23 ديسمبر، 2024 9:21 ص

ايتها الحكومة العراقية .. احذروا من سنة الحكومة المستشيعين !!!

ايتها الحكومة العراقية .. احذروا من سنة الحكومة المستشيعين !!!

حضرتني طرفة عراقية متداولة ان عراقيا مسلما  اراد ان يكون مسيحيا فلما احضروه الى الكنيسة  بحضور جمع من المسيحيين وكان كلما يذكر القس مناقب سيدنا المسيح عليه السلام يصيح المسلم باعلى صوته ((اللهم صل على محمد )) والجميع ينظر اليه بتعجب ، واستمر على هذا الحال حتى نهاية خطبة القس حيث نزل عليه وهمس في اذنه ان ابق على دينك ..
ذكرتني هذه الطرفة بسياسي السنة  المشاركين في الحكومة العراقية ممن استشيعوا او قدموا ولاءهم الكامل لهم .. حيث ان اغلبهم كانوا ممن ينتمون الى جماعات مسلحة ومنهم من تعاون مع القوات الامريكية طواعية ، يوم كانت الغلبة في الساحة للجماعات السنية .. ويوم انحسرت هذه الجماعات من الشارع وانزوت على مناطق صغيرة محددة وقويت ذراع الحكومة انتفض هؤلاء مطبلين مزمرين راقصين على الجيف والازبال لكي ينالهم من فتات الخبز شيئا .. حتى علا عويلهم وصراخهم على ابناء جلدتهم .. والاخرون في الجهة المقابلة هم الفائزون وعلى مبدأ عدو عدوي صديقي .
وهؤلاء المهرجون المطبلون فيما اذا انقلب الميزان مرة اخرى لصالح السنة في العراق سيكونون اول من يضرب الحكومة ويغدر بها عائدين الى صفهم الاولي صارخين كصاحبنا المسلم الذي اراد ان يكون مسيحيا متذرعين بكل الحجج الواهية لكي لايفوتهم من الفتات شيء .
خلاصة القول ان هؤلاء المهرجين وهم كثر لا امان ولا عهد لهم وعلامات النفاق في سيماهم اينما ذهبوا .. ومصيرهم في مزابل التاريخ .. 
والقصد هنا  هو ليس تفضيل ناس على ناس بل المباديء الثابتة والمواقف الشجاعة هي من تفضل احدا على اخر .. وفي مفهوم المنافسة السياسية الشريفة هو ان يكون الخصم قويا ممثلا حقيقيا للمجتمع باماله والامه .. لا ان يكون انبطاحيا متملقا وعصا يستخدمها المنافس في ضرب وايذاء خصمه بهدف الحصول على غنيمة مؤقتة . لكي يكون هناك تكافؤ في كل شيء يعود للعملية السياسية بالامور الجيدة .
فمن امثال هؤلاء اليوم من شمال العراق وجنوبه نضرب مثلا ، كعبد الرحيم الشمري من شيوخ شمر في نينوى كان هو وشيوخ عشيرته يطالبون قبل سنوات مضت انضمام الموصل الى اقليم كردستان وكانت ومازالت تربطهم علاقات متينة معهم فما الذي تغير بين ليلة وضحاها .. والاخر عبد الرحمن اللويزي الذي عمل مع الجهات المسلحة بداية الاحتلال بعدها عمل دليلا لقوات الاحتلال الامريكي ب500 دولار شهريا والذي سلم لهم العديد من ضباط الجيش العراقي السابق ومنهم من عشيرته حتى انها تبرات منه . وكذلك احمد الجبوري فمن ضابط شرطة مرتشي وفاسد الى بطل اصلاح ومحاربة للفساد ..
وننزل جنوبا الى صلاح الدين وما ادراك ما صلاح الدين !! فلم يكتف احمد عبدالله الجبوري بتقاسمه اموال المشاريع مع المجاهدين في الاعوام الاولى للاحتلال حتى اعلن شراكته الاستراتيجية  مع المالكي وايران واستشيع هو وعشيرته باكثر من الشيعة انفسهم ..
ثم عدنان الجنابي شيخ عام الجنابيين فمن عائلة صدامية بعثية للعظم الى جهادية وارهابية  قتلت المئات من الابرياء .. الى هبوط قوي بتحالف استراتيجي مع المالكي وحزب الدعوة والى محاولة كبيرة بتشييع عشيرته وبانتهازية ومصلحية واضحة .. حتى انه ساعد بافتتاح مكاتب في مناطقهم من عشيرته للعصائب وبدر وسرايا السلام .
وليس بعيدا عن الانبار فان مايسمى اليوم الحشد العشائري بشيوخهم فقد اعلن اغلبهم تشيعهم وتقديم الولاء والطاعة لهم وفتح مكاتب لبدر والعصائب في عموم مدن الانبار..
اما حصة المعممين من سنة الحكومة فيقف على راسهم البصراوي خالد الملا الذي لايمت للسنة بصلة سوى ملابسه فقط .. اما الداهية وليس الداعية الوهابي السلفي الذي اعتقل” ظلما ” لدى قوات الاحتلال الامريكي في بوكا بحجة دعمه واشتراكه في المقاومة فانه لم يفت مطلقا بمقاتلة الامريكان ولم يقاتلهم ابدا .. وعند اطلاق سراحه انتقل الى سوريا واستقبله بشار الاسد برحابة صدر، ومنحه مكتبا مؤثثا مكتملا لهيئته على حساب المخابرات السورية ثم اعلن تحالفه مع حزب البعث جناح عزت الدوري بوثيقة مطبوعة موقعة من الطرفين .. ولعلاقته المتينة بمحمد يونس الاحمد ، وبتوجيه من المخابرات السورية حاول الاصلاح وتوحيد جناحي حزب البعث لكنه لم يفلح .. ثم في عام 2011 عاد فجاة للعراق واعلن تايده واشتراكه مع النظام والسلطة في العراق ..
فبعد كل الذي ذكر وهو خلاصة مبسطة فكيف يأتمن الناس على حقوقهم ومطاليبهم لدى هؤلاء المهرجين الذين ستكون خاتمتهم اسوء خاتمة .