من السابق لأوانه ” بقليل ” التعاطي اعلاميّاَ وسياسيّاً وحتى عسكرياً , بصورةٍ مفصّلةٍ او نحوها مع هذا التهديد الإيراني , < ودونما تأكيد جدّيته بنسبة 100 % 100 او عدمها وتوظيف ذلك لإعتباراتٍ ما لسنا بصددها الآن .! > , فنحاول هنا تفكيك بعض جزئيات هذا التهديد , ونترك الجزئيات الأخريات لتطورات الأحداث للأيام القلائل القادمة .!
نلحظ أنّ التصريح الإيراني بهذا الشأن قد وردَ من الحرس الثوري ” والذي له ثقله العسكري والسياسي ” في السياسة الخارجية الإيرانية , وانّ هذا التصريح او الوعيد لم يصدر من وزارة الخارجية الإيرانية او ايّ مسؤولٍ سياسيٍ رفيع المستوى في الدولة الإيرانية , حيث لذلك مسؤوليّة دولية وربما قانونية ” استباقياً على الأقل ” وبما قد تستغله الولايات المتحدة وبعض دول الغرب كبريطانيا وفرنسا وربما سواهما كذلك .
بغضّ النظرعن مديات الصواريخ الإيرانية ودقّة اصابتها , فيصعب التصوّر الإفتراضي بأن تبادر طهران بإطلاق صواريخها ” الوطنية ” من داخل الحدود الجغرافية لإيران , لكنّ الساحتين المرجّحتين للتنفيذ هما سوريا والجنوب اللبناني او حزب الله , وبالنسبة الى دمشق فهل سيوافق الرئيس بشار الأسد ” المكبّل ” بالميليشيات التابعة لإيران بالقيام بذلك , واذا ما تفاجأ بهذه الضربة الستراتيجية الضئيلة الإحتمال من دون اعلامه مسبقاً بها .! , أمّا الى ” حزب الله ” الذي يتّبع قواعد الإشتباك في مديات القصف الصاروخي المحددة المدى على الأهداف الإسرائيلية , فمن الصعوبة التصوّر والتفكّر بتعريض عموم لبنان الى ردود افعالٍ عسكريةٍ اسرائيليةٍ شديدة الخطورة , بالرغم من التأثيرات الإيرانية على منهجية الحزب وأدائه وتبعيّته .! .. الى ذلك , فمن المبكّر جداً التعامل مع مفردات وآليّات هذا التهديد الإيراني , بالرغم ممّا ابرزته الفضائيات العربية بحجمٍ اكبر من حجمه .!