18 ديسمبر، 2024 10:19 م

ايام بغداد الثقافية وقيامة المبدع اليهودي العراقي – الفرزة الثانية / مير بصري موهبة كونية ووطنية عراقية فرطت بها السلطات العراقية

ايام بغداد الثقافية وقيامة المبدع اليهودي العراقي – الفرزة الثانية / مير بصري موهبة كونية ووطنية عراقية فرطت بها السلطات العراقية

ايقاع يهودي قيمي عراقي —–
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِـنَ اللُـؤمِ عِرضُـهُ فَـــكُـــلُّ رِداءٍ يَــرتَــديـــهِ جَــمــيـــلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها   فَلَـيـسَ إِلــى حُـسـنِ الثَـنـاءِ سَبـيـلُ
تُـعَـيِّـرُنــا أَنّــــــا قَــلــيــلٌ عَــديــدُنــا   فَـقُـلــتُ لَــهــا إِنَّ الــكِـــرامَ قَـلــيــلُ
وَمــا قَــلَّ مَــن كـانَـت بَقـايـاهُ مِثلَـنـا    شَـبـابٌ تَـسـامـى لِلـعُـلـى وَكُـهــولُ
وَمـــا ضَــرَّنــا أَنّــــا قَـلـيــلٌ وَجــارُنــاعَــزيــزٌ وَجــــارُ الأَكـثَــريــنَ ذَلــيـــلُ
لَـنــا جَـبَــلٌ يَـحـتَـلُّـهُ مَــــن نُـجـيــرُهُ    مَـنـيـعٌ يَـــرُدُّ الـطَــرفَ وَهُـــوَ كَـلـيـلُ
رَسـا أَصلُـهُ تَحـتَ الثَـرى وَسَمـا بِـهِ إِلــى      النَـجـمِ فَــرعٌ لا يُـنــالُ طَـويــلُ
هُـوَ الأَبلَـقُ الفَـردُ الَّـذي شـاعَ ذِكـرُهُ       يَـعِــزُّ عَـلــى مَـــن رامَـــهُ وَيَــطــولُ
وَإِنّــا لَـقَـومٌ لا نَـــرى الـقَـتـلَ سُـبَّــةً     إِذا مــــا رَأَتـــــهُ عــامِـــرٌ وَسَــلـــولُ
يُـقَــرِّبُ حُـــبُّ الـمَــوتِ آجـالَـنـا لَـنــا     وَتَــكــرَهُــهُ آجــالُــهُـــم فَــتَــطـــولُ
وَمــا مــاتَ مِـنّـا سَـيِّـدٌ حَـتـفَ أَنـفِــه       وَلا طُـــلَّ مِـنّــا حَـيــثُ كـــانَ قَـتـيـلُ
تَسيـلُ عَلـى حَــدِّ الظُـبـاتِ نُفوسُـنـا         وَلَيسَـت عَلـى غَيـرِ الظُـبـاتِ تَسـيـلُ
صَفَـونـا فَـلَـم نَـكـدُر وَأَخـلَـصَ سِـرَّنـا       إِنــــاثٌ أَطــابَــت حَـمـلَـنـا وَفُــحــولُ
عَلَـونـا إِلــى خَـيـرِ الظُـهـورِ وَحَـطَّـنـا      لِـوَقـتٍ إِلــى خَـيـرِ الـبُـطـونِ نُـــزولُ:
فَنَحـنُ كَمـاءِ المُـزنِ مـا فـي نِصابِـنـاكَــهـــامٌ         وَلا فـيــنــا يُــعَـــدُّ بَـخــيــلُ
وَنُنكِـرُ إِن شِئنـا عَلـى النـاسِ قَولَهُـم      وَلا يُـنـكِـرونَ الـقَــولَ حـيــنَ نَــقــولُ
إِذا سَـيِّــدٌ مِـنّــا خَـــلا قـــامَ سَــيِّــدٌقَـــؤُولٌ لِـمــا قـــالَ الـكِــرامُ فَـعُــولُ
وَمــا أُخـمِـدَت نــارٌ لَـنـا دونَ طـــارِقٍوَلا ذَمَّــنــا فــــي الـنـازِلـيـنَ نَــزيــلُ
وَأَيّـامُـنـا مَـشـهــورَةٌ فــــي عَــدُوِّنــالَــهــا غُــــرَرٌ مَـعـلـومَــةٌ وَحُــجـــولُ
وَأَسيافُنـا فـي كُـلِّ شَــرقٍ وَمَـغـرِبٍبِـهـا مِـــن قِـــراعِ الـدارِعـيـنَ فُـلــولُ
مُـــعَـــوَّدَةٌ أَلّا تُـــسَــــلَّ نِـصــالُــهــافَـتُـغـمَـدَ حَــتّــى يُـسـتَـبـاحَ قَـبـيــلُ
سَلـي إِن جَهِلـتِ النـاسَ عَنّـا وَعَنهُـمُفَـلَـيــسَ سَــــواءً عــالِــمٌ وَجَــهــولُ
فَــإِنَّ بَـنـي الـرَيّـانِ قَـطـبٌ لِقَومِـهِـمتَـــدورُ رَحــاهُــم حَـولَـهُــم وَتَــجــولُ
السموأل بن عادياء ( شاعر جاهلي يهودي عراقي ) .
