23 ديسمبر، 2024 12:50 ص

ايران النصر وامريكا الخذلان

ايران النصر وامريكا الخذلان

لقط استنفرت واشنطن كل قواها الداخلية والخارجية في الامم المتحدة في الدورة 74 وفشلت من اجل الوقوف بوجه الجمهورية الاسلامية الايرانية واعطاء رخم لمواقفها الخاسرة من اجل اثارة دول العالم ضد طهران وكأن هذه الدورة معدة مسبقاً لطرح هلوسات وشعارات الرئيس الامريكي وركَّز في كذبه على إيران، واتهمها بالسعي لامتلاك أسلحة نووية، و تأجيج الاضطرابات في الشرق الأوسط، من خلال دعمها لجماعات متشدِّدة في سوريا ولبنان واليمن. الغاية منها استنهاض العالم ضد طهران لوقف نموها ودورها المؤثرفي المنطقة والعالم وايقاف عجلة تقدمها التي تسير دون النظر الى الخلف من خلالها والوقوف مع الدول المظلومة في صراعها ضد الظلم و الارهاب والتي ترهب الرئاسة الامريكية خوفاً من ان تكون ايران من الدول المؤثرة والمتقدم في المنطقة والتي هي فيها فعلن وتسير بخطوات ثابتة نحو المستقبل. معظم كلمة ترمب التي استغرقت 35 دقيقة كانت ضد طهران ودفاعاً عن سياساته القائمة على شعار «أميركا أولاً»، والتي لاقت استهزاء و صمت من قبل الحاضرين و الذي منح المصالح الأميركية أولوية على أي خطوة نحو العولمة والتي يجب ان يفهمها من هم نيايم او في عالم إلا وعي من القادة المغفلين وعدم اللعب بالنار لانهم هم سيكونوا اول ضحاياها ،

الملاحظ ان في كل يوم تتصاعد حدة التصريحات من الإدارة الأميركية ضد الجهورية الاسلامية الايرانية وقد بلغت أقصى درجاتها منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي.وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد اكد في تقارير عديدة إلى مجلس الأمن الدولي أن إيران تحترم بالكامل الاتفاق الدولي، الذي أبرمته في 2015 حول برنامجها النووي والنتيجة النهائية لن تكون تلك التي تفضلها وتدعو حكومة الولايات المتحدة على لسان الرئيس ترامب من خلال منبر الامم المتحدة حلفاءها إلى الانضمام إليها في محاصرة ايران ومعاقبتها. وطلبت من الدول المُشترية للنفط الإيراني إلى الاستعداد لوقف جميع الواردات منها، بدءا من تشرين الثاني، مع إعادة فرض الولايات المتحدة عقوبات على طهران . وبينما يواصل الكونغرس السير في نهج فرض العقوبات، تتعالى أصوات في الإدارة الأميركية مطالبة باقتلاع النظام في طهران من جذوره والعمل على تغييره لا فقط تسليط العقوبات والانسحاب من الاتفاق النووي وهناك من يعارض هذه السياسة لانها تظربسمعتها ، من المهم ان تحليل العلاقة الأوروبية إنما تبنى على المصالح لا المبادئ في كل وقت وتكون كذلك وقد وعت لها ايران ولهذا تطالب بضمانات من هذه الدول للاستمرار بالحفاظ على التوافق، و تعلم أن هذه المبادئ سرعان ما تتبدل وتتغير ويتم تجاوزها إذا ما تعارضت مع أي مصلحة مباشرة

ويمكن كذلك قرأة تصريحات الوزير التركي في مدى قرب العلاقات مع إيران التي وصفها بـ“الدولة الصديقة”، معتبرا أن أنقرة لن تمتثل سوى لقرارات صادرة عن الأمم المتحدة، في الوقت الذي أشار إلى سعي بلاده إلى عدم تضرر طهران من تلك القرارات أو غيرها، على حد قوله. وتعتبر تركيا أكبر الدول المستوردة للنفط الإيراني بجانب الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية. وحسب معطيات هيئة تنظيم سوق الطاقة التركية لعام 2017 فإن تركيا تلبي 50 بالمئة من احتياجها السنوي من البترول من إيران . ولو اخذنا النموذج التركي في العلاقة التجارية مع ايران أنها في حال قطع روابطها مع طهران يعني توقف شريان الطاقة عنها وتعطل الميزان التجاري بين البلدين والذي يصل إلى المليارات من الدولارات؛ إذ بلغت قيمة التبادل التجاري بين إيران وتركيا اكثر من 8 مليارات و400 مليون و400 ألف دولار خلال العام الماضي، وفق المعهد الإحصائي التركي .

والنتيجة النهائية لن تكون تلك التي تفضلها لان المعطيات تؤكد أن تغيير نظام بمثل ايران غير ممكن لمتانة الاحاطة الجماهيرية مع قادتها و ليس بالسهولة التي توحي بها التصريحات الأميركية الغيير جدية والغير قابلة للنجاح والتي لايمكن اقناع العالم بها ، ولمواجهة “التهديدات الإيرانية ” كم تدعي اليوم تحتاج الإدارة الأميركية إلى إستراتيجية واضحة اعجز ما تكون عليها بعد وقوف اكثر الدول الفاعلة مع طهران لعملها المميز ضمن اطار الاتفاق المبرم مع 1+5 والالتزام وتطبيق كل بنود الاتفاق حسب ما تؤكد عليها المنظمة الدولية للطاقة النووية لا فقط إلى تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب وتهديداته الغير واقعية والتي يراد منها استنزاف اموال الدول الواقعة في مصيدة ارعابه من ايران بين حين واخر وهي ورقة التوت الساقطة لامحال ولن تسنتفع منها البلدان المتخاذلة إلا الخسران والندم ، ان على ترامب البحث عن البدائل المتاحة قبل الحديث عن تغيير النظام في الجمهورية الاسلامية الايرانية كما يصرح به .مع فقدان واشنطن للخيارات الدبلوماسية ذات المصداقية ستخسرتلك الدول السائرة في ركابها كل خياراتها وستسقط على فراش الفقرالثقافي والاقتصادي والسياسي كما هي عليها حالياً و كم هي ماضية نحوها وهو الطريق الوحيد الذي تعمل من اجله وتريده الولايات المتحدة الامريكية في العالم لكي تكون هذه الدول ضعيفة وخاضعة لها،