23 ديسمبر، 2024 7:31 م

ايران …. قمة الانحياز

ايران …. قمة الانحياز

ينعقد في طهران مؤتمر قمة دول عدم الانحياز،في وقت تشهد المنطقة العربية تحولات دراماتيكية دموية سميت بالربيع العربي،كالذي يجري في ليبيا والعراق وتونس ومصر وسوريا واليمن والبحرين ،هذه التحولات الكبرى كانت إحدى النتائج الكارثية للعدوان الأمريكي الغاشم على العراق الذي كان يمثل حارس البوابة الشرقية للوطن العربي،ومع غزوه وتدميره وإخراجه من التوازن الدولي في المنطقة ،أصبحت الدول العربية مكشوفة عارية ،مما سهل على أمريكا والغرب وإسرائيل وإيران من تفكيكها وإدخالها في حروب أهلية طائفية طاحنة،ويأتي مؤتمر قمة عدم الانحياز المنعقد في ايران لذر الرماد في العيون،وشرعنة ما تقوم به طهران من إثارة الفتن والقلاقل الطائفية وتصدير ما يسمى بالثورة الخمينية الى الدول العربية وإقامة الهلال الشيعي ،وما نراه اليوم من فتن طائفية وتدخلات إيرانية علنية ومباشرة في كل من البحرين ولبنان واليمن والعراق وسوريا(على شكل أسلحة وصواريخ وكواتم الصوت وعبوات ناسفة وعناصر فيلق القدس والحرس الثوري وميليشيات عراقية موالية لولي الفقيه الخامنئي ومقاتلي حزب الله) ،إلا  دليل دامغ على إن ايران هي مصدر إشعال المنطقة بالحروب الطائفية، وهذا ما تريده إدارة اوباما وإسرائيل تماما ،ويؤكد هذه الحقيقة هو تهديدات أمريكا وإسرائيل لإيران اليومية لضرب برنامجها النووي العسكري،وهي تهديدات تطمين وتعمية الرأي العام العالمي،لترك ايران تعبث بالمنطقة العربية ،وتمهد لأمريكا إحداث تغييرات جيوبوليتيكية للمنطقة كما تريد وتخطط لها أمريكا وإسرائيل والغرب تماما،وانعقاد مؤتمر دول عدم الانحياز في طهران في هذا الوقت الملتهب دوليا  له أسبابه الإيرانية الواضحة ،وهي إبعاد النظام السوري الحليف الاستراتيجي لها من السقوط والذي بسقوطه تنتهي إمبراطورية ملالي طهران الى الأبد وينكسر احد أهم أجنحتها في المنطقة ويقبر مشروعها ألصفوي،أما السبب الثاني وهو حماية وشرعنة برنامجها النووي العسكري الذي يهدد العالم بأسره،وما انتقادات بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة لبرنامجها النووي أثناء حضوره المؤتمر إلا دليل على خطورة هذا البرنامج، وضرورة منع حكام طهران على عدم انجازه وتفرده النووي في المنطقة، والذي يضع الدول العربية في مهب الريح الصفراء الإيرانية،إذن مؤتمر قمة دول عدم الانحياز في طهران لم ينعقد لمنع تدخلات ايران وأمريكا وإسرائيل وحروبها في المنطقة العربية ،كما هدف دول عدم الانحياز الحقيقي الذي أنوجد من اجله في أول مؤتمر له في باندونج على يد رموزه التاريخيين نهرو وتيتو وعبد الناصر وسوكارنو وغيرهم،لقد جاء مؤتمر طهران لدول عدم الانحياز للانحياز الكامل لشرعنة الحروب الطائفية والتدخلات الدولية والإقليمية  وإشعال حروبا طائفية فيها ، تمهيدا لتقسيمها على يد ايران وإسرائيل وأمريكا،فمنذ متى كانت ايران منحازة للشعوب المتطلعة نحو الحرية والاستقلال وإشاعة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم ،فتاريخها ملطخ بالعار والحروب والتدخلات وتصدير ثورتها الخمينية الصفوية ،وإيقاظ خلاياها النائمة في دول الخليج العربي لإثارة الفتن والاضطرابات وتهديده حكوماتها،وما جرى ويجري في العراق مثالا صارخا عن تدخلاتها السافرة والوقحة ،وكذلك في البحرين ولبنان واليمن وسورية،أما مشاركتها النظام السوري في قمع وقتل الشعب السوري بفيلق القدس والحرس الثوري وعناصر حزب الله والميليشيات العراقية وإرسال الأسلحة والصواريخ إلا وصمة عار تكلل جبين حكام وملالي طهران ،وماذا عن عشرين ألف أسير عراقي يقبعون في سجونها منذ ثلاثين سنة إبان الحرب التي فرضها الخميني على العراق في ثمانينيات القرن الماضي، وماذا عن مشاركتها إدارة المجرم بوش في احتلال وتدمير العراق إبان الغزو الهمجي عليه في آذار 2003،حسب اعتراف رافسنجاني في خطبة الجمعة واعتراف ابطحي مدير مكتب الرئيس خاتمي ،فعن أي عدم انحياز تتحدث طهران وتعقد مؤتمراتها ،فهي تستخف بعقول البعض ممن أصابه العمى السياسي، أو هو سائر في ركاب سفينة الولي الفقيه ورهط حكومته،إن ايران هي آخر من يتحدث عن عدم الانحياز ويدعو لمؤتمره ،والدول التي شاركت فيه عدا الرئيس المصري محمد مرسي الذي وضع النقاط على الحروف وأحرج القادة عندما تحدث عن النظام الظالم في سورية وعن أحقية الشعب السوري في تقرير مصيره وعن جرائم النظام ومن يواليه في  قتل أبناء سورية بدم بارد ،هي دول هامشية ومن موالي النظام الإيراني والسوري،  ولهذا فشل المؤتمر فشلا ذريعا في إصدار قرارات مهمة على صعيدين إدانة النظام السوري ومنع قتل الشعب ،وإيقاف برنامج ايران النووي والعسكري،والصعيد السياسي أن المؤتمر اخفق في إعطاء صورة حقيقية عن واجبات دول عدم الانحياز في الوقوف بوجه أمريكا وإيران، وتدخلاتها الشريرة في المنطقة وتفكيك وتقسيم أراضيها وتغيير أنظمتها بالقوة الغاشمة والغزو وقتل شعوبها ،وإشعال الحروب الطائفية والقومية والعرقية في نسيج مجتمعاتها،فمن المضحك والمبكي معا أن ينعقد مؤتمر قمة دول عدم الانحياز في طهران،في وقت يشهد العالم كله جرائم وتدخلات حكام طهران في العالم ورفعه مشروع الإمبراطورية الإيرانية الصفوية التوسعية بإقامة الهلال الشيعي والتشيع ألصفوي، وتناغم وتخادم المصالح الأمريكية والإسرائيلية والإيرانية واضح المعالم والأهداف ،رحم الله تيتو وسوكارنو وعبدالناصر ونهرو الذين شيعوا المؤتمر في طهران الى مثواه الأخير،ولم تعد هناك دول عدم انحياز ،وإنما دول انحياز تام للحروب والاعتداء على الشعوب وقتلها،وإيران في مقدمة هذه الدول ….ايران قمة الانحياز .