الامال الكبيرة لدي الشعب الايراني بنتائج المفاوضات النووية شيئاً فشياً تأتي اوكلها، وادت إلى رفع آمال الشعب من أن التغييرات الطفيفة من خلال الانتخابات تنقذ البلاد من الضغوطات الاقتصادية التي فرضت عليه من قبل دول الغربية خلال السنوات الماضية وهي تسير نحو الاستحكام . ويمكن تفسير النسبة العالية في الأصوات لغير المتشددين من ابناء الشعب إلى السياسيين الذين سيعتمدون مقاربة أقل معاداة للغرب تضمن السلام والازدهار والأمن. ولهذا السبب، تحركت الجماهير للتصوّت إلى حد كبير لصالح الاعتدال ، بسبب قدرته لتعزيزتماسك البلاد بعيداً عن ما تعانيه المنطقة من توترات والتهابات مصنعة . وفي ظل غياب أي بديل سياسي للنظام القوي الحالي الذي يبني مرتكزاته على وحدة القواعد الشعبية المؤمنة بالثورة وقادتها ، و يبدو أن الإيرانيين ينظرون إلى النظام الحالي على أنه الأمل الاكبر من أجل ديمونة الامن وحفظ بيضة الاسلام وسلامة البلد . نجاح إيران في انتزاع الاعتراف بحقوقها النووية وعدم تقديم أي تنازلات تمس سيادتها وحرية قرارها ومواقفها المبدئية من القضايا العادلة في المنطقة ، وفي المقدمة قضية فلسطين والوقوف إلى جانب سوريا في مجابهة قوى الإرهاب التكفيري وتقديم الشهداء ، ودعم المقاومة في لبنان. وهي القضايا التي طالما حاولت الولايات المتحدة، دون جدوى، إدراجها في إطار المفاوضات النووية.ومن الطبيعي عقد اللقاءات الجانبية على هامش الزيارات المتقابلة بين العديد من قادة وزعماء الدول لمناقشة طبيعة العلاقات بين دولهم ومستويات إرتقاءها وتطورها، وخاصة تلك الدول التي تشهد علاقاتها فتوراً أو توترات أو قطيعة مع الدول الأخرى، كما يحددون أسس ومرتكزات السياسة الخارجية والداخلية لبلدانهم، ويتطرقون فيها للنظام العالمي الذي تنطوي تحته العلاقات الدولية من حيث إيجابياته وسلبياته ومزاياه والطرق التي من شأنها تطوير وتفعيل آلياته بما يخدم الأمن والسلم الدوليين. لأهمية العلاقات الإيرانية – الأوروبية ترتكز على عدة محددات ابتداء بموقع إيران الاستراتيجي بالنسبة لأوروبا، ومرورا بالثقل الإقليمي لطهران وأهميته في تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط واستهدفت تعزيز التعاون المتبادل مع كل قوى المجتمع الدولي وهو ما لقي استحسانا أوروبيا.
الجمهورية الاسلامية الايرانية أصبحت أكثر نشاطاً وانفتاحاً في منطقة الخليج الفارسي في السنوات الأخيرة .ومن هذا المنطلق الذى تسعى للانفتاح على الاتحاد الأوروبى، وتسير نحو هذا الهدف منذ توقيع الاتفاق النووى مع دول (5+1)، وإعلان تطبيقه بداية عام 2016 ورفع العقوبات رسميا عن كاهل اقتصادها ، وسارع الرئيس الإيرانى حسن روحانى نحو جولة أوروبية لأول مرة منذ سنوات بدأها بالعاصمة الإيطالية سعيا لتقوية علاقات بلاده الاقتصادية وجرى توقيع تعاقدات بقيمة المليارات من الدولار بين شركات إيرانية وإيطالي وزياراته مستمرة وبالمقابل هناك العديد من الدول وبمستويات عالية تزور هذا البلد لتحكيم العلاقات فيما بين . ولم يكن قرار دول مجلس الاتحاد الأوروبي الخمس عشرة في التاسع عشر من يونيو 2015 بإطلاق مفاوضات تستهدف توقيع اتفاق اقتصادي وتجاري مع طهران سوى تتويج لمسيرة طويلة بدأها الطرفان أوروبا وإيران على مدى عقد كامل لإنهاء القضايا الشائكة والتي حالت دون