لا أحد يستطيع أن ينكر أرتباط القرار السياسي بالديني في العراق خصوصا وأن المسيطر على الحكم في العراق بعد سقوط بغداد الى الان هو الاسلام السياسي الشيعي المدعوم من المراجع الشيعية التي هي ليست عراقية فمن بين المراجع الأربع الكبار لدى الشيعة في العراق ثلاث منها غير عراقية وواحد عراقي تربى في ايران فكما هو معروف فأن السيد علي السستاني هو ايراني الجنسية ومن أب وأم ايرانيين والسيد بشير النجفي هو باكستاني الجنسية ومن أب و أم باكستانيين والسيد أسحاق الفياض هو أفغاني الجنسية ومن أب وأم أفغانيين وما يجمعهم في العراق هو خدمة المذهب الشيعي وليس خدمة العراق . لذلك عند أستشارتهم في الشأن السياسي ومشاكل البلد فأنا متأكد أن الرد سيأتي بما يخدم المذهب الشيعي أولا وليس العراق ككل الذي يتكون من طوائف وأديان وقوميات مختلفة لايخدمها احيانا ما يخدم مذهب معين ويجعل منها تبدو مستضعفة أو ذليلة في وطنها .
للذلك لانرى كثيرا المراجع الشيعية تتكلم بالعروبة وتفكر بالعراق ككل وليس في الطائفة فقط والوحيد الذي يداعي بالعروبة هو السيد الحسني الصرخي والذي تمت محاربته بكل الأشكال في العراق وتم أقتحام مكتبه وحتى كان هنالك أتهامات له بدعم الارهاب ،وسابقا كان السيد الصدر (رحمه الله)الذي كان أقرب مرجع ديني شيعي للسنة في العراق على عكس أبنه السيد مقتدى الصدر فقد سمح السيد الصدر (رحمه الله) لمقلديه بالصلاة خلف امام سني وهو مالم يفعله أي مرجع شيعي أخر، وحتى عندما عارض نظام صدام حسين بالكلمة والسلاح لم يخرج من العراق ويهرب الى ايران وبقى في البلد حتى أستشهد خوفا من أضاعة هوية شيعة العراق العروبية واتهامها بالفارسية فالكل يعلم أن ايران لا تحتضن أحد الا أذا كان مواليا لها .
الغريب في الأمر اننا لانرى في ايران رجل دين غير ايراني يتحكم في الشأن الايراني وهي الدولة الاسلامية كما تدعي . يجب أن يعلم الجميع أن العراق ليس ايران بسبب تقارب نسبة الطوائف وتعددها في البلد . لذلك لايمكن حكم العراق من جهة واحدة وأصبح من الضروي فصل الدين عن الدولة حتى لاينظر الى وزارت أو المؤسسات الدولة أنها تمثل طائفة معينة .