22 ديسمبر، 2024 11:55 م

افرزت لنا المعطيات التاريخية عبر مسيرتها الزمنية ان الشعوب الثائرة من اجل حريتها وخلاصها من العبودية والظلم وحقوقها المشروعة , هي وحدها التي تتبوأ المناص العالي في السفر الخالد , وكان الشعب الايراني رمزا طلائعيا وانموذجا لهذه الشعوب وعلم حركات التحرر الوطني في التاريخ المعاصر كيفية انتزاع حقوقه من براثن الطغاة بعد سحقها. فهو فجر اول ثورة في الشرق الاوسط مطلع القرن العشرين سميت بالثورة الدستورية حين انتفض ضد نظام الحكم المستبد ونال في اثرها على حقوقه الوطنية والقومية. اذن بات هذا الشعب العريق مدرسة كفاحية يشار لها بالبنان بين شعوب الارض يعطي دروسا نضالية للغير عن ماهية الثورات ضد الدكتاتورية المجرمة, لقد عانى كثيرا من ظلم الفاشية الدينية واستهتارها بمقدراته الوطنية منذ عام 1979 وها هو يفجر ثورته المباركة نهاية 2017 . عاقد العزم على الاطاحة بالطغمة الفاسدة مهما كلفه الامر من تضحيات واعادة ايران الى عهدها الحضاري والانساني, بعيدا عن الرجعية والتخلف خصوصا حظي بقيادة وطنية مخلصة بزعامة منظمة مجاهدي خلق التي خاضت معتركها الكفاحي ضد الدكتاتوريات المتعاقبة الملكية منها والدينية منذ تأسيسها الاول قبل ستة عقود خلت, اكتسبت من خلالها تجارب غنية واصبحت معادلة صعبة ترهب ازلام النظام وتقض مضاجعهم كل حين.

وحققت نجاحات باهرة في ادارة معاقل الانتفاضة داخل ايران واستقطبت الرأي العام العالمي الرسمي والشعبي على الساحة الدولية الى جانب ثورة الشعب المكافح, وراحت تحشد المواطنين الإيرانيين في الخارج الذي يبلغ تعدادهم بالملايين للتهيؤ في استلام مقاليد السلطة والحكم ومن المؤمل ان تعقد الجاليات الايرانية في الخارج قريبا مؤتمرها الاوسع في حوالي خمسين مدينة حول العالم. ان لهذا التجمهر الضخم دلالاته على مستوى السوق العام في الصراع مع الدكتاتورية الدينية ويعطي رسائل واضحة بأن يوم الخلاص بات قريبا, بعد فرض العقوبات الامريكية الاقسى والاقوى عبر التاريخ كله حيث راح النظام يترنح وسط اكوام الحيرة والرعب من اليوم الموعود في نهايته القريبة جدا.

ولم تعد اساليبه الارهابية ضد المجتمع الدولي وتحديدا الاوربي نافعة, وان تهديداته الفارغة بشأن العمليات الارهابية وتصدير الارهاب والمخدرات تعد عقيمة وهستيرية, فأن ثورة الشعب مستمرة في اغلب المدن والمصانع والجامعات ولن تهدأ يوما ولن تستكين الا بأسقاط النظام الاكثر دموية واجراما وفسادا, ان ظلم ازلام النظام بحق الشعب لابد وان تعقبه محاسبة عسيرة ومدوية امام العدالة الثورية والذي سوف تشكل حال اسقاط النظام الفاشست.

هكذا علمتنا التجارب التاريخية ودروسها في ثورات الشعوب الحية التي لا تنام على ضيم, واستطيع القول ان كل المؤشرات والمستجدات والمتغيرات الداخلية والخارجية تشير الى قرب نهاية النظام ,,,