22 ديسمبر، 2024 10:56 م

ايران ضعيفة وغير قادرة على الرد على اسرائيل

ايران ضعيفة وغير قادرة على الرد على اسرائيل

لم يجف دم قاسم سليماني بعد، ليلحق به العالم النووي محسن زاده، وردة الفعل الايراني هي هي، التهديد والوعيد وارتفاع سقف التصريحات، وما الى ذلك دون ان يكون للنظام الايراني الذي يقتل يومياً من ابناء اليمن وسوريا المئات اي ردة فعل تجاه امريكا التي قتلت سليماني، او اسرائيل التي اغتالت زادة في وسط طهران.

خلال العامين 2010-2012 اغتالت اسرائيل أربعة من العلماء النوويين الإيرانيين مسعودي محمدي، مجيد شهرياري، داريوش رضائي نجاد ومصطفى احمد روشن في طهران، باستخدام القنابل المغناطيسية في اغتيال ثلاثة منهم، وأطلق الرصاص علي أحدهم أمام منزله.

الموساد الإسرائيلي بدأ حملة اغتيالات ضد علماء إيرانيين كبار منذ سنوات بهدف عرقلة برنامج أيران النووي، على الرغم من انكار إسرائيل لذلك، الا ان كافة المؤشرات والمعطيات تشير الى ان الموساد وراء كل تلك الاغتيالات.

هذه العمليات تظهر مدى اختراق الموساد، للمنظومة الأمنية الإيرانية وتغلغله فيها، والكم المهول من العملاء المقربين الذين تم توظيفهم وتجنيدهم لتنفيذ عمليات ضد الأهداف الأمنية في النظام الإيراني اليوم، وبشكل دقيق وناجح.

إن مقتل محسن فخري زاده وفي هذا التوقيت الحرج لطهران، خلط جميع الأوراق في الإقليم بل والعالم، سيما وأن الجميع يعيش أجواء المرحلة الانتقالية المثيرة للجدل في واشنطن، بين إدارة الرئيس ترامب، وفريق الرئيس المنتخب جو بايدن، الذي يستعد لتسلم مفاتيح البيت الأبيض بداية العام المقبل.

ومع أن صناع القرار الإيراني المقربين من خامنئي كانوا يمنون أنفسهم بمرحلة جديدة من الهدوء مع واشنطن في ظل ولاية رئاسية جديدة للحزب الديمقراطي بزعامة بايدن، بحيث يُنظر إلى تلك الولاية من قبل المحافظين كما الإصلاحيين الإيرانيين على أنها امتداد لحقبة الرئيس السابق باراك أوباما، الذي منح أركان إيران اتفاقا نووياً لم تكن تحلم به.

والمعلومات الموثقة التي أوردتها الصحافة الغربية خلال الأيام الماضية عن زيارة إسماعيل قاني زعيم فيلق القدس إلى بغداد، وطلبه المباشر من المليشيات الولائية العراقية إيقاف أي عمليات مستفزة للجانب الأمريكي، وضبط النفس بشكل مطلق، خوفاً من أي ردة فعل مدمرة ربما تقدم عليها إدارة ترامب ضد إيران، خير دليل على تلك الاستراتيجية الإيرانية الآنية.

ومع أن المتتبع لسياق ردود الفعل الرسمية للنظام الإيراني بعيد اغتيال زاده يجد تخبطاً ملحوظاً، توزع هذا التخبط بين ترديد عبارات الرد في الزمان والمكان المناسبين، وتوجيه اللوم حيناً لحكومة الرئيس حسن روحاني نتيجة ضعف إمكانياتها الاستخباراتية، فضلاً عن أن الفريق الذي نفذ العملية، غادر مسرح التنفيذ دون إلقاء القبض عليه، أو حتى التعرف على الوجهة التي سلكها الفريق أو الاتجاه الذي سارت عرباته، إلا أن المشهد برمته قد يعكس مدى اختراق عناصر الموساد الإسرائيلي لعموم المحافظات الإيرانية، والكلام منقول وعلى ذمة تصريح لمستشار المرشد الإيراني نفسه.

لقد أثبتت عملية اغتيال قاسم سليماني في بداية العام الجاري، هشاشة الوضع الإيراني، ومحدودية قدرة إيران على الرد على الاعتداءات الأمريكية و”الإسرائيلية”، ولكن عملية الاغتيال الجديدة تؤكد هذه الهشاشة والضعف بشكل أكبر كونها نفذت على أراض إيرانية.

تتعرض المواقع الإيرانية والسورية وتلك التابعة لحزب الله في سوريا لغارات شبه مستمرة من قبل طائرات الاحتلال، بينما لم ترد إيران أو سوريا أو الحزب على هذه الاعتداءات إلا مرة واحدة أو اثنتين.

هل سترد ايران هذه المرة عملياً وعلى الارض على هذا الاغتيال؟، اذا كانت ايران جادة في ذلك ولا اعتقد انها كذلك، فالرد يجي ان يكون اولا بتخليها عن سلمية برنامجها النووي، واعلان امتلاكها للقنبلة النووية، ثم عليها ان تحرك ادواتها في المنطقة خصوصاً حزب الله الذي يتبجح بقدرته على النيل من اسرائيل وهو يقف على حدودها، وان تسارع اي ايران الى رد عسكري يعيد لها هيبتها.

الا ان إيران كعادتها تتجنب إسرائيل، ولن ترد على أي استهداف، هذه هي سياستها الحالية، فاسرائيل لا تفتأ بمهاجمة الاهداف الايرانية في سوريا دون وجود رد ايراني اة حتى القاء قنبلة على الجانب الاسرائيلي، وكلنا يتذكر كيف كان الرد الميلشياوي الايراني على امريكا بعد مقتل سليماني، اذ اكتفت ببضعة صواريخ لم تجدي نفعاً ولم تؤتي ثماراً.