تكهنات كثيرة وتحليلات اكثر, طرحها باحثون وكتاب وناشطون ومدونون عن السيناريو القادم, والذي ستقوم به ايران بعد اغتيال عالمها الفيزيائي محسن زاده, وأغلبها ذهب بإتجاه توقع رد فعل إيراني سريع ضد هذا الفعل.
في جانب آخر طرح أعداء الجمهورية الاسلامية تهكمات وسخرية ضدها, وقالوا أنها تتلقى الضربات لكنها لا ترد, بل وصل الأمر بهم أن يقولوا إن إيران اصلا لا يمكنها الرد.
على خلاف المحللين العرب ذهب المسؤولون والمحللون الغربيون إلى إدانة الفعل, واعتبروه فعلا أعطى نقطة تفوق لإيران في هذه المرحلة الحساسة من المشاحنات في الشرق الأوسط خصوصا وفي العالم عموما, واعتبر هؤلاء أن الاستهداف يعد اعتداءً سافرا لا يمكن تبريره باي حال من الاحوال.
الحقيقة إن من يعرف الجمهورية الاسلامية في ايران سيرى أنها ليست دولة نزقة وليست متسرعة, بل هي دولة تمتلك شعبا صبورا وحكومة ذات حنكة ودراية, وأن خطواتها محسوبة بدقة, وأفضل دليل هو ما نشهده من أحداث وصعود النجم الايراني الى العالمية, رغم الحصار الاقتصادي والعقوبات الكبيرة ضدها.
الايرانيون صبورون جدا, فصناع السجاد الكاشان الذين اعتادوا المكوث سنوات لصناعة سجادة لا تتجاوز ابعادها 3*4 متر قادرون على الصبر على هذه الضربة, والرد عليها بضربة موجعة تعيد حسابات الاعداء الى الوراء.
لقد علمتنا التجربة إن رد الفعل المتسرع يؤدي الى الخسران والندم, لذا فالجمهورية الاسلامية لن تخضع لمزاجات وأهواء المحللين والكتاب وغيرهم, سواء المحبين الذين يطالبون بفعل سريع, أو الاعداء الذين ينتقصون من الفعل.
إيران سترد حتما, وردها سيكون حاسما ومدويا, لكنها سترد في الوقت والمكان والظروف التي تتأكد معها أنها ستكسب الرهان, وهو سلوك اعتدنا مشاهدته من الجمهورية الاسلامية في ايران.