21 ديسمبر، 2024 1:49 م

ايران تقطع شرايين دجلة والأبهرُ فيها.. نهر الوندْ

ايران تقطع شرايين دجلة والأبهرُ فيها.. نهر الوندْ

ليس جديد  علينا حقد ايران على العراق ..وليست جديدة ايُ من افعالها الغادرة ،ومنها قطعها تدفق 31 نهرا تصب في نهر دجلة  ، مخلفة ورائها قحطا وجدبا على مدى السنوات الماضية نكاية بأهل العراق ، لانه كان المنطلق للفتوحات الاسلامية في بلاد فارس عبدةْ النار ..  ايران اليوم..
       لكن الحلقة  الجديدة في  مسلسل الحقد هذا يطال اليوم بقوة  ديالى، كونها خاصرة العراق الرخوة ،وحلمها في  احداث اختراق واسع تمد منه اذرُعِ اخطبوطها ونفوذها  صوب  بغداد والمحافظات الاخرى ، لاجبار  النظام  السياسي القائم فيها  على الخضوع لكل رغباتها  فوق ما هي عليه ،اي انها تستهدف اعادة احتلال العراق  واخضاعه ، عن طريق قطع الانهر التي تغذي نهر دجلة وتعطيش شعبه  وبخاصة نهر الوند  ،  وبدون ان تطلق  طلقة مدفع واحد…
   اللهم الا تلك رصاصات  الكواتم ومفخخات الاغتيال السياسي والعبوات اللاصقة ،  التي تنفذها اجهزة ومليشيات عميلة لها صارت جزءا لايتجزأ من منظومة الثار من العراق..وارتبطت مواسم هذه الانقطاعات او الابتزازات  في المياه ،ان صح التعبير مع تاريخ طويل من المد والجزر شهدتها العلاقات بين البلدين الجارين ..التي كانت تسود اجوائهما على الدوام  سحبا ركامية من عدم الثقة..منذ تاسيس الدولة العراقية ..
    فعلتها ايران مجددا وكعادتها  في ايام رحمانية كهذه من شهري شعبان و رمضان من هذا العام كما فعلتها من قبل.؟, آلا تذكُر ايران الشيعية المذهب  وحكامها ما تتمشدق به من انتماء لمذهب ال البيت  سلام الله عليهم ،وهي تحاربهم بنفس الاسلوب الذي حورب به سيدنا  الشهيد الحسين سيد شباب اهل الجنة ، بتكرار  جريمة  الذين منعوا الماء عنه واهله .. وهم عطشى .!!..
  والمؤلم حقا  هو لماذا مارست ايران دورا تجرم من فعله من قبلها ، حينما قطعت ،الماء وهي  الدولة المسلمة كما تدعي  ،عن هذه المناطق ،وهي لازالت تثير الحزازات الطائفية مدعية انها من انصار سيد الشهداء الحسين عليه السلام .يا ترى اين ذهبت شعاراتكم الجوفاء عن العطش ,وما تقذفون علينا من مواد وملصقات  دعاية طائفية رخيصة حينما تحين كل عام ذكرى استشهاده..!!
 ابتزازات ايران المائية ضد العراق سياسة باطنية مستمرة  خبرها العراقيون وعرفوا اسبابها وتوقيتاتها ..فهل توقف الامر عند نهر الوند..؟  كل المعلومات الواردة من وزارتي  الموارد المائية  والزراعة العراقيتين تكشفان انه الى جانب نهر الوند الذي قطعت عنه المياه ، هناك ثلاثين نهرا آخرين ،تصب جميعها في نهر دجلة ابتداء من السليمانية ووصولا الى العمارة وميسان ..
 فهل سئل مسؤول عراقي واحد يفتخر بعراقيته  ، القادة الايرانيين في زياراتهم المتكررة للعراق واخرها الزيارة الوداعية للرئيس الايراني احمدي نجاد ، هل سئله احدهم لماذ تقطعون انهر ايران المتدفقة للعراق وتدعون انكم تطلبون ان تكون  علاقاتكم  حسنة مع العراق ،وتزورون الائمة وتتباركون بتربتهم    .. الجواب لا اعتقد ان احدا منهم يجرؤ على ذلك ..واعني بهم  مسؤولينا ..؟

