23 ديسمبر، 2024 12:52 ص

ايران – باكستان \ صواريخٌ تواجه صواريخ .!

ايران – باكستان \ صواريخٌ تواجه صواريخ .!

  إذ عادت اربيل تتلقّى ضرَباتٍ صاروخيةٍ ايرانيةٍ مرّةً اخرى كما مضى , لكنّ هذه الضربة الأخيرة تختلف كلّياً عن سواها , وهي الأولى بعد توقيع اتفاقٍ امنيٍّ بين بغداد وطهران , بما يحول دون ما حدث صاروخياً , < حيث توقيت الضربة الأخيرة قد اختير قبل نحو الثلاثة أيّامٍ الأخيرة > , وإذ ذلك الإتفاق الأمني يتطلب اجراء مشاوراتٍ ومباحثاتٍ بين كلتا العاصمتين حول ما تعانيه او تتحسّس منه الحكومة الأيرانية لما قد يجري او يحدث في كردستان العراق او سواها بالضد من المصالح الأيرانية المعلنة او المنشورة , وقد بدا أنّ بنود الإتفاق قد جرى ضربها بعنفٍ في عرض الحائط .! , ولم يكن التبرير الإيراني ” حول وجود مركز للموساد ” مقبولاً ولا مهضوماً على الصُعد العراقية والعربية والدولية , وتعرّضت طهران جرّاء ذلك لحملة ادانات واستنكار واسعة النطاق من عموم وسائل الإعلام وعواصم الدول وخصوصاً من الجامعة العربية , وبدا كأنّ الإيرانيين انحشروا في قلب الزاوية الحرجة او المحرجة ازاء كثافة السهام النقدية التي توالت , وباتَ من المحسوس وشبه الملموس أنّ الدبلوماسية الإيرانية تبحث عن مخرجٍ ما للخروج من هذه العملية النقدية الحادّة , وحرف الأنظار عمّا جرى نحو إتّجاهٍ آخر .

خلافاً لتوقّعات الأوساط الصحفية والسياسية , وبعد مرور نحو او اقل من 72 ساعة , كانَت المفاجأة أنّ الصواريخ الإيرانية غيّرت وجهتها بإتجاه الأراضي الباكستانية.! .. الهدف الأيراني المعلن كانَ بهدفِ ضرب وقصف مواقع او مقرّات لما يُسمّى بِ ” تنظيم جيش العدل ” المناهض للحكومة الأيرانية , وهذا التنظيم هو حركة سنّية مسلّحة < تقول انها تسعى للمساواة والعدل في ايران , وانها تدافع عن حقوق ” السّنة ” في كلا اقليمي بلوشستان وسيستان – احدى المحافظات الأيرانية التي تقع على الحدود المشتركة مع افغانستان وباكستان وايران – >,    المفاجأة المفاجئة الأخرى التي كانت في صدارة الأنباء , أنّ القيادة الباكستانية ردّتْ صاروخياً ايضاً ( وخلال نحو 24 ساعة على الهجمات الأيرانية ) على اهدافٍ او مواقعٍ لمسلّحين داخل الأراضي الأيرانية , بالرغم من أنّ رئيس الوزراء الباكستاني المؤقت السيد ” انوار الحق كاكار ” كان في سويسرا للمشاركة في المنتدى الأقتصادي العالمي ” دافوس ” , والذي قطع زيارته وعاد الى باكستان لمتابعة تطورات الحدث مع الجانب الأيراني , حيث عقد مساء امس الجمعة اجتماعاً عسكرياً – أمنيّاً مع هيأة الأركان الباكستانية وقيادات الأجهزة الأستخبارية لبحث الأبعاد ” الصاروخية المتبادلة ” واحتمالات تطوراتها المفترضة لما هو أبعد من ذلك ولو بعد حين .! , الرّد الأيراني الأوّلي على الضربات الباكستانية وما اوقعته من خسائرٍ بشريّةٍ في الداخل الأيراني , هو ما ذكرته الوكالات الإيرانية الإخباريّة من أنَّ القتلى ال 7 لذلك لم يكونوا من الأيرانيين , لكنه لم يجرِ ذكر جنسياتهم وأسمائهم .! .. الى ذلك وسواه , فلم نسمع في نشرات الأخبار ولم يُشار الى أنّ التنظيم الأيراني المعارض ” المسمى بجيش العدل المقيم داخل الأراضي الباكستانية ” قد قام بأنشطةٍ مسلّحة داخل الحدود الإيرانية خلال الأسابيع القلائل الماضية ! , ومن الصعب التصوّر أنّ ذلك التنظيم لا يعلن عن عملياته , ولا حتى الأيرانيين بنحوٍ ما عن ذلك .!

   الشجون والشؤون تبدو وكأنها في تداخلاتٍ ما اكثر تعقيداً فيما بين الدبلوماسية الأيرانية وآليّات التنفيذ .! , ولعلّ التصعيد في البحر الأحمر واستهداف سُفنٍ امريكية وبريطانية من قبل الحوثيين , وبما يعزز ذلك بنشر مدمّرات وبوارجٍ ايرانية في مياه هذا البحر المُبحر نحو تصعيد – التصعيد , فلعلّه يُشكّل متنفّساً ما للأزمة النقدية المدبّبة التي تواجهها طهران على صعيد الإعلام على الأقلّ .! .. من زاوية ضيّقةٍ اخرى ” الى حدٍ ما ” فإنّ مسألة حفظ ماء الوجه تجاه ايّ استهدافاتٍ بالصواريخ او المُسيّرات الهجومية بين دولةٍ واخرى , فلها اعتباراتها السيادية والسياسية وبما هو اكثر من ذلك , وذلك ما هو متروكٌ مؤقّتاً للأيام اللواتي ليست بعيدة ولا طويلة  .!