خلاصة الفرزة الأولى
http://kitabat.com/ar/page/27/03/2013/10351/بغداد-الثقافة-وقيامة-الشاعر-العراقي-اليهودي-انور-شاؤول-1904-1984.html
المبدع العراقي اليهودي المنفي قهرا عاد الى الواجهة   للمرة المئة  ! فهاهي الاقلام  الملتزمة بالخطين العراقي والانساني تكتب في غياب المبدع العراقي اليهودي عن  المساهمة في بناء العراق (الجديد ) ! فالمبدع العراقي اليهودي المغيب ليس رقما يمكن اختزاله ! ففيهم مبدعون كونيون في علوم الهندسة والحساب والكيمياء والفيزياء وكذلك الحال في الادب والفن ! نحن وسوانا طالبنا مرارا ومن موقع المسؤولية  بانصاف المواطن اليهودي العراقي والاعتذار له عما حاق به من صنائع الدهماء  الذين اعتدوا على حصانة المواطنة فسرقوا الاموال والنساء واحرقوا العمائر والكتب والوثائق منذ 1936  وحتى ستينات القرن العشرين ! ومن بعد ان شردوا المواطن اليهودي ونهبوه واعنصبوا حقوقه ! التفتوا الى القصور الملكية والاميرية والوزيرية فكانت سانحتهم  التاريخية هو انقلاب 14 جولاي 1958 فقتلوا واغتصبوا ونهبوا  وشردوا العائلة المالكة ومن والاها ! ثم  شجعت الحكومات السابقة هؤلاء الغوغاء ليكرروا  نسخ الجريمة مع ضحايا الحكومات والاحزاب عن شاعت فكرة الفرهود  ولعل ما حل بتجار شورجة بغداد  وسوق البصرة ما يذكرنا بهؤلاء الذين انتقلت جرائمهم من الاجداد الى الاولاد الى الاحفاد ! فاذا سقط نظام صدام نهض الاحفاد ليسرقوا ويحرقوا ويخربوا ويهربو! ومازال هؤلاء ينتظرون السوانح الجديدة فاعتبروا يا اؤلي الألباب ! وجمهور  كتابات وتحديدا الارشيف يتذكر انني كنت من المبكرين في الكتابة عن حق اليهود العراقيين في ان نعتذر لهم شعوبا وحكومات  وان نعيدهم او ندعهم حيث هم ونمنحهم الجنسية العراقية ! وتحية لمن تذكر المبدع العراقي اليهودي التاجر والشاعر والموسيقي والمطرب …. فها انا اعيد النظر في في موضوعة سابقة لتحديثها ونشرها !! نعم فقد كرَّست الدراسات اللاهوتية المقارنة ظاهرة تتمثل في أن جميع الكتب السماوية المقدسة حررت للإنسان و الوطن منـزلة عليَّة! وآية التكريس تتجلى في ذلك الذي أورده القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والكنـزاربا ( كتاب الصابئة )، وقد عززت الدراسات الناسوتية المنـزلة نفسها! فلن تجد ماركسيا أو وجوديا أو متديناً متمدينا أو علمانياً أو وثنياً ….إلخ لن تجد احدا في اي زمان واي مكان يقلل من قَدْر الإنسان اوِ الوطن أو يهوَّن شأنهما  !  !!والحديث عن أوروك ( الوركاء ) أو عروق أو عراق : يكتسب لهبا مقدسا مختلفا على نحو ما!! فثمة و حدة بين الانسان والوطن والخلود ! كل يعود الى بلاده : جلجامش الى اوروك والسموأل بن عادياء الى العراق وامرؤ القيس الى كندة ! هل قلت السموأل ؟؟ هو يهودي جاهلي !! قال في الوطن وحبه وقداسته مالم يقله لقيط الإيادي وهو شاعر عربي جاهلي ذاب في عشق العراق فوضع روحه في موقد الوطن! وما زلنا نردد شعر السموأل اليهودي بإعتزاز تام
عرض الفرزة الثانية  :
مير بصري عراقي بالمعنى الوطني ومبدع بالوزن  الأممي ! ومظلوم بالعمق التراجيدي ! لم يكن عراقي  الجنسية وكفى بل كان عراقي الهوية والانتماء والعشق ! حتى وهو هارب من جحيم الملاحقة السلطوية العراقية مقيما في لندن نازفا شوقا الى بغداد بحيث يقول :
على الأوطان في جبل وسهل       سلام الله , عطر من سلام
بلادي حبها مددي وديني         تغلغل في الجوارح والعظام
هي الأم التي خلقت كياني          وجادت بالحشاشة والقوام
وأرهفت المشاعر في حنان         وأوقدت القريحة بالضرام
 ولقَّنت المكارم والسجايا            واوحت بالخواطر والكلام
ونزهت الفؤاد من الدنايا           ورفَّعْتُ الضمير عن الملام
رضعت لبانها طفلاً صغيراً           وذقت نعيمها منذ الفطام
