لا أريد أن اسرد تاريخ الثورة الخمينية في ايران، بعد وصول الخميني الى الحكم وسرقته الثورة من أبطالها الحقيقيين، وإعدام ابرز رموزها الوطنية ،ولكن سوف أركز على سياسة ايران الخميني الخارجية ،وتحديدا مع العراق ودول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية،وصولا الى حاضرنا السياسي،فمنذ أن وطئت أقدام الخميني ارض مطار طهران الدولي صرح أن تحرير القدس يمر عن طريق تحرير كربلاء،ثم أعقبه تصريح الرئيس الإيراني أبو الحسن بني صدر (إن تحرير القدس يمر عبر بغداد)،وهاتان الإشارتان كافيتان، لكي نتأكد أن نوايا الخميني ورهط حكومته ،كانت مبيتة وذات أهداف شريرة لتصدير الثورة الخمينية الى العراق(والتي وصلت الآن بقطار الغزو الأمريكي للعراق،)،والتي نتج عنها حرب ألثمان سنوات بين العراق وإيران ،وذهب ضحيتها مئات الألوف من الشهداء والضحايا ،فكان الوهم بتصدير الثورة المزعومة يتلبس قادة وحكام وملالي طهران ،حتى اصطدموا بصخرة العراق وأفاقوا من هذا الوهم بعد أن تجرعوا منه ( كأس السم)،ثم لعبوا اللعبة القذرة،عندما أوهموا وخدعوا العراقيين(تقية) وخانوا العهد كعادتهم عبر التاريخ ،بأنهم ضد الاحتلال الأمريكي للعراق ،وإنهم في الخندق العراقي ،بعد دخول الكويت وازدياد التهديدات الأمريكية للعراق وغزوه فيما بعد،فقد صرح ابطحي نائب الرئيس خاتمي (بان لولا ايران لما استطاعت أمريكا احتلال العراق وافغانستان)،وأعقبه رفسنجاني في خطبة الجمعة بالقول (بان ايران ساعدت أمريكا في احتلال العراق)،وهكذا صار الاحتلال احتلالين للعراق احتلال أمريكي واحتلال إيراني،أما الاحتلال الأمريكي فقد انتهى رسميا (ولم ينته عمليا ،ولكن بقي الاحتلال الإيراني لحد الآن)،وهكذا كان التخادم الأمريكي-الإيراني في المنطقة لالتقاء المصالح ،وأصبح الخطر الإيراني يهدد المنطقة بأكملها بسبب برنامجها النووي العسكري التي تصر على انجازه مهما كلف الأمر وحصلت المواجهة بينها وبين المجتمع الدولي كله،وما نشاهده من تهديدات وتحضيرات أمريكية وأوربية وعالمية (مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والدول العربية)ضد البرنامج النووي الإيراني،له مبرراته، وهو التعنت الإيراني والعنجهية الإيرانية التوسعية لإكمال مشروعها الكوني الإمبراطوري الشيعي ألصفوي في المنطقة ،يقابله إعلانات إيرانية استفزازية (مناورات عسكرية وإطلاق صواريخ تجريبية بعيدة المدى تصل أمريكا وأوروبا وصناعة غواصات حربية متطورة وطائرات بدون طيار تجسسية وغيرها )، متوهمة أن أمريكا والغرب (نايم على قفاه )تجاه هذه التحضيرات والاستفزازات الإيرانية،ولم تعلم أن كل ما قامت به من صناعات تسليحية وتدميرية ،لا يساوي عشر ما تملكه الترسانة الأمريكية والأوربية التدميرية المتطورة جدا، والتي لن تصل الصناعة الإيرانية لها بعد مائة عام، (من طائرات عالية الدقة وصواريخ صنعت خصيصا البرنامج النووي الإيراني والتي لديها القدرة على اختراق مئات الأمتار الاسمنتية والوصول الى برنامج ايران النووي وتدميره)، هذا وقد نشرت أوصافه وقدرته معاهد البحوث الأمريكية (غلوبال) والصحف الأمريكية منذ أكثر من عام،ومع علم ايران أن قدرة أمريكا وإسرائيل التدميرية في مجالات التسليح والتكنولوجيا والمعلوماتية لا تضاهى في العالم ،إلا إنها تصر على المواجهة الفارغة،فتارة تهدد الإمارات وتارة الكويت وتتدخل في البحرين واليمن ولبنان والسعودية ،وتمارس نفوذا عسكريا واسعا في العراق (الميليشيات الطائفية والحرس الثوري وفيلق القدس الإيراني )،والآن أعلنت مشاركتها المسلحة العسكرية في مواجهة الثورة السورية هي وحزب الله والميليشيات العراقية الموالية لها والتي تأتمر بأوامر قاسم سليماني قائد فيلق القدس والتي يقودها أبو مهدي المهندس في سوريا وهو نائب قاسم سليماني)، وبعنجهية الفرس تواجه المجتمع الدولي بعناد اشد بخصوص برنامجها النووي المثير للجدل ، وتدخلات استفزازية سافرة ووقحة في الشؤون الداخلية لدول الجوار الإقليمي ،تشجعها في هذا الغي روسيا والصين اللتان تقفان حائلا دون إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يدين ايران بسبب برنامجها النووي وأنشطتها النووية الأخرى،هذه هي قوة الوهم الإيراني المستوطن في تلافيف عقول ملالي طهران، منذ أن حطت طائرة الخميني ارض مطار طهران الدولي،فهل تصمد أمام هذا الوهم بعد سقوط نظام بشار الاسد القريب،ليتبين لها أن وهم القوة التي غذته الآلة الإعلامية الإيرانية ونفخت فيه الى الحد الذي سينفجر عاجلا أم آجلا بوجه ملالي طهران وتتكشف سوأته السياسية والعسكرية،ولكن بعد فوات الأوان،أي بعد خراب طهران وما حواليها ،انه وهم القوة الذي لا تراه طهران في قوة الوهم الإيراني ، وانحداره نحو هاوية الخراب الأخير …..؟