18 ديسمبر، 2024 9:13 م

من ينظر الى الوضع الاقليمي ويتأمل الصراعات القائمة للسيطرة على المناطق المشتعلة ، يعتقد إن إيران تمسك بزمام الامور في كثير من الدول الشرق اوسطية ، ومن يتعمق أكثرو ينظر الى الوضع الدولي وتأثيراته القوية يقتنع إن نظام إيران الحالي زائل لا محالة ، ومن ينظر ايضاً الى الوضع الداخلي الإيراني يتساءل:
لماذا كل هذا الاصرار على استمرار ايران في شن الحروب الخارجية ؟
الحقيقة البادية أن إيران غير قادرة على وصف نفسها ، هل هي دولة اقليمية قوية ذات اطماع في مناطق تعتبرها امتداداً جغرافياً وديموغرافياً مهماً لامبراطورية الفرس القديمة ؟
أم هي دولة مركزية صناعية تحاول فتح أسواق لصناعاتها الناشئة ؟
وضعان مختلفان وغير منطقيين… ايران تنتج السيارات وتملأ بها شوارع سوريا والعراق وفي نفس الوقت تنشر السلاح والخوف والرعب في شوارع تلك الدولتين .
من يريد الانتعاش الاقتصادي والتنمية عليه ان يكون أكثرعقلانية وتواصل مع الآخرين بالوسائل السلمية لكي يجد له منفذا لتسويق ماتنتجه الصناعة المدنية في مدن ايران الصناعية .
ايران اختارت طريق التنمية ذوالمخاطر ، ايران اتجهت نحو تسلق الجبال وتركت السير في الطرق المعبدة ، ايران تفرض سلعها على العراقيين والسوريين والافغانييين واليمنيين كبديل للمساعدات الفنية والعسكرية التي تطيل من امد الحروب والنزاعات في تلك الدول .
أيران رفضت ان تكون ماليزيا الشرق الاوسط وتركت تركيا والباكستان وربما دول الخليج تنافسها في كثير من مجالات التنمية .
ايران أختارت هذا الطريق منذ ثمانينيات القرن الماضي معتقدةً إنها ستصل اهدافها اسرع .
إيران تعتقد إن مناوراتها السياسية محمية وربما تمنع عنها العقوبات الدولية ، في كل مرة تخرج أيران من عنق الزجاجة بدهاء فارسي يعطي فرصة لفن التفاوض ان يأخذ وقته وأكثر وتقنع مفاوضيها على الرضوخ لتنفيذ مطامعها في المنطقة .
العقوبات هذه المرة يبدو إن مفعولها بدأ قبل حتى إنطلاقها ، عقوبات ترامب تعمل على مراحل ، هناك مجسات لدى البيت الابيض تحدد تاثير تلك العقوبات على ايران ، كما يبدو ان ايران تترنح لكنها لا تسقط بسهولة ، المواطن يتظاهر ضد الحكومة لكنه غير قادر على اجبار الحكومة على التنازل عن مخططاتها وسياساتها الخارجية . امريكا تعمل على اصطياد ايران هذه المرة باي ثمن ، امريكا مصرة على ان تخرج ايران منكسرة سواء بالمفاوضات او حتى عن طريق توسيع اطار الحرب على الارهاب من خلال محاربة اذرع ايران في لبنان والعراق وسوريا واليمن .
ايران حائرة لا تستطيع ان تتلاعب في الوقت كما في السابق، ولم تعد تمتلك الكثير من الاوراق للمساومة والتوقيع على اتفاقيات تضمن لها الاريحية في المنطقة . السعودية والامارات مندفعتين بقوة وتعملان على استغلال ربما اخر الفرص المتاحة لهما للقضاء على النفوذ الايراني في المنطقة او تحييده .
ركون ايران هذه المرة الى التفاوض لن يمكنها من الحصول على مكاسب تفعل عملية ممارسة دورها السابق في المنطقة .
بالتأكييد ستجد ايران نفسها جالسة على طاولة مفاوضات مشروطة بخمسة عشر بند وضعتها الادارة الامريكية للرضى ورفع العقوبات عنها .
ما هي خيارات إيران ؟
هل ستضحي إيران ببرنامجها النووي جملة وتفصيلاً ؟
أم انها ستراوغ من أجل الأبقاء على تخصيب اليورانيوم ولو في حدوده الدنيا ؟
ايران اليوم ليست ايران 2010 ، ايران اليوم لديها نفوذ في سوريا واليمن والعراق ، من الصعوبة ان تضحي بكل نفوذها من اجل برنامجها النووي ، ايران ستفضل التخلي عن برنامجها النووي مقابل الحفاظ على نفوذها المنطقة .

قد تضطر امريكا لمجاملة ايران على حساب الخليج ، ليثبت ترامب للعالم انه قادر على لوي اذرع كوريا وإيران بدون استخدام ترسانته النووية ولا حتى سلاحه التقليدي .