عببت من الهواء الطلق صفوا        ومن ماء الذ من المدام
وكحلت العيون بسحر حسن    تلأ لأ في الضياء وفي الظلام
فيا للحسن من بغــــداد أضفى    على الوديان وشيا والآكام
مغانٍ قد صفا فيها شرابي         وراق العيش في عز المقام
  ارتبط  مير شاؤول لابصري  بصداقات حميمة وعميقة بكبار رموز العراق الوطنية والثقافية والفنية  مثل الأعلام : علي الشرقي ومحمد باقر الشرقي وحقي الشبلي ومحمد القبانجي  ومحمد رضا الشبيبي وجعفر الخليلي وهلال ناجي و ناجي زين الدين المصرف ومحمد مهدي الجواهري وفؤاد عباس ومحمد صادق القاموسي ! ومصطفى جواد والأب أنستاس الكرملى! اللذين  درس على ايديهما  علوم العربية ! وتعمق في تاريخ العراق على يد صديقه عباس العزاوى كما درس العروض العربى على يد الشاعر محمود الملاح ! ودخل مدرسة التعاون ومدرسة الأليانس و تخرج عام 1928.
وكان يزور النجف بين الآونة والأخرى بدعوة من الشيخ الامام الفذ محمد رضا المظفر مرة  ! ودعوة من الأستاذ المبدع جعفر الخليلي وقد اهدى المكتبة العراقية سلة كبيرة من المؤلفات المهمة في التاريخ والجغرافيا وألأدب والأقتصاد والسيرة الذاتية ! ولم يكن إذا وازن بين يهوديته والعراق ليفضل سوى العراق ! لكنه اعمق وعيا من ان يرى تقاطعا بين يهوديته وولائه للاسلام ! كتب الشعر والمقالة والخاطرة والسيرة والاخوانيات ! ولعل اسماء كتبه خير شاهد على موسوعيته وخصوبته ! من نحو  : دور الأديب العربي في بناء المجتمع العصري  ثم اعلام الكورد ثم نظرات  في الاقتصاد العراقي  ثم أعلام الوطنية والقومية العربية في العراق  ثم أعلام الفن العراقي الحديث والمعاصر! .
اطلق صرخته الاولى في بغداد  التاسع عشر من سبتمبر عام 1911م من ابوين يهوديين من عائلة يهودية عراقية صميمة وهو نجل  تاجرً القماش الغدادي شاؤول بصري ! اسرته معروفة بـ ( عوبيديا ) اما امه فهي من طائفة  دنكور التي ينتمي لها أكبر حاخامات يهود العراق !  وقد ذكر الرحالة جوزف بنيامن في مذكراته انه في بغداد اجتمع بعم والد مير بصري وكان يشغل منصب رئيس المحكمة الشرعية في بغداد سنة 1848 ! وقد اعجب بنيامن بشخصيته الجذابة في المجتمع البغدادي ! اذن مير بصري سليل عائلة عراقية عريقة فعملت على ان ينشأ مير على حب بغداد وازقتها ولياليها ودجلتها ! وقد درس الاقتصاد في جامعة بغداد ! وكان محبوبا لدى العراقيين معروفا بصفائه الوطني ! وشغل  مقعد   مدير عام في وزارة الخارجية العراقية ! واصبح مدير تشريفات الوزارة 1928  ثم قر رئيس غرفة تجارة بغداد في عام 1943 ! وكان مير بصري قد تقلد  منصب الرئيس الفخري للطائفة اليهودية في العراق نهاية الستينيات وبداية السبعينيات من القرن العشرين ! وفى عام 1945 تولى إدارة شركة تجارة الشرق وانتخب عضوا فى مجلس اللواء العام ومجلس إدارة لواء بغداد .! وقد مثّل العراق فى معرض باريس الدولى عام 1937 ! ومؤتمرالمستشرقين الدوليين فى كمبرج وميونخ…. الخ ! وقد قر مير بصري في وطنه العراق رغم اتفاق سلطات نوري السعيد وموشي دايان وغولدامير  على بث الفزع في روع اليهود العراقيين لينهدوا بمغادرة الوطن صوب اسرائيل فأحرق الدهماء ممتلكات يهود العراق وقتلوا الشيب والشبان واغتصبوا اليهوديات العراقيات ! وجرى ذلك تحت سمع وعلم سلطتي نوري السعيد وموشي ديان  وتشبث بالعراق نحو عشرين الف يهودي عراقي ! فاليهود العراقيون محسومو الولاء لوطنهم العراق ! لكنه وحفاظا على حياته واسرته اضطر الى مغادرة العراق باتجاه بريطانيا سنة 1974 ! غب اعدام التجار العراقيين اليهود من بغداد والبصرة ! وقد اهدى مكتبته النفيسة الى الدار الوطنية ! ولم يسافر الى اسرائيل رغم انهم كشيء من الاغراء عرضوا عليه وزارة الاقتصاد اليهودي ! وظلت عيناه مسمرتين باتجاه العراق حتى   قضى  في لندن سنة    2005  !
