23 ديسمبر، 2024 2:18 ص

ايران: محنة وهم العظمة

ايران: محنة وهم العظمة

اتهمت ايران كل خصومها القريبين والبعيدين بالضلوع في الهجوم الدامي على الاستعراض العسكري يوم السبت ٢٢ ايلول ٢٠١٨ ، الذي راح ضحيته العشرات من الضحايا، الا داعش، وتوعدت على لسان المرشد الأعلى والرئيس وقيادات الحرس الثوري برد مدمر صاعق ماحق لا يبقي ولا يذر، الا أنها، عندما حان موعد الثأر والإنتقام اليوم، تركت كل المتهمين وقصفت، كما تدعي، داعش.

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، قال أن الضربة الصاروخية التي وجهها الحرس الثوري للدواعش شرقي الفرات فجر اليوم، أثبتت إرادة طهران على محاربة الإرهاب وأضاف: “ما يمكن لنا إعلانه بصراحة هو الإرادة الجدية لإيران في ضرب مقار الإرهابيين، وفجر اليوم رأينا هذه الإرادة من قبل فدائيي حرس الثورة الإسلامية”.

مع ذلك نقلت وكالة سبوتنيك الروسية نفي الناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية حصول ضربات ايرانية او غيرها في المنطقة المذكورة قرب البوكمال، بينما لم ينفِ التحالف الدولي حدوث ضربات ايرانية غير معلنة ولكن الناطق بإسمه قال: “نحن نتابع تقارير من مصادر مفتوحة تقول إن ايران استهدفت مسلحين في وادي نهر الفرات الأوسط لكنهم حتى اللحظة، يقيمون احتمالية وقوع أضرار أو تعرض أي من قوات التحالف لخطر”، ما يعني ان الضربة الايرانية ربما كانت خجولة اكثر من اللازم.

استبعاد ايران داعش عن الإتهام كان منطقيا تماما بعد ان فقد التنظيم، برأي الخبراء والمتابعين، قدرته على شن مثل هذه الهجمات واصبح يلفظ انفاسه الأخيرة، اضافة الى حقيقة احجام التنظيم الإرهابي، لسبب أو آخر، عن استهداف المصالح الإيرانية في أوج قوته وتمتعه بأفضل القدرات الميدانية والإمكانيات التعبوية فكيف يقدم على ذلك وهو يختنق؟.

كذلك، استهداف داعش من قبل ايران الآن منطقي ومفهوم تماما. بغض النظر عن مظاهر التحدي التي يتطلبها الإستهلاك المحلي، فإن ايران بالتأكيد لا ترغب في مواجهة امريكا، على الأقل في الوقت الحاضر، بضرب مصالحها وحلفائها في المنطقة، خصوصا وان امريكا انذرت ايران عدة مرات في الآونة الأخيرة، وبصريح العبارة من مغبة ذلك، وقد لاحظنا كيف ان ايران جاهدت لتبرئة نفسها وتوابعها في العراق من التعرض للقنصلية الأمريكية في البصرة.

محنة، طالما وقع فيها من تتلبّسهم اوهام القوة والسلطة، وان أمساً لمعتبره ليس ببعيد.