      ويقول الخبراء انه ليس من السهل حل هذه المشكلة، طالما ان ايران ترفض الاعتراف بكل المواثيق الدولية المُنظمة لانسيابية المياه الدولية في الانهر المشتركة  ، وطالما ان اصحاب الحق ضعفاء ولم يتحركوا لمواجهة هذا الابتزاز الايراني باقامة عشرات السدود والخزانات والمشاريع الاروائية لكي ننزع منها اسلحتها….
تلك الازمة  بوضعها الحالي  تعد خطيرة وهي سياسة املاءات ترتبط بالوضع الدولي والاقليمي وتحديدا ما يجري داخل سوريا وردا على تحرشات عراقية مدعومة امريكيا اي انها (كرصة اذان) لتفتيش بعض طائراتها المتجهة الى دمشق عبر الاجواء العراقية ذرا للرماد في الاعين..
 بلاشك  ان وضع العراق  الحالي ،لاتنظر اليه الان بميزان الهيبة والاحترام وهو ما بات معه الامر واضحا وجليا ، ذلك الاستهداف التركيعي،   لدولة تنمرت في المنطقة بفضل سياسة امريكا  المزدوجة المعايير وذات القراءات المخطئة في النتائج ،ما جعل من العراق دولة ضعيفة امام ايران بعدما كانت الاقوى ،لكن  قرارتها  على ما يبدو تمليها عليها مصالحها في العراق والمنطقة  فقط..
وهي اي ايران من باتت لضعفنا ،ترسم وتوجه عن بعد البدايات والنهايات  لاحداث كبيرة تقع في العراق  لانها موجودة في الكثير من مفاصله ، تثير مخاوف الكثيرين وبخاصة امريكا واولئك  الذين تركوها وشانها تكبر حتى تحولت الى مارد اصفر يريد ابتلاع جيرانه ..
 الانباء المتوترة من خانقين  التي تتحمل وحدها وقراها العبئ الاكبر من الكارثة المائية .. ، وان السلطات العراقية التزمت الصمت حتى الان  رغم نداءات الاستغاثة ،التي  وصلت اسماع بغداد لكنها لم تلق منها آذانا صاغية ..
وامل خانقين اليوم في حل هذه المشكله كما تتوهم في اقامتها سد الوند الذي انجز مؤخرا وهو بطول 1300 م وقد كلف الوزارة 30 ملياردينار..؟؟؟  وانجز بايادي عراقية وبمواصفات السدود العالمية وسيوفر المياه للاراضي التي تقطع عنها من ايران “. اذن اين المشكلة ..؟
لكن  الخبراء يقولون ان سدا بدون مياه ما فائدته  اي اننا عدنا الى اصل المشكلة وهي ايران..؟ هذا الذي حصل، انه مع موسم الامطار تفتح ايران هذه الانهار على العراق ليس حبا بهم وانما لكي يصرفوا المياه مخافة الفيضانات وهو ما يسمح بامتلاء خزان السد ولو الى حين
،فهل نكتفي بهذا السد وتنتظر رحمة الله حينما تنزل الامطار، ماذا لو انحبست الامطار ..؟  هل يموت الزرع والضرع والنسل.. ؟ ام اننا بحاجة للعمل واشراك المجتمع الدولي ووكالاته المتخصصة بهذا الشان..
   الحْبيَبة …  ايران ..،  هذه التي يقصدها ساسة عراقيون لاكثر من مرة في الاسبوع (خري مري) حجة وتبركا  تبضعا واستلاما للاوامر، من مصدرها ،اقامت مشاريعها الاروائية دون التنسيق مع الجانب العراقي ، لانها اولا: تستصغره كون الكثير من مفاتيح السياسة العراقية بيدها .. وثانيا : لان ايران كما معروف عنها تاريخيا لاتحترم اي من اتفاقاتها بل وتنقضها متى استشعرت في نفسها القوة والغدر..
  العراق الذي كان سباقا منذ العهد الملكي في تنفيذ سلسلة من المشاريع الاروائية والخزانات والسدود  قبل غيره من دول المنطقة ،لازال حتى الان لم يضف عليها الا الذي   يرتوي منها  ويروي جزءا بسيطا من اراضيه ،
ومنذ ثمانينات القرن الماضي اقحم العراق في حرب طويلة مع ايران خسرتها الاخيرة ..،لكنها اضمرت للعراق في داخلها كل ما تنتظره من ساعات حقد باطنية ترد بها انتقامها مضاعفا ، وهكذا اسهمت في تسهيل تدابير غزوه ، حتى ُضعف العراق فبدات المرحلة الثانية من مسلسل انتقامها منه.. وهي حرب المياه..
 فهل نحن مستعدون لها يا سياسي العراق..؟ كلامي موجها للصوص وحفنة من الاخوال ممن لايزالون يرون في ايران بلدهم قبل العراق..
[email protected]