18 ديسمبر، 2024 11:50 م

ايرانيّاً , تركياً , سورياً – وقصف اكراد المنطقة !

ايرانيّاً , تركياً , سورياً – وقصف اكراد المنطقة !

نبتدئُ اوّلاً بما لم يُشار له في العنوان اعلاه , والمتعلّق بكردستان العراق , والتي امست كساحةِ وغى للصواريخ والمُسيّرات والمدفعية الإيرانية – التركية , مع ملاحظة التزامن والتوقيت المختار في آليّة وماهيّة  هذا القصف .!

ونبتدئُ ثانياً بما هو أهمّ , حيثُ نكرّر للمرّة الألف وواحد ” وهَلُمَّ جرى ” عن ضرورة التفريق الواسع والشاسع بين جماهير الشعب الكردي او الكردستاني , وبينَ قيادات احزابه السياسية ” كلما وحيثما جرى ذِكر الأكراد في الإعلام ” , ولحؤول دونما تجيير وتوظيف ذلك من القبادات الكردية .!

ايضاً قد تقتضي الإشارة , او إعادة الإشارة أنّ المعارك والقتال بين البيشمركة الكردية والحكومات العراقية كان قد بدأ منذ حقبة العهد الملكي واستمرّ مع وعبر كافة انظمة الحكم العراقية المتعاقبة والى غاية الإحتلال الأمريكي , ويُشار كذلك أنّ تلك الميليشيا الكردية المسلّحة قد تعاونت بشكلٍ فاعل مع الجيش الإيراني في حرب الثمانِ سنوات , وبلغَ الأمر اكثر فأكثر في التنسيق والتعاون التام مع الأمريكان في غزو العراق .!

  بعودةٍ الى أساس الموضوع – العنوان , فالإيرانيون يقصفون الكرد الإيرانيين المعارضين داخل الأراضي العراقية او في كردستان , لكنّهم لا يتعرّضون لهم داخل الأراضي السورية , حيث يتواجد الطرفان والجانبان وبمسافاتٍ اقرب , جغرافيا وعبر الجيوبوليتيك وعسكرياً ايضاً .! , ومن المفارقات في الصدد هذا أنّ احد ابرز القادة الأيرانيين صرّح مؤخراً بأنّ الحرس الثوري الأيراني قد يقوم بعملية عسكرية – برّية داخل الأراضي العراقية في كردستان , بينما يصرّح السفير الإيراني في بغداد بأنّ ذلك غير وارد .! < وهذه هي الدبلوماسية البدائية العارية من ايّ رموزٍ للتفكيك .! > .

  ومنذ سنواتٍ غير قلائلٍ , الأتراك ايضاً يقصفون ويكررون توجيه مقاتلاتهم والدرونز والمدفعية ضد اهدافٍ ومواقعٍ ال PKK – حزب العمال التركي – الكردي , لكنّهم لا يتقدمون نحوهم بقيد أنملة , رغم تواجد قواعدهم العسكرية داخل كردستان العراق  ولهم في ذلك من الأهداف المزدوجة في البقاء والرسوخ في شمال العراق ” والقضية ليست منفصلة عن – الموصل وايضا كركوك ! “..

  منَ الجانب السوري , فهنالك ميليشيات كردية تدعم القيادة السورية , وهنالك اخرى تعمل بالضّد وبدعم امريكيٍ فاعل , وهذا ما يغيض حكومة الرئيس اردوغان الى اقصى حدّ , وهذا ايضاً ما جعل وزير الداخلية التركي يرفض برقية تعزية القنصلية الأمريكية في اسطنبول في حادث التفجير الأخير في شارع استقلال السياحي الشهير , ويُلاحظ أنّ رفض برقية التعزية الأمريكية لم يصدر من وزارة الخارجية التركية , كما أنّ تلك البرقية لم تصدر من السفارة الأمريكية في العاصمة انقرة .! وهذه ايضاً من بدائيات العمل الدبلوماسي المتخلّفة .!

  في العموم , و وفق ما مستقرأ , فالمخطط الدولي – الغربي يروم الى إنشاء وتأسيس دولةٍ جديدةٍ – مستحدثةٍ لاحقاً بإسم وبعنوان ” دولة كردستان الكبرى ” , لكنّ ذلك سيصطدم بالمطبّات الأيرانية الحادّة , وبرفض عموم الكرد أن تكون قيادة دولتهم المفترضة ! من عائلة السيد البرزاني في العراق , بالرغم من أنّ العنصر العِرقي له ما له من اعتباراتٍ وقواسم مشتركةٍ في بعض الزوايا المنفتحة لذلك .!