توصل الجانبين إلى اتفاقيات من شأنها دعم التعاون الاقتصادي بينهما. انفتاح دول الاتحاد الأوروبى على شراكة اقتصادية كبرى بمليارات الدولارات مع طهران يعني ان ايران عادة لتكون قوة كبرى في المنطقة . نتائج الانتخابات عززت القوى والتيارات الملتزمة بمبادئ الثورة والرافضة لأي مساومة عليها، وإن الانفتاح الذي حصل مع الدول الغربية إنما جاء على أساس اعتراف هذه الدول بإيران دولة نووية واحترام سيادتها واستقلالها. ولهذا كان من الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى زيادة تأييد الشعب الإيراني ودعمه لهذه السياسات التي أدت إلى تحقيق الانتصار الثاني لإيران، بعد الانتصار الأول لثورتها الإسلامية، وهو انتصار وضع إيران في مصاف الدول المتقدمة التي تملك المعرفة والقدرة على تحقيق قفزات في التنمية الاقتصادية والتقدم الصناعي، بعد أن نجحت في امتلاك التكنولوجيا النووية بقدراتها الذاتية وكسرت احتكار الغرب لهذه التكنولوجيا وتحكّمه فيها.، إيران عندما تحتفل ومن حقه ذلك برفع العقوبات التي كانت مفروضة عليها بسبب ملفها النووي . لانها تعتبرها خطوة سوف تحرر الاقتصاد الإيراني وتفتح أسواق العالم أمام صناعتها المختلفة وبالعكس للتبادل التجاري للمنتجات الغربية، ما سوف ينعكس بشكل طبيعي انخفاضاً في الأسعار وتنوعاً في البضائع. كما أن هذه الخطوة سوف تضخ في الخزينة الإيرانية المليارات من الدولارات بصورة اتوماتيكية والتي بلغت لحد الام اكثير من 100 مليار، من أموال إيران المجمدة، بالإضافة إلى مضاعفة انتاجها من النفط و تتاح لإيران أن تضيفها يومياً إلى صادراتها الحالية، كخطوة أولى على طريق إعادة إنتاجها إلى ما كان عليه قبل العقوبات .وهذا ما أثار القلق لدى الدول الخليجية ودولا فشلت في توفير الرخاء والفرص لشعوبها، وصدرت ايديولوجيات التطرف والعنف للشعوب الاخرعلى راسها المملكة العربية السعودية .مدفوعة من حقدها الطائفي وجهل حكامها
إن الحروب والفوضى في الشرق الأوسط لن تنتهي إلى أن تتمكن السعودية من التعايش السليم مع إيران التي سعت دائماً لعدم توتير العلاقة معها حفظاً للوحدة الاسلامية وتوطيد الروابط فيما بين البلدين، والتوصل إلى وسيلة لتحقيق نوع من السلام و التي لا تبدو التوجهات الداخلية واضحة . لكن الواضح يدلّ على أن الرياض تشعر بقلقٍ متزايدٍ إزاء العواقب السياسية الداخلية التي قد تنجم عن استمرار الصراع الطائفي الإقليمي التي تقودها هي وتعمل عليه .وبدفع اسرائيلي صهيوني التي لم تتوقف تصريحاتها العدائية والمواقف السلبية منها وبالخفاء الولايات المتحدة الامريكية من أن تستخدم إيران تدفق الأموال لديها لزعزعة استقرار هذه الدول، و تتزايد المخاوف الخليجية دون دليل ومايبرره من مواقف إيران واصدقائها بشكل خاص يعني دول المقاومة التي تقف بالضد من الكيان الصهيوني لصالح القضية الام فلسطين والدفاع عن شعبه المسلم وهذا ما يُغضب الاعداء . نجاح إيران في انتزاع الاعتراف بحقوقها النووية وعدم تقديم أي تنازلات تمس سيادتها وحرية قرارها ومواقفها المبدئية من القضايا العادلة في المنطقة، وفي المقدمة قضية فلسطين والوقوف إلى جانب سوريا في مجابهة قوى الإرهاب التكفيري، ودعم المقاومة في لبنان. وهي القضايا التي طالما حاولت الولايات المتحدة، دون جدوى، من تغيير مواقف طهران منها .