لقد عاش العرب والشعوب الايرانية منذ اقدم العصورمتجاورين تداخلت الطبيعة الطبوغرافية في حياتهم بالرغم من اختلاف العادات والتقاليد ، فامتزجت وتقاربت النفوس والاهواء ، فيما لعبت السياسة دوراً في احيان اخرى وادت الى التباعد والانكماش بالرغم ان الانكماش خواص فيزيائية تتعرض لها المواد والفلزات ولكن ما دخل السياسة والاحداث في عمليتي التمدد والانكماش ، ان الوضع الذي تعيشه المنطقة كمن ينفخ في كيس ليملئه هواءاً فاسداً كغاز الهليوم اوالميثان ذو الرائحة الكريهة ولا يهمه الا الاستمرار في ملئه ، فيما لعبت امريكا والغرب بدور مثل صاحب الكيس ، ولكن الدور الجديد المناط بهذه الدول هو ضخ الازمات والمشاكل الواحدة تلو الاخر ، وبالتالي تؤدي الى حدوث ثقوب في كيسها اومحيطها مما تسربت مشاكلها الى مناطق ابعد في المحيط الدولي . في حين لا تحتمل المنطقة مزيدا من الازمات . وعندما ادركت امريكا ان ايران بدأت تخترق الحواجز التي وضعت امامها في اخذ المبادأة في افغانستان والعراق وسوريا ولبنان للمحافظة على مصالحها توجهت اليها لتتدارك دورها ، في حين بقي العرب قابعون ومغلفون في الكيس المعد لهم ولم يحركوا ساكناً مما جعل الحراك الامريكي اتجاه ايران وليس بأتجاههم . ان السياسة الدولية مصالح وعلاقات مما جعل امريكا تدير ظهرها للعرب وتُقِبل نحو ايران بالرغم من الانتقادات التي وجهت اليها لا سيما حلفاءها من الكيان الصهيوني و دول الخليج العربي . ان امريكا وايران يسيران يخطى ثابت لتحويل صفقتهما الى ربيع دائم وطي صفحة العداء والوعيد الذي دام اكثر من ثلاثة عقود . في المقابل نجد ساسة العرب ينكمشون كل يوم ترتسم الحسرة في وجوههم ويخسرون مواقعهم الدولية والاقليمية في تناحرات يسقط احدهما تلو الاخر وينفقون المليارات من الدولارات ليس لاسعاد شعوبهم وتنمية قدراتهم وانما لشراء السلاح ودعم المناوئين لهذا وذلك وتتزعم كل من السعودية وقطر بشكل علني هذا التوجه الخطير ، في حين تمارس دول خليجية اخرى الانفاق والدعم بشكل سري بالرغم عدم بقاء ما هو مخفي وانما اضحى كل شىء على الطاولة ، وعندما يتعاتبون ينشر غسيلهم القاصي والداني . و تناسى العرب ( اسرائيل ) التي تهدد حاضرهم ومستقبلهم وخلقوا عدواً جديداً بناءاً على حقائق تاريخية قد اضحت مختلفة اليوم واصبحت ايران مصدر قلقهم وكل ما تقوم به في المنطقة . اعتقد ان ايران ستتمدد اكثر ليتعاظم نفوذها ودورها الجديد في المنطقة فيما يبقى العرب منكمشون ومنقسمون يشرب احدهم دماء الاخر تلك هي صراحة ينبغي تقبلها في عصر عولمة العرب الجديد .