في الثامن عشر من شباط الجاري وجهت ادارة بايدن رسالة الى مجلس الامن عن طريق مندوبها ريتشارد ميلز دعت فيها الى الغاء طلب سابق تقدم به الرئيس دونالد ترامب دعى فيه مجلس الامن الى تطبيق كافة العقوبات الممكنة على ايران ، من جهة اخرى ، فان زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى طهران عشية انتهاء المهله التي حددتها ايران لانهاء عمل المفتشين قد اثمرت امس عن تمديد عمل المفتشين لثلاث اشهر اضافية ، جاء ذلك بعد ان اعلنت الخارجية الايرانية عن ايقاف العمل بملحق اتفاق تموز الذي يخص عمل المفتشين الدوليين ، اضافة الى ذلك ، تجري الان مبادرات اوربية و مساعي قطرية للعوده لاتفاق تموز و العمل على تطويره و توسيعه ليشمل محاور اخرى اشار لها بايدن و تحدث عنها وزير خارجية بلينكين ، لكن انا اتساءل هنا ، مالجديد الذي ممكن ان يكون افضل من اتفاق تموز 2015 ، لاسيما ان تخصيب اليورانيوم تجاوز عتبة الـ 20% منذ اكثر من ثلاث اشهر (حسب البرلماني الايراني) بعد ان كان 3.5% في تموز2015 ، كذلك فان الصواريخ البالستيه الايرانية ذات القدرة على حمل رؤوس نووية اصبحت الان تدور حول اللارض و خارج الغلاف الجوي .
و مما ورد اعلاه ، يعتقد ان دعوات ادارة بايدن للعودة الى اتفاق تموز 2015 هي في الحقيقه دعوات للتباحث بقضايا اوسع من موضوع الملف النووي الايراني ، فبحسب خبراء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية منهم د.يسري ابو شادي فان عملية ايقاف تطوير البرنامج النووي الايراني اصبحت غير مجدية الان ، كذلك فان ايران الان لديها القدره على تطوير قنبلة نووية ، و هذا ما يدلل على ان هنالك شيء من تغيير النمط في سياسة الادارة الامريكية اتجاه ايران و مشروعها النووي ، بعباره اخرى ، أن الادارة الامريكية اصبحت تولي اهتمامات اخرى ابعد من الملف النووي الايراني الذي اصبحت تتعامل معه بواقعيه فرضتها ايران خلال فترة ادارة الرئيس ترامب ، فلا يوجد اقصى من عقوبات ترامب ولا يمكن ان نتوقع الوصول الى ما هو افضل من اتفاق تموز 2015 ، لكن و حسب تصوري فأن المراد من المفاوضات التي من المؤمل عقدها لاحياء اتفاق تموز 2015 هو فتح ملفات جديده خارج عنوات الملف النووي ، مثلا مناقشة التأثيرات الايرانية على الصراعات الاقليمية في الشرق الاوسط و المنطقة و هذه هي الاخرى قد تكون بوابة تؤدي الى مشروع شرق اوسطي جديد تكون ايران احدى دعائمه ، لا سيما ان مؤهلات ايران للجلوس على هكذا طاولة تفاوضية ذات ابعاد اقليميه-دوليه هي مكتسباتها في المنطقه و حلفائها على الارض.
اما في الداخل الايراني فهنالك صراع محتدم بين المحافظين والاصلاحيين و رغم كل تلك المساعي الدولية الرامية لترطيب الاجواء بين ايران و الولايات المتحدة بغية الجلوس على طاولة تفاوضية جديده ، فان للدولة العميقه في ايران و على رأسها المحافظين المهيمنين على البرلمان و الطامحين للعودة الى رئاسة الحكومه دور مهم في عرقلة اي تقدم في هذا الملف يوشك الاصلاحيين على تحقيقه و استثماره كنجاح سياسي تقدمه ادارة روحاني لجماهيرها قبيل انتخابات تموز 2021 الرئاسية.