الجزء الاول من هذا الشعار رفعه المتظاهرون في بغداد وباقي المحافظات الوسطى والجنوبية، مما اثار حفيظة ايران على اساس ان هذا الجزء من العراق، هو الجزء الشيعي الذي تراهن عليه ، لكنها تفاجأت بعد ان اعطت السلاح والعتاد والدعم اللوجستي في عمليات تحرير صلاح الدين، وكذلك نبهت في بداية ازمة داعش على تغلل هذا التنظيم، وساعدت الحكومة العراقية على اكثر من محور، ايران واميركا لاعبان اساسيان في العراق، اميركا ليست بمفردها، حيث تصطف خلفها دول الخليج وتركيا، وماجرى في سوريا يجري في العراق، اما ايران فهي تصطف مع روسيا محاولة التأثير على اميركا واجهاض مشروع تقسيم العراق وسوريا والقضاء على المليشيات والحشد والشعبي وحزب الله في لبنان.
الحوثيون ذهبوا ضحية اتفاق اميركا مع ايران بشأن برنامجها النووي، فهل يذهب شيعة العراق ضحية هتافات تدعو الى اخراج ايران من اللعبة السياسية، وهذه الهتافات، هل يتفق عليها جميع الشيعة في الوسط والجنوب، وهل من الممكن ان يلقي التاريخ ظلاله، فتصطدم مرجعية النجف بمرجعية ايران التي تدعو الى ولاية الفقيه، كل شيء ممكن، ربما شعر السيستاني بخطر النفوذ الديني الايراني في العراق، وافتتاحها اي ايران مكتبا للفتاوى والاستشارات في النجف، وكذلك الدعوة الى الخامنئي ورفع صوره في الطرقات، ربما الامر برمته لايعدو سوى سباق للمرجعيات على الاراضي العراقية.
هنا على الشعب ان يقف موضحا رأيه بصراحة تامة، ويلغي الانقسامات، على اساس ان مرجعيته لاتريد تدخلا ايرانيا فقهيا في العراق، وعليه ان يتفق مع هامش الحركة المدنية المتبقي في العراق، لدرء خطر الفتنة، والايمان بالمشروع الاميركي على انه حقيقة واقعة لامحالة، الحراك المدني الذي يجري في العراق تقف خلفه اميركا وسفارتها في بغداد بكل قوة، وهذا الامر لم يعد خافيا على احد، فقيادات التظاهرات وتواجدهم في السفارة الاميركية دليل قاطع على هذا الامر، لكن من الصعب فهم الدور الذي تلعبه قطر ودعوتها الى اجتماع القوى السنية على اراضيها وتزويدهم بمبالغ مالية ضخمة.
ماذا تريد قطر، هل تسعى الى ليبيا جديدة، وماذا يهمها كي تطرح الآن مشروع الاقليم السني، وداعش تحتل هذا الاقليم وتحاول القوى الشيعية استرداده بشتى
الاساليب، وبمساعدة ايران، مع مساعدة اميركية غير واضحة، ولو افترضنا جدلاً ان هذا الاجتماع عقد في ايران مع قوى شيعية نافذة، هل سيكون الصمت الشعبي مشابها لما هو عليه الآن، لم يرفض الشعب العراقي تواجد اميركا على اراضيه بعد اعوام من القهر والتسلط، ولكن ايران ودول الخليج هم من رفضوا تواجد اميركا في العراق، فحرضوا عصاباتهم على تمزيق هذا البلد ونشر الفوضى فيه.
والانسان العراقي المسكين لايعلم ، لانه بعد سنين سوف يخرج مطلوبا ومديونا لاميركا وايران، وحاله حال حمد، الذي ( طلع مطلوب فوك نطارته) فقد اشترك حمد مع رجل آخر في شراء القمح، وراح ينطر المخازن والرجل الآخر يبيع، ويضع في جيبه، وبالنتيجة حين وضعوا الحسابات، قال الرجل لحمد، انت مطلوب كذا مبلغ، بالرغم من ان (حمد) لم يتسلم فلساً واحداً من اثمان المبيعات، فاظهر حمد استنكاره من هذا الامر وبدأ يلعن الساعة التي شارك فيها هذا الالعبان، وهو يردد: ( جا فوك نطارته، طلع حمد مطلوب).