23 ديسمبر، 2024 10:52 ص

يمكن أن نقرأ بكسر قاف (القبلة) ويمكن أن نضمها لان المعنى واحد.التوجه صوب إيران لدى بعض السياسيين العراقيين يمثل صك براءة من تبعية الوطن، وتجديد للبيعة، وضمانات بتواجد الزائر في العمل السياسى المستقبلي، لأن ايران بالنسبة لهم رب كما الله.مهما تكن المبررات التي يسوقها المدافع عن الزيارة، لا ترتقي إلى مستوى إقناع الساذج – حاشاكم – فضلاً عن اصحاب الفطنة من ابناء الشعب وما أكثرهم.أهمية مؤتمر برلمانات الدول الاسلامية نابعة من اهمية المكان بالدرجة الأولى، لان ذات المؤتمر عقد قبل سنة من الان في العاصمة بغداد ولم يرتق عدد الدول للمستوى المقبول، ناهيك عن التمثيل الذي كان في افضل حالاته أن يحضر عضو مجلس النواب الافغاني، او الجيبوتي، وأكيد لن ننس جزر القمر، ومن في وزنها.
حينها لم يحضر سوى أثنين من رؤساء البرلمانات الاسلامية، اما باقي الحضور فهم دبلوماسيون من الدرجة الثانية والثالثة.كان من المفترض برئيس مجلس النواب إيفاد أحد نوابه الى المؤتمر، وليكن همام حمودي لتجنب الانتقادات التي ستوجه له شخصيا. لكنه حضر (بروتوكوليا) أو لمباركة وجوده على رأس الهرم التشريعي الذي تطبخ فيه العملية السياسية والامنية على نار هادئة.هل كان ممكناً أن يعتذر الجبوري عن حضور المؤتمر؟
الجواب بكل شفافية: كلا!
لان سليم الجبوري وقتها سيكون خارج نطاق المنظومة التي تتعاطى معها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبالتالي سينحر مستقبله السياسي، ويكون خارج اللعبة بعد ان كان عنصراً فاعلاً فيها.أكيد ستظهر عشرات المقالات التي تدافع عن زيارة بلد جميعنا يعلم أنه متسبب رئيس في واقع أليم نعيشه بسبب تصفية الحسابات مع امريكا، واصبح السياسي العراقي اعلانا مدفوع الثمن، واداة طائعة في يد هذا الايراني او ذاك.لكن الجبوري أستطاع أن يضرب عصفورين بحجر واحد وينتقل من ايران الى تركيا، ليحقق التوازن المطلوب في العملية السياسية.تركيا وايران لا يهتمان الا بمصالحهما، يا ترى متى سنهتم نحن بمصالحنا كما هما.
الولاء والانتماء للوطن، وليس بعد هذا مزايدة، والمنصب على اهميته لا يساوي دماء ثمان سنوات فقدنا فيها اعز ما نملك.دعوة لمراجعة مواقفنا، لان التاريخ لا يرحم.