23 ديسمبر، 2024 10:07 ص

ايران تلعب بالبيضة والحجر

ايران تلعب بالبيضة والحجر

العنوان هو مثل شعبي له تعبيراته , فالبيضة تعبير عن الدبلوماسية الناعمه والحجر تعبير عن العنف . فايران تغازل الغرب وامريكا في السر والعلن , وفي الوقت نفسه تستخدم كل وسائل الارهاب لتحقيق مأربها في التوسع والهيمنة .
في الوقت الذي كانت تهاجم امريكا وتسميها بالاستكبار العالمي , كانت تتحالف معها في غزو افغانستان والعراق . وهذا الفضل لم تنكره امريكا , ولم تخفيه ايران الملالي . ومكافأة لها على هذا الجميل فقد سلمت العراق للملالي مقابل ضمان سيطرتها على النفط . ولكن ايران الملالي كانت اشد دهاء من الادارة الامريكية , فقد سيطرت على العراق بادوات عراقية تابعة لها عقائديا وفنيا وماليا . فقد عملت ايران على تدريب المليشيات العراقية وتسليحها ومدها بالمال والعتاد والخبرة الفنية , كما ساهم حزب الله اللبناني بدور كبير في هذا الاعداد . وصارت المليشيات العراقية مؤهلة للسيطرة على السلطة في العراق , كما سيطر الحرس الثوري الايراني على السلطة , وصارت له اليد الطولى في تقرير السياسية الداخلية والخارجية .
المليشيات العراقية وبمباركة من المرجعية الدينية صارت القوة المخيفة والمهيمنة على مفاصل السلطة من خلال التسهيلات التي قدمها المالكي خلال ثمان سنوات حكمه , وما زال يقدم الدعم لها . ولا استبعد ان تعيده الى السلطة مجددا , بانقلاب ابيض . هذه المليشيات كانت تعتمد كليا على ايران بالعون المادي , وان كانت تاخذ اموال العراق بالحيلة تارة ومن خلال اعوانها تارة اخرى . ولما افلست خزينة العراق بسبب الفساد الذي استشرى بين مسؤولي السلطة في المنطقة الخضراء , وبسبب انخفاض اسعار النفط خلال الاشهر الماضية حتى وصل نفط برنت الى 30 دولارا واقل . ولهذا فان هذه المليشيات اخذت بتقليد العصابات التي ظهرت في بحر العرب خلال السنوات الماضية من الصوماليين والارتيرين , بخطف الاجانب والسفن ومبادلتهم بالمال . بالامس تصدرت نشرات الاخبار نبأ اختطاف ثلاثة من الرعايا الامريكيين في العراق , وقد اعلنت الشرطة العراقية انهم اختفوا ولم يخطفوا , وهذا تصريح متسرع وغبي , في المقابل كان زعيم حزب الله العراقي قد صرح باعلى صوته ان قواته قادرة على اختطاف اية شخصية يريدونها وحتى السفير الامريكي في بغداد .
المليشيات العراقية التي استباحت ارض العراق واوغلت في دماء العراقيين بين الذبح والسلخ وقطع الرؤوس والحرق احياء والرمي في مكبات النفايات والانهر والسواقي وهدم البيوت والمساجد في ايام الجمع . هي التي ارتكبت المجازر في ديالى بهدف تفريغها من اهلها واسكان العنصر الاجنبي فيها , وهي التي احتجزت وزير الداخلية ورئيس مجلس النواب وحتى رئيس الوزراء في بعقوبه ومنعوهم من الوصول الى المقدادية والقرى التي استهدفوها بالحرق والهدم .
في ضؤ هذه الحقائق اتجهت الانظار الى هوية الخاطفين للرعايا الامريكان والى الرعايا القطريين من قبل , وقيل ان الخاطفين طلبوا 100 مليون دولار فدية من الدولة القطرية , ومن ثم تحول الطلب الى الاقراج عن عناصر من حزب الله اللبناني محتجزين لدى جبهة النصرة في سوريه . ومثل هذا المطلب يقود الى تشعب النوايا والاتجاهات السياسية , اي ان هذا المطلب هو لصالح حزب الله اللبناني .
اما اختطاف الرعايا الامريكيين فسوف تتضح النوايا قريبا وراء اختطافهم , ومع ذلك فان هذا الاختطاف يعد صفعة على جبين اوباما وفرصة لخصومه من الجمهوريين لكي ينالوا من الحزب الديمقراطي في الانتخابات المقبلة , وهذه صفعة ثانية بعد الصفعة التي وجهتها ايران الملالي قبل ايام الى جنود البحرية الايرانية وهم يظهرون على شاشات التلفاز اذلاء مستسلمين رافعي اليدين فوق رؤوسهم, وان كان ذاك المنظر بمثابة مسرحية معدة بين الطرفين لتمرير صفقة الاتفاق النووي ورفع العقوبات الاقتصادية عن ايران , ومع ذلك فهي صفعة لاوباما الذي تغاضى عنها لكي يمرر الاتفاق النووي ويقال في التاريخ ان اوباما حقق شيئا خلال ولايته .
ولكن اوباما نسي ان التاريخ سيذكر انه باع العراق الى ايران الملالي , وان دماء العراقيين في رقبته , واذا ما استوت الامور لصالح العدل والانصاف في العالم فان محكمة الجنايات الدولية لابد ان تحاكم زعماء الغرب وزعماء ايران الذين اوغلوا في دماء الايرانيين والعرب بعامه , فرموز نظام الملالي كلهم ضالعون في ارتكاب المجازر في العراق وسوريه واليمن ولابد ان يحاسبوا في الدنيا قبل الاخرة .
ان الخلاص من هذه الاوضاع المأساوية في ايران حيث الاعدامات بالمئات والفقر والبطالة والصراع بين الاجنحة السياسية والعسكرية , يكون في اسقاط هذا النظام المجرم بكل الوسائل المتاحة , ولاسيما ان البديل جاهز لتسلم الحكم الديمقراطي في ايران وهو منظمة مجاهدي خلق المناهضة لولاية الفقيه .