التحالف التخادمي، الدائمي، بين الغول الوحشي وابنه بالتبني. ان ترامب عمل وربما سوف يعمل خلال الشهرين المقبلين على ارباك المشهد السياسي والعسكري، باصدار قرارات ضغط اقتصادية جديدة، كما فعل مؤخرا، قبل ايام على ايران، لزيادة عُقًد العثور على مفاتيح الحل مع ايران لمحاصرة الرئيس الامريكي المقبل، بايدن بدائرة محكمة؛ يصعب عليه التحرك سياسيا خارجها ولو ان صلاحياته الدستورية تسمح له بالحركة بحرية خارج هذه الدائرة التي رسمها مستشارو ترامب ونفذها ترامب، لكنها رغم هذا تظل عسيره عليه اي على بايدن بالخروج منها وهنا نقصد الصفقة النووية. يزيد الوضع صعوبة اذا ما وصل الى الرئاسة الايرانية، الجناح المتشدد في الحرس الثوري في اجواء تغيرت امريكيا فيها، تكتيكيا، قواعد اللعبة وليس استراتيجيا فهذه الاخيرة تظل ثابتة الاهداف وان تغيرت قواعد لعبة مسار الوصول إليها.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب