القيادة الايرانية بدل ان تبحث عن الحلول الجذرية لمعالجة ازمتها السياسية الداخلية مع الجمهور الايراني المحتج على نطاق واسع، اختارت ماتعتقده حلاً بالهروب الى الامام بقصف مناطق جبلية شمال أربيل عاصمة اقليم كوردسانبحجة وجود ارهابيين يستهدفون النظام الايراني ، وهي التسمية التي تطلقها عادة على معارضيها في كل مكان بما في ذلك المحتجين داخل ايران !
وقبل عدّة اشهر قصفت ايران بالصواريخ موقعاً في قلب اربيل ادّعت انه مقراً لنشاطات الموساد الاسرائيلي ، اثبتت لجنة نيابية وحكومية مشتركة كذب هذا الادعاء مؤكدة في تقريرها ان المكان المقصوف مدني بالكامل وهو بيت عائد لاحد الشيوخ الاكراد يستقبل فيه ضيوفه !
ان سياسات خلق الاعداء وايهام الجمهور بهم ، سياسات فاشلة وبليدة في عصر تكنلوجيا المعلومات التي تتيح الحقائق للجمهور بسهولة ويسر . فالشعب الايراني يدرك ان ادعاءات النظام كاذبة وان من يسميهم النظام بالارهابيين ، هم في الحقيقة المعارضات الشعبية لنظام استبدادي قسري خارج كل المعايير الحضارية للقرن الواحد والعشرين .
شرائح واسعة جداً من الشعب الايراني المضطهد تواصل معارضتها الاحتجاجية الشعبية على سياسات النظام ففي عام 2009 شهدنا حركة احتجاجات واسعة واجهها النظام الايراني ببالغ القسوة ، واحتجاجات اليوم التي يقابلها بنفس القسوة باستخدام الرصاص الحي، يحاول صرف الانظار عنها بالعدو الخارجي الوهمي وخرق سيادة العراق ” لمعالجة ” هذا العدو ، بدل ان يبحث هذا النظام القرواوسطي في الاسباب الحقيقية لوجود ” الاعداء ” وكثرتهم واحتجاجاتهم الواسعة والمستمرة من اجل حقوق مضاعة لشرائح متنوعة من الشعوب الايرانية على مختلف انتماءاتهم القومية والاثنية والطائفية .
القضية لم تكن قضية حجاب وضحيته الشابة الايرانية مهسا اميني ، المشكلة في ايران اعمق من ذلك بكثير ، هي حقيقة قضية الحرية ، حرية اختيار طريق ايران الحقيقي في عالم ينفتح يوميا على المزيد من الحقوق والحريات ، حقوق الانسان الطبيعية وحريات الاختيار الحر لشكل النظام وشكل الحياة !
هذه هي المشكلة الحقيقية التي يحتج الجمهور بسبب فقدانها وليس بالاعداءالوهميين خارج البلاد أو داخلها، كما ان مشكلة النظام في العراق لاتكمن في ” الجوكرية ” وابناء الرفيقات” و “خدم السفارات ” ، المشكلة الحقيقية في النظام وآلياته وتأمينه للحقوق الحضارية لجمهور متعطش للحرية .
في الاول من تشرين الاول ستنطلق احتجاجات تشرين ، ولان النظام ليس بمقدوره ان يخلق عدوا خارج الحدود ويقصفه بالصواريخ سيكتفي بعدو تقليدي غير موجود ومقبور اصلاً تحت مسمى ” مؤامرة بعثية ” !!
مصدر امني في حكومة اقليم كردستان : أن القصف المدفعي الإيرانياستهدف عددا من المناطق الجبلية شمال مدينة إربيل ولم يسفر عن إصاباتحسب المعلومات الأولية لكن اندلاع الحرائق في الجبال خلق حالة من الهلع فيالمنطقة.
وكانت قد استهدفت إيران مسلحين في منطقة كردستان العراق في الماضيلكن بالقصف الذي شنته السبت، فإن طهران تتهم المجموعات الكردية بزعزعةاستقرار البلاد عبر دعم المحتجين الذين خرجوا إلى الشوارع بأعداد هائلةوواجهوا السلطات بعد مقتل مهسا أميني، وفقا لفارس