ومير بصري شخصية بغدادية تراثية بامتياز فقد كتب بروحه البغدادية  في  شخصيات بغدادية عايشها  مثل  ملا عبد الله الخياط  وعبود الكرخي وجلال الحنفي و فيليب ساسون و مناحيم صالح دانيال الذي اسس دار الميتم الإسلامى ببغداد عام 1928 كما كتب في صديقه الوزير  ساسون حسقيل وهو صديق مير بصري وعرابه معا ! وساسون حسقيل  شارك بمؤتمر القاهرة عام 1921 برئاسة ونستن تشرشل وكان له دوره الناشط العراقي المهم وكذلك دور ساسون فى مفاوضات مع البريطانيين وذكر عبد الرزاق الحسني انه كان وزير المالية فى حكومة ياسين الهاشمى وهو الذي كبد  الشركات البريطانية لتدفع الى العراق العوائد من الذهب مما أغضب بريطانيا .
صدرت له كتب عديدة كثيرة  منها تجارة العراق فى مائة عام وستة كتب عن اقتصاد الدول العربيةو أعلام الوطنية والقومية العربية، مواكب العصرو رجال وظلال و نفوس ظامئة و بشر وآلهة و أرانين  و مواكب العصر و رحلة العمر و رحلة نيهولت إلى العراق و علم الفلك عند الإفرنج… فضلا عن مقدماته لكتب كثيرة أهمها (نزهة المشتاق فى تاريخ يهود العراق) وغيرها.
قضى شهرين كاملين  في الحبس  دون  أمر قضائى عام 1969 ثم أخرج لحضور مؤتمر الأدباء العرب ببغداد! وكان الكبير محمد مهدي الجواهري رئيس الوفد العراقي وكنت انا كاتب هذه السيرة عبد الاله الصائغ ضمن الوفد العراقي الذي ضم عددا من المبدعين العراقيين بينهم انور شاؤول !!  وقدم مير بصري بحثا مهما نال اعجاب المؤتمرين العرب وكان موضوعه  (دور الأديب العربى فى بناء المجتمع العربى المعاصر) ! لكن مير بصري كان مجروحا بسبب حبسه الاعتباطي شهرين دون جريرة ! فكتب في ذلك :
 يه يوما قضيته فى السجون           فى أسار من الونى والشجون
    رسمته رؤى النوى والمنون       شاحبا مقفرا كليل الجنون
 وكتب في الموضوع ذاته :
     أى جرم جنيته فى حياتى           لأجازى جزاء باغ وعات
    أوقفونى مناضلاً وثباتى                 لعراقى ودجلتى وفراتى

توصلات / مير بصري عبقرية متميزة وتراجمه عن الاعلام لاتأتي من وراء مكتب ! بل انه غالبا مكا يقوم بدراسات ميدانية فيلتقي بمن ةسيترجم لهم ويعايشهم ! فكأنك تتعايش معهم وتعرف دخائلهم ! وكم تخيلت اصوات من ترجم لهم وشممت رائحة المكان ! وهذه عبقرية نادرة .
اخيرا : مرة ثانية وربما عاشرة وازيد نطالب المعنيين  العراقيين شعبا وحكومة لاستعادة شريحة مهمة من شعبنا العراقي ! وليس عيبا ان يعتذر المخطيء او المقصّر او الغافل ! وتتلو مرحلة الاعتذار مرحلة التعويض فالتنفيذ ! ونحن ننتتظر .